قصة أول وآخر ضحايا الوفاة المفاجئة في ملاعب كرة القدم

مزاج الأربعاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٧ ٢١:٢٤ م
قصة أول وآخر ضحايا الوفاة المفاجئة في ملاعب كرة القدم

مسقط – ش تبقى كرة القدم أوالساحرة المستديرة معشوقةً للجماهير، وتظل اللغة المشتركة التي تتقن جميع الشعوب مفرداتها، وتبقى ملاعبها قبلة انظار العشاق والمريدين، رغم أن مستطيلها الأخضراختلطت فيه لحظات السعادة والحماسة بلحظات الحزن والألم ....
لم تخل الملاعب من أحداث مأساوية شهدت موتا مفاجئًا لأحد لاعبيها، وسقط فجأة دون سابق إنذار، مودعاً محبوبته وجماهيره ..
بعض الإحصائيات أشارت إلى حدوث ما يقارب خمسة عشر حادث موت مفاجئ لرياضيين أثناء ممارسة رياضتهم،
ملاعب كرة القدم وحدها شهدت وفاة حَكم و17 لاعباً منذ عام 2000 وحتى 2012 ، بحسب إحصائية نقلها موقع العربية

آخر الضحايا
ظل الإيفواري شيخ تيوتي لاعب وسط نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في قائمة آخر الضحايا حتي أيام قليلة فائتة، حين توفي الحكم الغيني إتيان فرح كامانو، بطريقة غريبة أثناء تأدية اختبارات اللياقة البدنية في كوناكري.
وحسب “سكاي نيوز”، توقف قلب الحكم إتيان أثناء تنفيذه لاختبارات اللياقة ودورانه 10 مرات بمضمار ستاد “28 سبتمبر” وسقط فجأة على الأرض.
وعندما أجريت لإتيان الإسعافات الأولية لم يستطع الأطباء إنعاشه، وتم نقله على وجه السرعة في سيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات المحلية؛ لكنه فارق الحياة .

13 يناير1889 .... تاريخ أول وفاة
في كتابه الذي نشر في عام 1890 بعنوان «انتصارات مجال كرة القدم» تحدث قائد أستون فيلا السابق آرشي هونتر عن التجارب والمحن التي تواجه لاعبي كرة القدم في ذلك الوقت.
في تلك السنوات الأولى من ولادة اللعبة، لم تكن الملاعب مجهزة، وأبدى هونتر انزعاجه من الإصابات التي لحقت بالكثير من اللاعبين.
قال في كتابه «إنهم يلعبون في جميع أنواع الطقس، أحيانًا يلعبون في طقس حار جدًا، وإن لم تكن هناك غرف مجهزة لتغييرملابسهم، والاستحمام بشكل جيد، فصحتهم تصبح في خطر».
أخرج هونتر هذا الكتاب بعد وقت قصير من إنهاء مسيرته في عام 1889 بعد تعرضه لنوبة قلبية عندما كان يلعب لصالح أستون فيلا أمام إيفرتون، وتحدث عن تلك الليلة وقال «كانت الأرض عبارة عن برك من المياه وكتل من الطين، جعل من المستحيل اللعب تقريبًا، ما زاد الأمر سواءً أننا تعرضنا لرياح قوية كانت تخترق أجسادنا كالسكاكين، فجأة وجدت نفسي أسقط في بركة من الماء، لقد فقدت الوعي، ولم أستعده إلا وأنا في منزلي، وكانت النصيحة الأولى لي من الأطباء أن أبتعد عن كرة القدم!».
لكن السبب الأهم في إخراج هونتر لهذا الكتاب كان مرورعام على أول حادثة وفاة في الملاعب في تاريخ كرة القدم، والضحية لاعب يدعى ويليام كروبر، الذي وافته المنية في 13 يناير 1889 وهو يبلغ 26 عامًا.
وصفت عدة وثائق كروبر بالرياضي الجيد، ما جعله مؤهلاْ لممارسة كرة القدم إلى جانب ممارسته الكريكت مع فريق ديربيشاير، وكان عضوًا في فريق ديربي كاونتي لكرة القدم الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة من أصل 22 في موسم 1889/1890. كما لعب أيضًا لفريق ستافيلي.
لكن رحلته في ملاعب كرة القدم وفي الحياة كلها انتهت في مباراة مع ستافيلي أمام جريمسبي تاون على ملعب الأخير، حيث تعرض لضربة قوية في البطن من مدافع جريمسبي دان دويل بعد 15 دقيقة فقط من البداية.
ذهب كروبر إلى منزله، وساءت حالته طوال الليلة، ليتم نقله إلى المستشفى وتوفى في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، بحضور زميله في فريق ديربيشاير جورج هاي.
وتبين أن سبب الوفاة، هو تعرضه لتمزق واحد ونصف بوصة في الأمعاء من الضربة التي تلقاها، إضافة لإصابته بالتهاب الصفاق، وهو ما أودى بحياته، وعلقت بعض الصحف أن كروبر كان قد تناول وجبة ثقيلة قبل المباراة، ربما ساهمت أيضًا في وفاته، وحذرت اللاعبين من الإفراط في الأكل قبل المبارة.

خضع دويل، صاحب الضربة القاتلة للتحقيق، لكن الطبيب الشرعي قام بتبرئته من أي تعمد للضرب، وشهد الشهود الذين كانوا في هذه المباراة أنهم لم يروا أي خطأ أو نيى من دويل لإصابة كروبر.