«مزون» ينقل الصناعات الغذائية إلى العالمية

مؤشر الثلاثاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٧ ٠١:٤٦ ص
«مزون» ينقل الصناعات الغذائية إلى العالمية

مسقط- يوسف بن محمد البلوشي

وقعت شركة مزون، المشروع الأضخم لإنتاج الألبان في السلطنة، عقد الإنشاءات الرئيسية للمشروع مع شركة الإدراك للتجارة والمقاولات، وسينقل المشروع الصناعات الغذائية للسلطنة إلى مصاف العالمية.

وسينفذ المشروع في ولاية السنينة بمحافظة البريمي بتكلفة قدرها 28 مليون ريال عماني، وتبلغ قيمة الاستثمارات الإجمالية فيه نحو 100 مليون ريال عماني.وأكد سعادة د. راشد بن سالم المسروري رئيس مجلس الإدارة الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة التي تملك 20 في المئة من «مزون» أن الشركة ستنتج جميع أنواع الألبان والعصائر بجودة عالية تنافس المنتجات المشابهة في المنطقة والعالم، وسيكون التركيز بشكل أكبر على تغذية الأسواق العالمية ومن ثم البحث عن فرص في الأسواق المجاورة.
وأوضح في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن خطة التوظيف ستركّز على الكوادر الوطنية في التخصصات المطلوبة كافة لتحقيق نسب تعمين كبيرة.
وقال سعادته، إن الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها في مشاريع الأمن الغذائي، مشيراً إلى الحرص على الشراكة مع القطـــــاع الخاص في تنفيذ تلك المشاريع.
وأشار المسروري أن الهدف الرئيس للشركة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي على المستوى المحلي، ومن ثم العمل على تصدير الفائض إلى الأسواق المجاور والعالمية عبر منتجات غذائية عمانية ذات جودة عالية.
وأشار المسروري أن المشاريع التي تطرحها الشركة هي ذات جدوى اقتصادية كبيرة، ويتنافس القطاعان الحكومي والخاص في الدخول مع الشركة في امتلاك وتنفيذ تلك المشاريع.
وأشار سعادته إلى أن الطلب على حصص المشروع فاق العرض، موضحاً الشركة حصلت بسهولة على قرض بقيمة 50 مليون ريــــــال عمــــاني من أحـد المصارف المحلية مما يعكس الجدوى الاقتصادية الكبيرة، واستمرار المناخ الاقتصادي الآمن للسلطنة رغم التحديات التي تمر بها.
وحول المواصفات البيئية أكد المسروري أن المشروع يراعي المواصفات البيئة كافة، الأمر الذي سيشدد عليه عند اكتمال الأعمال الإنشائية للحصول على التراخيص البيئية، مشيراً إلى أنه تمت مـــــراعاة البعـــد عن التجمعـــات السكانية عن اختيار موقع المشروع.

اتفاقية الإنشاءات

وعن الاتفاقية قال سعادته إنها تشمل عمليات الإنشاء لتجهيز المشروع، ليجرى في مرحلة لاحقة التعاقد مع الموردين للأبقار والأعلاف والتسويق للمنتجات.
ويشمل المشروع، الذي تنفذه شركة الإدراك للتجارة والمقاولات، مجموعة من الإنشاءات المهمة مثل إنشاء المزرعة ومرافقها المتعددة بما في ذلك المحالب والعيادة البيطرية ومساكن الموظفين بجميع مرافقها الخدمية ومكاتب الإدارة، والطرق الداخلية ضمن المشروع مع الإنارة.
وسوف تبدأ الأعمال المناطة بالمقاول الرئيسي في منتصف شهر أكتوبر المقبل، حيث من المتوقع أن يتكمل بناء المشروع بحلول الربع الأخير من عام 2018.
وقد تسلمت شركة مزون للألبان أخيرًا الأعمال التحضيرية للمشروع شملت إقامة السياج المحيط بالموقع البالغ 15 كم مربع، ورصف الطريق الرئيسي المؤدي إلى موقع المشروع من الطريق العام (عبري-حفيت) بطول 4 كم، ومجموعة من المباني التمهيدية، إضافة إلى توصيل التيار الكهربائي اللازم لمرحلة الإنشاءات.

الأمن الغذائي

من جانبه قال رئيس اللجنة التنفيذية لشركة مزون للألبان م. صالح الشنفري: «إن المشروع يعد أحد المشاريع الرئيسية للأمن الغذائي والمعتمد ضمن خطتها الاستثمارية، حيث يعتبر من المشاريع الضخمة على مستوى منطقة الخليج وباستثمار يبلغ 100 مليون ريــــــال عماني».
وأضاف أن المشروع يهدف إلى إنشاء مزرعة متكاملة لإنتاج الألبان عالية الجودة يبدأ إنتاجها نهاية العام 2018 بعدد يقدر بنحو 4000 بقرة حلوب في المرحلة الأولى، إلى أن يصل عدد القطيع إلى 25 ألف بقرة حلوب بحلول العام 2026، وسيصل إنتاج الشركة من الحليب في عام 2026 إلى 202 مليون لتر، وفي عام 2040 من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 985 مليون لتر مما يؤدي إلى تقليل نسبة الاستيراد من الخارج من 69 بالمائة في العام 2014 إلى 13 في المئة في العام 2026.
وأكد الشنفري أن هذا المشروع يعد نموذجا للمشاريع التي تحقق الأهداف الاستراتيجية في مجال الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للشباب العماني وتنمية المحافظة التي يقع بها المشروع والمساهمة في إحلال الواردات وتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيزه.

من التخطيط إلى التنفيذ

وأشار الشنفري إلى مشروع مزون للألبان جاء في إطار تحويل الاستراتيجيات والخطط التي اعتمدتها السلطنة في مجال الأمن الغذائي إلى مشاريع.
وأضاف الشنفري أن المخطط له أن يتم تشغيل المشروع وتوزيع منتجاته في الأسواق المحلية مع نهاية العام المقبل 2018 أو بداية عام 2019 وبأعلى مواصفات الجودة العالمية.
وعن الشركاء في المشروع قال الشنفري إن معظم الشركاء في المشروع هم قطاع خاص محلي وبعض الصناديق الحكومية، مشيرا إلى وجود إقبال كبير على مشاريع الصناعات الغذائية.

التمور العمانية

وأشار الشنفري إلى وجود بعض المنتجات الزراعية غير المستغلة في السلطنة، ومنها إنتاج التمور العُمانية ذات الجودة العالية، مؤكدا أن الشركة بدأت في دراسة إنشاء مشروع لتسويق التمور العمانية، وتم التأكد من الجدوى الاقتصادية للمشروع وسيتم العمل به قريبا.
وأوضح أن الاستراتيجية والرؤية المستقبلية للشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة هو تحويل السلطنة إلى مركز عالمي للإنتاج الغذائي والترويج والتسويق وإعادة التصدير للمنتجات الغذائية.
وأكد الشنفري أن قطاع الصناعات الغذائية هو قطاع جاذب بالرغم من كل التحديات المالية.