بيونج يانج تسعى إلى التوازن العسكري مع واشنطن

الحدث الأحد ١٧/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:١٤ ص
بيونج يانج تسعى إلى التوازن العسكري مع واشنطن

سول - الأمم المتحدة - - وكالات

قالت كوريا الشمالية أمس السبت إنها تهدف إلى تحقيق «توازن» في القوة العسكرية مع الولايات المتحدة التي أشارت في وقت سابق إلى أن صبرها بدأ ينفد في المجال الدبلوماسي بعد أن أطلقت بيونج يانج صاروخًا اخترق الأجواء فوق اليابان للمرة الثانية خلال شهر واحد.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قوله إن «هدفنا النهائي هو التوصل إلى توازن في القوة الحقيقية مع الولايات المتحدة وجعل حكام الولايات المتحدة لا يجرؤون على الحديث عن الخيار العسكري مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».وظهر كيم وهو يبتسم أثناء مشاهدته الصاروخ يطير من منصة إطلاق متحركة في صور نشرتها الوكالة وقد أحاط به مسؤولون عدة. ونقلت الوكالة عن كيم قوله في التقرير «تم التأكد تمامًا من الكفاءة القتالية (للصاروخ) هواسونج-12 وإمكانية الاعتماد عليه». وأضاف كيم إن هدف كوريا الشمالية من استكمال قوتها النووية «وصل إلى غايته تقريبًا». وأطلقت كوريا الشمالية عشرات الصواريخ خلال رئاسة كيم مع تعجيلها لبرنامج للأسلحة يهدف إلى منحها القدرة على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ قوي مزود برأس نووي.

صبر واشنطن «بدأ ينفد»

وبعد أحدث تجربة لكوريا الشمالية يوم الجمعة قال مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش.آر مكماستر إن صبر الولايات المتحدة بشأن برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية آخذ في النفاد بشكل سريع.
وقال مكماستر للصحفيين في البيت الأبيض: «بالنسبة (لهؤلاء)... الذين تحدثوا عن عدم وجود خيار عسكري. (أقول) يوجد خيار عسكري»، لكنه أوضح أنه ليس الخيار المفضل لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأدان مجلس الأمن الدولي أيضًا يوم أمس الأول الجمعة إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بوصفه «استفزازيًا للغاية».
وكان مجلس الأمن قد شدد بالفعل العقوبات على كوريا الشمالية ردًا على تجربة نووية أجرتها في الثالث من سبتمبر وقام بفرض حظر على صادرات كوريا الشمالية من المنسوجات وفرض حدًا أقصى على وارداتها من النفط الخام.
ورددت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، نفس لهجة مكماستر القوية حتى مع قولها إن الحل الذي تفضله واشنطن لهذه الأزمة هو الدبلوماسية والعقوبات. وقال الرئيس دونالد ترامب إنه‭ ‬«أكثر ثقة عن ذي قبل بأن خياراتنا في معالجة هذا التهديد فعالة وساحقة».
وقال في قاعدة أندروز قرب واشنطن إن كوريا الشمالية «أظهرت من جديد ازدراءها التام لجيرانها وللمجتمع الدولي برمته».

صاروخ

قال مسؤولون حكوميون يابانيون إن أحدث صواريخ كوريا الشمالية طار فوق هوكايدو في شمال اليابان يوم الجمعة وسقط في المحيط الهادي على بعد نحو ألفي كيلومتر إلى الشرق. وقال الجيش الكوري الجنوبي إن الصاروخ قطع مسافة 3700 كيلومتر تقريبًا وهي تكفي للوصول إلى منطقة جوام الأمريكية التي هددتها كوريا الشمالية من قبل. وقال اتحاد العلماء المعنيين في بيان: «مدى هذا الاختبار مهم إذ أظهرت كوريا الشمالية أن بوسعها الوصول إلى جوام بهذا الصاروخ». لكن الاتحاد ذكر أن دقة الصاروخ، الذي ما يزال في مرحلة مبكرة من مراحل تطويره، ما تزال منخفضة وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان تدمير قاعدة أندرسن التابعة لسلاح الجو الأمريكي في جوام.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد دعا يوم الخميس الصين حليف بيونج يانج الوحيد وروسيا إلى ممارسة ضغوط أكبر على كوريا الشمالية من خلال «القيام بتحركات مباشرة من جانبهما». وردت بكين بحث واشنطن على بذل المزيد لكبح جماح كوريا الشمالية.

الصين ترفض التهديدات

من جانبه دعا سفير الصين في واشنطن الولايات المتحدة إلى الامتناع عن توجيه تهديدات بشأن كوريا الشمالية التي أطلقت في وقت سابق صاروخًا آخر اخترق الأجواء فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادي. وقال السفير تسوي تيانكاي للصحفيين خلال إحدى المناسبات بالسفارة: «بأمانة أعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة أن تفعل.. أكثر مما تقوم به الآن حتى يكون هناك تعاون دولي حقيقي فعال بشأن هذه القضية. عليها أن تمتنع عن توجيه تهديدات أخرى. عليها أن تفعل المزيد لإيجاد طرق فعالة لاستئناف الحوار والمفاوضات».

روسيا تنتظر «خطوات سياسية»

قال سفير روسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن روسيا ‏ستلتزم بالعقوبات الموقعة على كوريا الشمالية وفق قرار مجلس الأمن الأخير ولكنها تنتظر في الوقت ‏نفسه خطوات سياسية تجاه تسوية الأزمة من جانب الولايات المتحدة.‏
ونسبت وكالة أنباء تاس الروسية في نشرتها باللغة الإنجليزية إلى نيبينزيا قوله في جلسة للمجلس إن الولايات المتحدة حثت روسيا والصين على الالتزام الكامل بالعقوبات المفروضة بموجب ‏القرار رقم 2375 في أقرب وقت ممكن.‏وأضاف: «لقد قلنا إننا عضو مسؤول في المجتمع الدولي ونلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي تمامًا ‏لكن هذا القرار ينص أيضًا على إجراءات سياسية يجب الوفاء بها.. ولهذا نحث الأمريكيين والشركاء ‏الآخرين على تنفيذ القرارات السياسية والدبلوماسية التي نص عليها القرار».‏ وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة إن المجتمع الدولي وجد نفسه في دائرة خبيثة بخصوص ‏الوضع في كوريا الشمالية إذ إن كل قرار أممي تعقبه تجربة صاروخية، مشيرًا إلى أن روسيا طالما ‏شددت على أنه ليس هناك طريق يقود إلى الخروج من الأزمة الكورية الشمالية سوى طريق السياسية ‏والدبلوماسية.

خيار القوة العسكرية مطروح

من جهته قال مبعوث الولايات المتحدة لشؤون نزع الأسلحة، روبرت وود، إن بلاده تريد استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية حيال برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية وتريد القضاء على أي ثغرات في العقوبات المفروضة عليها. وقال وود في مؤتمر صحفي في جنيف: «لم تسنح فرصة للعقوبات بعد لتؤلم بشدة كما نود وهذا يأتي من حقيقة أنها لم تطبق بالكامل». وقال وود إن كوريا الشمالية استغلت «ثغرات» في نظام العقوبات للحصول سرًا على عتاد لبرامجها النووية والصاروخية، وقال: «نريد إغلاق تلك الثغرات». وقال وود لدى سؤاله عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية أمريكية: «لا نستبعد أي خيارات... نحن نتبع المسار الدبلوماسي الآن... تلك هي المرحلة التي نحن بها. نريد استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية».وأضاف أن الصين لديها ذات المصلحة التي لدى بلاده في سعيها لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وساعدت في الضغط على كوريا الشمالية من خلال تأييدها لقرارين من مجلس الأمن. لكنه قال إن هناك المزيد الذي بإمكان الصين فعله، وأشار إلى أن الوقت قد حان لاستخدام «الميزة الفريدة» التي لدى بكين.