احذروا الإشاعات الهدامة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٣:٠٩ ص
احذروا الإشاعات الهدامة

ناصر بن سلطان العموري

ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ذلك الهدير المتواصل الذي نستقبله من إشاعات تكاد تأتينا يومياً من كل حدب وصوب بل والأدهى حين تصدق فئة من الناس إشاعة مجهولة المصدر تثير البلبلة لدى الشارع العام بل والأغرب حين يتم تناقلها دون العلم بصحتها ومشروعية ظهورها وما الذي سوف تثيره بشكل سلبي في المجتمع.

تنوعت الأقوال في حقيقة الإشاعات وبيان مفهومها وتحديدها، فقيل هي نبأ مجهول المصدر، سريع الانتشار، ذو طابع استفزازي في الغالب، وقيل هي مجموع سلوكيات خاطئة سريعة الانتشار، تُثِير البَلْبلة والفتنة في المجتمع، وقيل هي معلومة ضَالَّة مُضَلِّلة تَصْدُر من فردٍ، ثم تنتقل إلى أفراد، ثم إلى المجتمع، فهي محمولة على الضلال، وهي مجموعة أخبار مُلَفَّقة تعمل على نشر الفوضى بين الناس. وقيل هي رواية مُصْطَنَعة يَتِمُّ تَناوُلُها بأيِّ وسيلة متعارف عليها، دونَ النظر لمصدرها.

وقد ساعد على انتشار الإشاعات في وقتنا الحاضر تَنَوُّع الوسائل وتَعَدُّدها عن طريق البثِّ المباشر بوسائله المختلفة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تصل الإشاعة إلى مَن وُجِّهت إليه في زمن قياسيٍّ، وهي ليست دائماً خبراً كاذباً أو قِصَّةً مُلَفَّقة، وإنما قد تكون وَاقِعيَّةً تستحق الكتمان، وغير قابلة للنشر، لِمَا في نشرها من الخطر والضرر على الفرد والمجتمع؛ لأنها تستهدف كثيراً من الحالات والجوانب، فهي تؤثر على الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وهناك ما يُسَمَّى بحرب الإشاعات، وهذا أثره كبير، وخطره شديد في علاقات الدول بعضها مع بعض، وهي تسمى الحرب النفسية، أو الحرب المعنوية إضافة إلى الحرب الاقتصادية أو التجارية والسائدة حديثاً بين كبريات الشركات وهي ليست وليدة هذا اليوم، وإنما هي قديمة قِدَم الإنسان، لكنها أخذت تَتطور وتزداد مع تَطَوُّر الحضارات، وهذا شيء مُشاهَدٌ فيما نلاحظ الآن من الإشاعات التي نسمع بها بين فترة وأخرى في شتى الوسائل وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصالات الحديثة إلى منصات لإطلاق الإشاعات التي تمس السمعة وتُثير البلبلة بين المواطنين، وتُروج لأخبار كاذبة أكثرها لا أساس له من الصحة يستخدمها المغرضون للنيل من سمعة البلاد وجهود بعض الجهات الحكومية التي تسعى لخدمة الوطن وبكل إخلاص وتفان والأمثلة على ذلك في السلطنة كثيرة وعديدة وانتشرت مؤخراً وبشكل كبير كالنار في الهشيم وبصورة كبيرة بل والمضحك حين يتم تداول إشاعات غير واقعية بل وخيالية ولا تدخل العقل ولا يقبلها المنطق.
تقدير الجهود التي تبذلها بعض الجهات الحكومية الرقابية وعدم الاستهانة بها والتقليل من شأنها مطلب ضروري فهي تعمل من أجل الوطن والمواطن ويعلم الله كم وكم من أبناء عُمان المخلصين من عملوا وكدحوا ليل نهار من أجل الوطن فلا يجب أن نقلل من الجهود التي تعمل من أجل الوطن من أجل إشاعة غير صحيحة، والدور هنا على أصحاب العقول والألباب في تنوير كل من يساهم في نشر خبر مفبرك وكاذب والله ميز الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل فلنحسن استخدامه فيما يفيد ولنساهم في نشر كل ما هو صالح والبعد عما هو طالح كما أتمنى جل التمني ملاحقة مروجي الإشاعات على شبكة الإنترنت، واتخاذ الإجراءات الرادعة ضدهم، فضلاً عن ضرورة تفعيل دور الإعلام وأئمة المساجد والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في التوعية بمخاطر ترويج الإشاعات والحكم الشرعي على مروجي تلك الأكاذيب التي تمس أمن واستقرار المجتمع وسمعة الغير من جهات حكومية وأفراد.