5 ملايين طالب مهددون بعدم الذهاب إلى المدرسة اليمن.. عام دراسي مرهون بانقطاع رواتب المعلمين

الحدث الثلاثاء ١٩/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
5 ملايين طالب مهددون بعدم الذهاب إلى المدرسة 


اليمن.. عام دراسي مرهون بانقطاع رواتب المعلمين

عدن - إبراهيم مجاهد

ما زالت أزمة عدم صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في اليمن تلقي بضلالها في عديد من مناحي الحياة، ومع بداية العام الدراسي لهذا العام سيكون أكثر من 5 ملايين من طــــلاب المدارس في اليمن مهددون بعدم الذهب إلى المدرسة بسبب انقطـــــــاع مرتبات المدرسين منذ نحو عشرة أشهر عاش خلالها أكثر من «160» ألف معلم ومعلمة ظروف معيشية صعبة مع أسرهم كغيرهم من اليمنيين جراء الحرب التي تعصف بالبلاد.

الرواتب تهدد الدراسة بالتوقف

معلمو اليمن الذين قبلوا العام الفائت الاستمرار في أداء رسالتهم التعليمية رغم أزمة الرواتب واستمرار الحرب، على أمل أن هذا سيشفع لهم لدى أطراف الصراع في البلاد ويعجل بصرف مرتباتهم المتوقفة، هددوا هذا العام بالإضراب وإغلاق المدارس لحين يتم صرف مرتبات المدرسين الأمر الذي قد يعيق العملية التعليمية في بلد باتت رقعة الجهل تزاحم رقعة الفقر في الانتشار في هذا البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد متصل بأزمة المرتبات، جددت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية دعوتها لجميع، التربويين في عموم محافظات اليمن وعددهم 250 ألفًا، إلى الإضراب الشامل والمفتوح ابتداءً من أوّل يوم من العام الدراسي الجديد (2017- 2018) وعدم فتح المدارس إلا باستلام الرواتب.

وشدّدت النقابة في بيان وصفته بـ «المهم» على أن رفع الإضراب مرهون باستلام الرواتب، معتبرةً أن «استلام الرواتب من دون انقطاع هو البيان الوحيد الذي يتم بموجبه رفع الإضراب وفتح المدارس».

مدرسون مشردون وجوعى..

وتحدّثت النقابة عن «المعاناة والآلام التي يتجرّعها المعلّمون وأسرهم، والتي وصلت حدّاً لا يطاق، وأصبح شبح المجاعة الحقيقية يهدّدهم جرّاء توقّف صرف رواتبهم طوال فترة تجاوزت عشرة أشهر».
وأشارت الى أنها لم تجد سوى «الوعود والمماطلة والتسويف» في مقابل مطالبتها «بوضع حلول ناجعة وحقيقية لمشكلة توقّف الرواتب».
وجاء في البيان: «أمام استمرار توقّف الرواتب وازدياد تفاقم معاناتكم وبعد إقفال كل الخيارات أمامنا بما فيها ضبط النفس الذي ظللنا نمارسه طوال هذه الفترة على أمل الاستجابة الحقيقية لمطالبكم المشروعة في صرف رواتبكم، تجد النقابة نفسها مضطرة إلى استخدام حقّها القانوني والدستوري في اتّخاذ ما تراه ملائماً للدفاع عن حقوق التربويين القانونية المشروعة».
ولفت إلى «تفاقم تردّي الأوضاع المعيشية والارتفاع الجنوني للأسعار على الموظّفين عمـــــــــومًا والتربويين خصوصًا، حتى وصل الأمر بالبعض إلى بيع أثــــــــاث منازلهم أو طردهم منها لعجزهم عن سداد الإيجارات التي تراكمت عليهم».
وتسبّبت الحرب في حرمان 80 في المئة من الطلاب والطالبات البالغ عددهم أكثر من ستة ملايين، من الحصول على الكتاب المدرسي على مدار عامين دراسيين كاملين، إذ تعذّرت طباعة الكمية المطلوبة من الكتب المدرسية لمختلف الصفوف والمراحل التعليمية.

ارتفاع جنوني

وفي سياق متصل بمعاناة المواطن اليمني شكا سكان في العاصمة صنعاء، من الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز المنزلي، حيث ارتفع بنسبة 40 %، في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن الأزمة التي أثقلت كاهل اليمنيين.
وارتفع سعر أسطوانة الغاز من 3500 إلى 5200، بين ليلة وضحاها، مما شكل عبئاً مالياً على السكان الذين بات الملايين منهم مهدد بخطر المجاعة.
والغاز هو منتج محلي، ويوّرد من حقول الغاز في مأرب (شرق صنعاء).
وقال مصدر في شركة الغاز بمأرب أن سعر أسطوانة الغاز لا تُكلّف شرائها بنحو 900 ريال يمني، وبالإضافة لأجور النقل ومكاسب التجار، فإنه من الممكن أن يصل سعرها إلى 1500 ريال، كحد معقول في الوضع العادي، أما في ظل الأزمة الإنسانية فمن المفترض على السلطات أن تدعم وصول الغاز المنزلي للسكان بالحد الأدنى.

نهب منظم للمواطن الفقير..

ووصف السعر الجديد بأنه عملية نهب منظمة، وقال إن «سعر بيع الأسطوانة بـ5400، هو نهب للمـــــــواطن الفقير، فلو حسبت تكلفة الشراء مع أجــــور النقل للتاجر فلا تصل سعر الأسطوانة إلى 1500، ولنكن مبـــــــالغين فالحد الأعلى سيصــــــل سعرها إلى نحو 2000 ريال».
ويعاني اليمنيون من الارتفاع الجنوني في أسعار الوقود، وانتشار السوق السوداء حيث وصل سعر العبوة 20 ليترًا من وقود السيارات إلى 25 ألف ريال، بينما كانت من قبل بسعر 3 آلاف ريال، بينما استقرت خلال الأسابيع الفائتة عند 5200 ريال.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر،قد حذرت في وقت سابق من أن وباء الكوليرا الذي يجتاح اليمن يمكن أن يصيب نحو 850 ألف شخص بحلول نهاية 2017.
وقال روبير مارديني المكلف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة الدولية إن الوباء «بلغ مستويات ضخمة».
ومع أن انتشار الوباء تراجع قليلا خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه ما زال خارج السيطرة.
وقال مارديني لفرانس برس: «في يوليو قلنا بأننا نتوقع 600 ألف حالة مع نهاية العام، ولدينا حاليا 647 ألف حالة أشتباه» بإصابة بالوباء.