السويق ..وغياب التنمية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢١/سبتمبر/٢٠١٧ ١٣:٢٨ م
السويق ..وغياب التنمية

ولاية السويق تلك الولاية الذهبية في عقد الوطن، سميت بالسويق لكثرة ما ينساق إليها من الناس والسفن التجارية والأنشطة الاقتصادية، لؤلؤة مكنونة ، بقعة تلمع كالألماس في خريطة الوطن الكبير، يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة، تتميز بالتنوع في كل شيء، الطبيعة والجمال والسياحة.

ولاية السويق رغم كثافة عدد سكانها وتنوع أنشطتها الاقتصادية التي ترفد ميزانية الدولة إلا أنها تكاد تكون تفتقد أبسط الخدمات، فلماذا لا تنضم إلى عجلة التنمية ولم تأخذ نصيبها الفعلي من التطور والازدهار.
السويق التي تعاقب عليها 54 عضو شورى، لم يستطيعوا إقناع الجهات الخدمية بإنشاء أبسط المرافق فيها، ولم يستطيعوا حتى رصف شارع داخلي في الولاية، حتى أصبح شارع بلدة النبرة المتهالك الهالك ذو 27 سنة مضرب الأمثال، فلما يا ترى لم ينجح أعضاء مجلس الشورى عن ولاية السويق في رفد تنمية فيها؟
ولاية السويق جوهرة الزراعة في السلطنة، كما أطلق عليها وزير الزراعة، وهبها الله أرضا تختلف عن كل أراضي الخليج قاطبة من حيث الخصوبة وتوافر المياه والبركة التي تهب الناس ثمارا ليست كالثمار، فإن كان موز المعمورة في أغاني جمعان ديوان رمزا من الزمن الجميل فإن موز ضيان من أروع المحاصيل الزراعية الحديثة الذي لا مثيل له في كل أراضي عمان الزراعية.
يتعب أبناء هذه الولاية بحثا عن مستشفى ولا يجدون، إذ أن أقرب مستشفى وفق التقسيم الإداري لمنطقة شمال الباطنة هو مستشفى صحار، ويقطع المريض من السويق أكثر من 200 كيلومتر ليصل لذلك المستشفى، أما المصاب في حادث أو إصابته خطيرة فعلى الأغلب لا يصل أبدًا إلى المستشفى إلا جثة هامدة.
المشهد اليومي في مركز صحي السويق يعبر عن حاجة لإنشاء مستشفى يستوعب كل هذه الأعداد المهولة من المرضى الذين يترددون على المركز يوميًا، هذا المركز الصغير الذي أنشئ قبــــل 26 سنة كان لأعداد سكانية صغيرة.
المشهد في مركز صحي السويق يحمل الغرابة والدهشة، إذ إن أهم مكان فيه هي غرفة الطوارئ والتي تتكون من 4 أسرة فقط تتزاحم في غرفة ضيقة مليئة بالأدوات الطبية والتي تجعل أمر دخول الغرفة عسيرا حتى من قبل الأطباء المعالجين أنفسهم.
وغرف علاج أخرى مختلطة يتزاحم فيها الرجال والنساء والأطفال في مشهد أبعد ما يكون عن عيون المسؤولين ، فهل سقط مركز صحي السويق من ذاكرتهم؟
تنام السويق باكرًا إذ لا مرافق ترفيهية فيها، لا حديقة تضم أبناءها ولا مستشفى يعالج سكانها، ولا مركزا تجاريا يخدمها ولا محال تجارية يعتد بها تلبي حاجات سكانها، لذا نجدها بعد المغرب تنام باكرًا جدًا ومعها ينام كل شيء.
تنمية ولاية السويق مسؤولية الجميع، الحكومة والمجتمع، إذ يستطيع المجتمع أن يوجه استثماراته الضخمة نحو الداخل وإيجاد قاعدة كمنطلق للاستثمار في الولاية وكذلك مسؤوليــــــة الحكومة في رفد ولاية السويق بما تحتاج إليه من خدمات.