أسعدنا بيان وزارة الخارجية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٣:٠٨ ص
أسعدنا بيان وزارة الخارجية

علي بن راشد المطاعني
ali.matani@hotmail.com

أثلج صدورنا البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية حول ما أدلى به سليمان بن طاهر الحسيني الندوي في المحاضرة التي ألقاها في كلية العلوم الشرعية يوم الثلاثاء الفائت، حيث خرج عن نص المحاضرة بأسلوب لا يليق بمبادئ السلطنة ونهجها وخطها السياسي المعروف، لقد أشار البيان إلى قيام الجهات المختصة بإجراءاتها حيال الأمر وطلبت منه مغادرة السلطنة.

فالبيان يعكس التأكيد على سياسة السلطنة الخارجية والقائلة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فمواقف السلطنة في هذا الشأن لا يمكن المزايدة عليها أو جرها إلى بؤر الخلاف أو إلى تلاسنات تنال من كيانها ومبادئها الراسخة.
لقد أسكت البيان الكثير من اللغو المندلع في مواقع التواصل الاجتماعية في بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ هناك من يسعى لجر السلطنة إلى وحل المهاترات الإعلامية التي نشهدها بين الأشقاء وهي محاولات لن يكتب لها النجاح لسبب واحد وهو الوعي الذي يتمتع به أبناء هذا الوطن والمستلهم من السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي رسخ قيم نبذ بذور الفتنة والخلاف والشقاق في هذه الأرض الطيبة فإذا هي لا تنبت أبدا إلا طيبا.
إن الإحراج الذي تسببه هذه الاستضافات غير ممنهجة وفق المبادئ التي تؤمن بها السلطنة، وتتحمله الجهات المستضيفة بالتأكيد، فهناك تحذيرات من الجهات المختصة بعدم استضافة أي محاضر أو داعية، إلا بعد أخذ الموافقات اللازمة، وهذه التحذيرات لها في الواقع ما يبررها والذي حدث في الواقعة ما هو إلا تأكيد على ذلك.
ورغم توضيح كلية العلوم الشرعية أن المحاضر خرج عن موضوع المحاضرة (في رحاب القرآن) وإنه بالتالي يعبر عن رأيه الشخصي، وليس عن رأي الكلية التي اعتادت استضافة العلماء والدعاة لإلقاء محاضرات كغيرها من المؤسسات الأكاديمية، إلا إنه يجب أن ندرك أن كل ما جاء به ليس له محل من الإعراب في السلطنة.
ذلك يملي ضرورة الاطلاع المسبق على نصوص المحاضرات تلافيا لمثل هذه المشاحنات المؤسفة.
بالطبع نتفهم النوايا الحسنة التي جبلنا عليها كعُمانيين والسجايا الطيبة إلى ترعرعنا عليها، لكن هذه السجايا أضحت تستغل على ما يبدو من جانب البعض بشكل سيئ بغرض تأجيج نار الفتنة والخلافات على نحو لا يخدم مصالح الشعوب.
نأمل أن يكون هذا البيان قد فوت الفرصة على الذين اعتادوا الصيد في الماء العكر، ويتحينون الفرص والسوانح وزلات الألسن لإشعال الحرائق وتأكيد نعرات الكراهية والبغضاء بين البشر وتأصيلها، وعلينا وبناء عليه أن نعي دواعي المرحلة والتشظي والشتات الذي يعصف بالمنطقة، وبقدر نبقى فيه أبدا في منأى عن كل هذا الغث الذي نرى، ولنحافظ على الصورة ناصعة البياض والبهاء والجمال الذي عرفت به السلطنة في كل مكان من كوكب الأرض.