سحــر الطبيعــة البكـــر الجبل الأخضر

مزاج الاثنين ٢٥/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٤٢ ص
سحــر الطبيعــة البكـــر

الجبل الأخضر

مسقط - خالد عرابي

انطلق منذ فترة موسم الحصاد في الجبل الأخضر، وهو موسم تشتهر به المنطقة، إذ تكسوها الأشجار المثمرة وبساتين اللوز والإجاص والتين والرمان والدرّاق والعنب، ليرسم مشهدًا طبيعيًا فريدًا مزهوًا بألوان الطبيعة والجمال. ويمتد هذا الموسم من أغسطس حتى أكتوبر، وخلاله يستطيع السياح وزوار الجبل الأخضر التنعم بالمناظر والمناح والأجواء الطبيعية الأخاذة، فيما يستمتعون بنزهات بين أحضان الطبيعة البكر، وذلك مع متعة أكبر في التجول بين أحضان البساتين الخلابة، والتلذذ بالنكهات الطازجة واستكشاف التقاليد العريقة، وقضاء أوقات من الهدوء والسكينة بعيدًا عن صخب المدينة للتنعّم بسحر الطبيعة.

ويقع الجبل الأخضر في نيابة بركة الموز بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ويبعد أكثر من 170 كلم عن العاصمة مسقط، ويشتهر الجبل الأخضر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر بتنوع منتجاته الزراعية، كالورود والفاكهة والرمان والخوخ والمشمش والجوز، التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي نتيجة للطقس المتميز، المعروف باعتدال درجات الحرارة صيفًا وبالبرودة الشديدة شتاء، وتتميز أشجار الفاكهة المتساقطة بتنوع وتعدد أصنافها، ويأتي على رأس هذه الأنواع رمان الجبل الأخضر الذي ذاعت شهرته على مستوى دول الخليج العربي، وتوجد أيضًا أشجار ذات النواة الحجرية المحلية مثل: الخوخ، والمشمش، وأشجار الجوز الشهيرة وبعض أصناف العنب والتين المحلية.
وتنمو على قمة الجبل الأخضر أكثر من 23000 شجرة رمان غض وخفيف وحلو وغني بمضادات الأكسدة، وتُعد مصدر الدخل الأقدم والأهم لمزارعي المنطقة. وقد مرت ثمار الرمان التي اشتهر بها الجبل الأخضر بمرحلة من التجارب المميزة، فقد استفاد منها منتجع أنانتارا -وفقا لتصريحات سابقة لهم- في علاجات السبا، إذ يقدم سبا أنانتارا نوعا من العلاجات خاصة بذلك اسماها «رحلة الرمان المنشطة»، والتي تسخر خصائص الرمان المغذية والمجدّدة للبشرة مع الملح في إطار علاج منشّط لتقشير الجسم.
يقول المدير العام لمنتجع أنانتارا - الجبل الأخضر دارين دارون: «نحن محظوظون أن يكون أحد منتجعاتنا العالمية الرائعة في تلك المنطقة الفريدة من نوعها، إذ يقع على ارتفاع 2000 متر، وهذا بجانب ما نقدمه من أجواء وخدمات أعطانا خصوصية فريدة أخرى، ولذا فنحن وفي إطار مسؤولياتنا الاجتماعية تجاه المناطق التي نصل إليها، والتي تبدأ من نشر روح التراث والعراقة والأصالة لتلك المنطقة، والذي يتجلى واضحا في كل شيء بدءا من الديكورات والتصميم وغيرها؛ فإننا نحرص على ربط المنتجع بالبيئة المحلية، وقد قمنا في منطقة الجبل الأخضر باستكشاف المنطقة أكثر وإضافة المزيد من الأنشطة المعالم سياحية الجديدة، ومنها ما هو عام في المنطقة ومنها ما هو خاص بالفندق، وأصبحت معالم يزورها السياح سواء زوار الجبل الأخضر أو من يقيمون بالمنتجع، وهي عامة لكل الناس، كما أنها تضيف إلى الأجواء الطبيعية والتنوع متعة قضاء أوقات مختلفة، ومن تلك الأنشطة:
مسير القرى الثلاث: وهو جولة استكشافية لمحبي تسلق الجبال أو رياضة «الهايكينج»، ولراغبي الاستكشاف القيام بجولة سياحية تمتد لعدة ساعات باستكشاف ثلاث قرى عمانية قديمة، هي: «العقر والعين والشريجة»، ويمكن من خلالها اكتشاف معيشة وطريقة حياة العُماني قديما مما يمكن من التعرف على وسائل المعيشة في تلك البيوت، وأن تلك القرى منها ما هو خالٍ تماما من السكان الآن ومنها ما يظل به المواطنون يقيمون، وفِي قرية العقر ما زال شخص واحد مسن يقيم هناك، وإن كنت من المحظوظين فيمكن أن تقابله وتسمع منه الكثير، كما يوفر المنتجع «أدلة» سياحيين ومقتفي الأثر أغلبهم من أهالي تلك المنطقة، ولذا فهم خبراء ببواطن الجبل وتلك المنطقة، ولذا فخلال الجولة يمكنك أيضا أن تتعرف على البيوت العمانية من الداخل وتقسيماتها وكيف بنيت من خلال زيارتها والدخول إليها، وكذلك التعرف على النباتات العمانية وأكثرها أنواع خاصة بالسلطنة كثير منها طبي وله استخدامات عديدة، وكذلك التعرف على أنواع الصخور واكتشاف بعض الكهوف، وكذلك الأفلاج والزراعة في عمان علاوة على المحاصيل والفواكه والخضروات العمانية، ولذا فلا تستغرب وأنت في جولة «مسير القرى الثلاث» أن ترى أفواجا من السياح من جنسيات مختلفة يتبع بعضها بعضا ويستمعون لشروحات عديدة مستمتعين بالرياضة والسياحة والمعلومات، وتصبح جولة ما بين الرياضة والتعلم».
ويشير دارون إلى أنه من الأنشطة التي يمكن القيام بها في الجبل الأخضر أيضا التوقف لقطف ثمار الرمان والتوت البري والزهور، وتأمل فصائل الفراشات المتعددة التي تنجذب إلى الشجيرات المزهرة. ويستطيع الزوار أيضا مشاهدة المزارعين يجمعون محاصيلهم، مستخدمين في أغلب الأحيان أساليب تقليدية على غرار العربة التي تجرها الحمير، كما يمكن للسياح زيارة مدينة نزوى القديمة في أسفل الجبل، إذ يعرجون على أكشاك الشارع لشراء ثمار الجوز اللذيذة، ويتعرفون على أسلوب الحياة المحلي فيما يتجولون في الأسواق ويتحدثون مع البائعين لشراء المحاصيل الطازجة.
ويؤكد دارون على أن المنتجع وفر العديد من المعالم والأنشطة الأخرى، ومنها منطقة «نقطة ديانا» وهي المكان الذي زارته الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز قبل أكثر من 30 عاما وهو بمنتجع انانتارا، حيث جعلوا منه معلما مميزا وبه تليسكوب للاستمتاع بمشاهدة النجوم ليلا، كما يوفر جلسة خاصة بحسب الطلب. وكذلك وفر المنتجع رياضات مثل: الرماية بالقوس ورياضة ركوب الدراجات، علاوة على الاستجمام وأنشطة أخرى عديدة.