النقد الإيجابي يحسّن الإنتاجية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٣ ص
النقد الإيجابي 

يحسّن الإنتاجية

محمود بن سعيد العوفي

يكمن السبب وراء نفور معظمنا من النقد هو الفهم الخاطئ لمعنى كلمة «نقد» في الأصل، فقد يقوم أحدنا بانتقاد الآخر بطريقة يجرحه فيها أو يسلط الضوء على مساوئ أعماله ولا يذكر حسناتها أو لا يطرح حلولاً لتصحيحها، من هنا ينشأ التذمر من انتقاد الآخرين وبالذات عندما يتحول الانتقاد إلى تتبع للأخطاء لإبرازها وإحراج صاحبها.

فالنقد بحد ذاته كمفهوم مهم جداً في إدارة الموظفين ولكنه في ذات الوقت سلاح ذو حدين فكما هو قد يكون مهم جداً للارتقاء بمستوى الموظفين والرقي بمستوى الأداء داخل المؤسسة الاقتصادية فأيضاً قد يكون سبب في إضعاف وتدمير نفسية الموظف إذا كان النقد عن تقليل ثقته بنفسه أو انعدامها، والتي تؤثر بلا شك سلبًا على الشركة، وهنا ينبغي الوصول على سبل ترمي إلى تحسين العمل وتطويره، من خلال اتباع أفضل الطرق لتحسين العمل والذي يكمن في الاستماع إلى النقد الإيجابي أو البناء، من الطرف الآخر، الأمر الذي يمنح الشخص الآخر دفعة نحو الأمام ويعطيه قدرة على الإنتاج والتقدم، والذي ينعكس دون أدنى شك إلى زيادة إنتاجية الشركة، ويقول الشافعي رحمه الله: «رحم الله رجلاً أهداني عيوبي» وفي المقابل يقول آخرون: «عندما يكثر المدّاحون تكثر العيوب والنواقص».

ويمثل النقد الذي يتلقاها الموظف من مديره حافزًا جيدًا له في تقدمه بالعمل وكيفية تطويره وتحقيق أفضل النتائج في المهام المطلوبة من الموظف القيام بها، دون تقويضه، فالهدف من النقد ليس هـــدم عمل الآخريـن أو استعراض عضلات من خلال النقد الجارح، إذ من السهل جدًا انتقاد الآخرين واكتشاف أخطائهم وإبرازها، ولكن هل من الصعب إكمال النواقص وسد الثغرات؟ وبالتالي يجب أن يكون النقد إيجابيًا لا لتتبع العيوب والهفوات بل لإكمال النقص وسد الثغرات وتطوير الأعمال داخل المؤسسة أو الشركة، سواء كانت حكومية أو خاصة.

فمن الضرورة بمكان انتقاد أداء الفرد الذي يساهم في أن يحسن من أدائه الوظيفي، ولكن يجب الابتعاد عن العوامل الشخصية أثناء النقد كلياً، وأن يتم التعامل بموضوعية تامة مع الشخص الآخر، تحقيقاً لهدف تصحيح المسار لا تخريبه، وأن تبنى على المحبة والأخوة لا التنافس والعداوة، فالمحبة تبني جسوراً فوق أكبر الفجوات عمقاً ويهدم الكره أمتن الجسور وأكثرها منعة، وعلى الناقد التسلح بالكلمة الطيبة والابتسامة العذبة ليفتح قلب الآخرين، لأن الكلام القاسي لا يترك أي أثر إلا العداوة والبغضاء، احترام الآخرين أثناء توجيه النقد لهم ضرورة أساسية يجب اتباعها وتطبيقها بحيث لا ينفرون من تعالي الشخص المسؤول، ببساطة أننا لا نملك الحقيقة المطلقة وقد نصيب وقد نخطئ بالطبع، وفي النهاية نحن بشر وكلنا خطاؤون.
أخيراً.. النقد الإيجابي إجراء ضروري حتى نصل إلى أفضل النتائج ونقلل الأخطاء ونرتقي بالأداء إلى مستويات أكبر.

محمود بن سعيد العوفي

alaufi-992@hotmail.com