هل تناول السمك مع اللبن يتسبب بمرض "البرص"؟

مزاج الأحد ٢٤/سبتمبر/٢٠١٧ ٢٣:٤٦ م
هل تناول السمك مع اللبن يتسبب بمرض "البرص"؟

لندن - ش
"احذر من تناول مشتقات الألبان مع السمك، فهي قد تسبب لك تسمما، أو تحسسا، وقد تصيبك بمرض تصبُّغ البشرة (البهاق، أو البرص)"، هذه العبارة الدارجة في بعض المجتمعات العربية تنتشر على أنها حقيقة علمية، فما هو قول العلماء في ذلك؟.

رأي الطب الهندي التقليدي
في الطب التقليدي الهندوكي القديم (طب يعتمد على مبدأ الوقاية أهم من العلاج)، فقد أشار "بن سينها"، الخبير في الطب التقليدي في القارة شبه الهندية إلى أن الجمع بين السمك والألبان قد يؤدي إلى حالة عدم توازن في الجسم، وقد يسبب أيضاً التغيرات الكيميائية في الدم؛ مما يؤدي إلى تصبّغ الجلد. وقد أوضح الدكتور تاباسيا موندرا، أخصائي التغذية في دلهي، أن الحليب يُعتبر مبرداً للجسم، بينما يُعتبر السمك مصدراً طاقة والجمع بينهما سوف يؤدي إلى عكس مفعولهما.

رأي الطب المعاصر
العديد من الخبراء يؤكدون أنه لا يوجد أساس علمي لهذا الأمر، فليست هناك أية دراسة تمنع من تناول السمك مع اللبن أو أحد مشتقات الحليب، كما أن العلاقة بين تناول السمك والحليب وحدوث الوفاة لم يتم إثباتها من قبل، بحسب ما جاء في موقع هاف بوست عربي.
بل على العكس من ذلك؛ هنالك العديد من البلدان الساحلية، تطهو شعوبها السمك مع اللبن الرائب، دون أن يتسبب ذلك مشاكل صحيّة؛ إنه يمنح شعوراً بالشبع مع سعرات حراريّة منخفضة.
وعلى سبيل المثال، فإن وجبة البحر الأبيض المتوسط المثالية، التي تُعتبر واحدة من أفضل الوجبات الصحية في جميع أنحاء العالم، مُكوّنة من الأسماك واللبن أو الحليب مع الحبوب والدهون الصحية والمكسرات.

التصبغات الجلدية
وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن الجمع بين "هذه المكونات الغذائية يمكن أن يسبب التصبّغات أو البقع الجلدية التحسسية، فهي تنتجُ في العادة بسبب توارثها في الجينات أو حدوث تدمير بخلايا البشرة التّي تحتوي على صبغة الميلانين؛ مما يؤدي إلى تصبُّغ الجلد باللون الأبيض".
إن الأمر لا يتعدى كونه عبارة عن حالات فردية، من الممكن جداً ألا يكون لها علاقة بتناول السمك والحليب معاً، وقد يتعلق الأمر بإصابة شخص ما بالحساسية تجاه البروتينات.

لماذا تحدث حالات تسمم؟
يحتوي الحليب والسمك على نسب مرتفعة من البروتين الذي يحتاج لبيئة حمضية عالية؛ كي تتم عملية الهضم في الأمعاء والمعدة، ولكن شرب الحليب أو اللبن يؤدي إلى تعديل حموضة الأمعاء والمعدة؛ بسبب الكالسيوم؛ مما يبطئ عملية الهضم وينتج عن ذلك عسر الهضم وشعور بعدم الراحة في المعدة والمغص وامتلاء البطن بالغازات.
يعاني بعض الأشخاص حساسية تجاه البروتين، وعند تناوله السمك أو الحليب فإنه قد يصاب ببعض الأعراض الجانبية.
الأسماك، سواء في المحيطات أو المياه العذبة، تتلوث بالكيماويات والمُبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، كما أن الحليب سريع التلوث بالميكروبات والبكتيريا؛ ولذلك فإن خطر التسمم يزداد عند تناول السمك والحليب معاً؛ لأن احتمالية وجود فيروسات في هاتين المادتين يكون أعلى.
في حالات نادرة جداً، بعض الأسماك ذات الزعانف كالتونا والسلمون وأسماك المحار كالقريدس والسلطعون، تحتوي على نوع معين من البروتين يسبب تفاعلات تحسسية قد تؤدي إلى الوفاة.