أين تذهب إبل ظفار في الخريف؟.. تعرّف على قصتها

بلادنا الأربعاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٢:٣٩ ص
أين تذهب إبل ظفار في الخريف؟.. 

تعرّف على قصتها

صلالة - عادل اليافعي

هل تبادر إلى ذهنك هذا السؤال "أين الإبل؟" حينما تزور محافظة ظفار في موسم الخريف، حيث تخلو السهول الخضراء والجبال من الإبل والتي تعتبر ثروة حيوانية مهمة للعديد من أهالي ولايات محافظة ظفار.
تبدأ القصة في الحفاظ على عادة سنوية قديمة إذ يقوم ملاك الإبل بإبعادها عن الجبال والسهول خلال موسم الخريف ووضعها بمناطق النجد بجبل سمحان، حيث تقضي الإبل مدة 3 أشهر داخل حظائر بمنطقة النجد بجبل سمحان ويتم تغذيتها بالأعلاف طوال هذه المدة، وتأتي هذه البادرة من مربي الإبل سنويا حفاظا على البيئة ولجعل المراعي بالجبال والسهول تتكاثر وتنبت.
وبعد انتهاء موسم الخريف ودخول الربيع يقوم أصحاب الإبل برحلة أخرى وهي (الخطيل). ويشرح تقرير أعده فريق "طبيعة ظفار" مع "الشبيبة" كيف تقضي الإبل في هذه الرحلة الموسمية 3 أشهر في حظائر بمنطقة النجد، وتغذى وتطعم بالأعلاف طوال هذه المدة بعيدا عن الخريف للحفاظ على حياتها من مخاطر الأمطار والانزلاقات، حيث تتسبب رطوبة التربة جراء هطول الأمطار والرذاذ بتزحلق الإبل، وبالتالي تؤدي إلى إصابات بليغة لذلك نحن نحمي الإبل من السقوط.
ويعود أصل كلمة "خطل" إلى أكثر من معنى في المعجم الوسيط فهي تعني الخفة والاسترخاء والتلوَي والتبختر في المشية، ولعل هذه المعاني قريبة جداً من مصطلح (خطيل الإبل)، إذ إن عادة الإبل في ظفار تنحصر طوال موسم الخريف إما في السهل أو في القطن، وهي المنطقة المنبسطة ما بعد الجبل، لأنها لا تستطيع التكيف والمكوث في الجبل أثناء موسم الخريف بعكس الأبقار التي تتكيف طبيعيا في الجبل مع موسم الخريف ونتيجة لانحصار مكوث الإبل في السهل أو القطن طوال موسم الخريف فهي تواقة لانجلاء موسم الخريف ليتسنى لها التبختر في الجبال والأودية، ومن هنا جاءت هذه التسمية، حيث تسرح الإبل في موسم الربيع على صورة قطعان وخلال رحلة الخطل في الجبال والأودية يتم مرافقتها عبر مجموعة من الرعاة وهم ملاك هذه القطعان لمدة شهر أو شهرين تنتقل فيها هذه القطعان من مكان إلى آخر ويسود جو من المتعة والترحال أشبه بالرحلات السياحية الخلوية في الطبيعة الخضراء، فيتركون صخب الحياة اليومية الاعتيادية إلى نوع آخر من الحياة بين أحضان الطبيعة بمنظر بديع وصور جمالية لا يشعر بها سواهم.