مسقط - الشبيبة
«ثقافة التغيير تحدي ثري صنع مني الكثير في رحلتي المهنية»..هكذا وصف سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني تجربته ومسيرته المهنية خلال حوار خاص لإذاعة الشبيبة عبر برنامج "خطوة مستدامة".
وقال العبري : "في رحلتي المهنية ولله الحمد تدرجت في الوظائف والمهن حيث إنني بدأت مشواري في الطيران العماني من ثم انتقلت لقطاع آخر وهو قطاع الكهرباء والماء لمدة ست سنوات ولكن حبي لقطاع الطيران أعادني إليه مرة أخرى إليه حيث إن هذا القطاع متجدد ونشط ولا أنسى تجربتي المثرية ولو أنها قصيرة في جهاز الاستثمار العماني التي أثرت في مسيرتي واكتسبت خبرة متراكمة وبعد هذا التدرج من الله علينا بالثقة السامية الكريمة بتكليفنا لقيادة الطيران المدني والقطاع ككل، وحينما نتحدث عن التحديات هي موجودة في كل مكان تضع فيها قدمك ولكن يمكنني القول بأن التحديات تصقل الشخص وتوسع مداركه وتفتح له أفاق أكثر نحو التطور المهني والشخصي، أنا أعتبر أن التحديات تكمن في قيادة البشر وهناك تحديات فنية وأيضا تحديات في قيادة ثقافة التغيير وينظر لهذا التحدي بأنه أكبر تحديا غير أن الفرص فيه أكثر.
واضاف:التغيير في الثقافات المؤسسية بالنسبة لي شغف ولذلك خلال تقلدي بعض المناصب أستطيع القول إن تغيير ثقافة مؤسسة مضى عليها عشرات السنوات إلى ثقافة مؤسسية مختلفة من حيث المهنية والتنافسية كان أكبر تحدٍ ولكنه ممتع في نفس الوقت ووجدنا أن المنظومات دائما فيه الخير واكتشفنا أن الناس متعطشة للتغير للأفضل ولكن يبقى كيف أن تأخذ بأيدي الآخرين وكيف تهيئ لهم المساحة والبيئة المناسبة لتقبل هذا التغيير ويصبح في قبول مع شغف للتغيير وكذلك الاستدامة جميع ذكرته هي تحديات صقلتني أنا في المقام الأول كشخص من حيث إنك تتعرف على شخصيتك وماهية ذاتك وتطور منك كقائد للمنظومة وتحضرك للمراحل المقبلة وما هو قادم لأن فلسلفة التغير قائمة على التطوير وعدم الوقوف عند نقطة واحدة.
أود أنصح الجميع بأن لا يستمعون للمثبطين والمحبطين وعليكم أن تصاحبوا الإيجابيين من حولكم ممن يعطونكم الدافع والحماس هذه النصيحة قيلت لي ورأيتها أمامي، من أراد أن يتطور عليه أن يمضي في حياته المهنية والشخصية بخطى واثقة وبثبات وأن لا ينظر لمن حوله ممن يصنعون التحديات والعقبات ويقدمون الأعذار ويبثون الطاقة السلبية.
الحياد الصفري وقطاع الطيران
تحدث سعادة المهندس قائلا بأن قطاع الطيران عابر للحدود والقارات ولا يعترف بالحدود السياسية الموجودة بين الدول ولذلك مفهوم الحياد الصفري في قطاع الطيران هو التوازن بين انبعاثات ثاني أكسيد الكريون وبين التقليل منها على سبيل المنظور، من خلا المنظمة العالمية للطيران في عام 2022 كان هناك التزام من قبل جميع الدول والبالغ عددها 193 دولة بما يسمى الهدف طويل الأجل بحلول 2050 أن يكون هناك حياد صفري في قطاع الطيران العالمي وهذا من النوادر أن يلتزم قطاع على مستوى العالم بهدف معين وفي العادة الحيادات الصفرية هي التزامات وطنية محلية ولكن ما يميز قطاع الطيران أنه قطاع عالمي ولذلك التزم كل القطاع وتختلف كل الدول بمستوياتها ولكن المحصلة النهائية في العالم على حلول 2050 أن يكون هناك حياد صفري تام، وسلطنة عمان ليست بمعزل عن هذا الالتزام مباشرة بدأت هيئة الطيران المدني كونها تمثل هذا القطاع في سلطنة عمان بتطبيق هذا الالتزام بمختلف تشكيلاته.
خطط الهيئة في تمكين قطاع الحياد الصفري
واضاف:تم تشكيل فرق للامتثال للمتطلبات الدولية فيما يتعلق بالحياد الصفري أحدها تشكيل فرق داخلية على مستوى الهيئة وهي إنشاء قسم وفريق حماية الطيران وكذلك إنشاء لجنة على المستوى الوطني في قطاع الطيران ضمت جهات حكومية كذلك منظومة مؤسسات وشركات القطاع برئاسة الهيئة في العمل في تنفيذ الحياد الصفري هناك إجراءات للتخفيف أحدها الأساطيل الجديدة التي سوف يستلمها الطيران العماني وطيران السلام وأي ناقل مستقبلي وهذا راح يحد من الانبعاثات من خلال استحداث التكنولوجيا وكذلك استحداث نوعية المحركات الجديدة التي تقلل من الانبعاثات كذلك لتخفيف الانبعاثات هو إجراءات خطوط الملاحة الجوية ورفع كفاءتها وسلطنة عمان باشرت في إعادة هيكلة المجال الجوي العماني أحد أسبابه هو الحفاظ على البيئة للحصول على الحياد الصفري وهذا مشروع استراتيجي وطني.
الوقود المستدام
وأكد سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني أن المؤثر الأكبر هو الوقود المستدام منخفض الكربون هذا يشكل تقريبا 55 إلى 60 % من مساهمته في خفض الانبعاثات على مستوى قطاع الطيران العالمي باشرت كذلك الهيئة في التركيز على هذا المحور ولذلك عملت على عقد ندوة اسمها ندوة الابتكار في الوقود المستدام وكانت المشاركة على مستوى دولي وخرجت ببعض القرارات أحدها كان توقيع اتفاقية بين الهيئة ومجموعة أوكيو وكذلك شركة سكاي انرجي الهولندية لدراسة إنشاء منشأة محلية في ما يتعلق بالوقود المستدام وبدأت والحمد لله نحصل على بعض المخرجات لهذه الدراسة ونأمل أن تنتهي خلال النصف الثاني من هذا العام. هناك شركات صغيرة ومتوسط نفتخر بها مثل شركة وقود ونأمل أن يكون أحد منتجاتها في عام 2025 من خلال الوقود المستدام. هناك مبادرات في الوقود المستدام ونحن هدفنا حقيقة أن تكون سلطنة عمان سبّاقة وأن يكون لها دور فاعل فيما يتعلق بهذا المجال لما فيه من الأثر الإيجابي على استدامة قطاع الطيران وجاذبيته.
تحديات وتمكين الوقود المستدام للطيران
واوضح قائلا:من المهم ايجاد المصادر لإنتاج للوقود المستدام والدراسة التي نعمل عليها نقوم لى البحث في ايجاد مصادر التي يمكن أن تكون فيها استدامة من الكميات الكافية لإنتاج الوقود لمطاراتنا أيضا الكلفة في انتاج هذا الوقود أي ما يعادل 3 أضعاف إذا ما قارنها بالوقود العادي، لذل كلما زادت الابتكارات كلما ظهرت اختراعات اخرى في هذا الوقود وخفضت من كلفته أعتقد سيرفع من جاذبية هذا الوقود ويقلل الكلفة الاقتصادية على الناقلات لأنه الحالي يعتبر عبء على الناقلات الوطنية والعالمية ولذلك من سيتحمل هذه الفاتورة هل المسافر أم شركات الطيران ، أكبر تحدي اليوم هو الجانب الاقتصادي ولكن مع تطور الابتكارات والتسارع في الاختراعات لدى الدول أنا أعتقد أنه خلال السنوات الثلاث القادمة سنرى طفرة في هذا الجانب الشيء الأخر والمسهل هو سن التشريعات وهناك التزام دولي بخفض 5% من انبعاثات اجمالي قطاع الطيران على 2030 وتأتي نسبة من ال 5% من الوقود المستدام كذلك سن التشريعات عالميا حسنة وحفزت من الاستثمارات ، من خلال اللجنة الوطنية نقوم بجمع واستلام البيانات وتحليلها والتنسيق مع الناقلات الوطنية أو الناقلات الأخرى التي تأتي في مطاراتنا في المستقبل كلها تعطينا معطيات كيف أن سلطنة عمان تدخل في تنافسية وجاذبية وكذلك سبق في بعض الجوانب هذه كلها متاحة لان هذا القطاع عالم رحب وجديد والفرص فيه كثيرة وفي سلطنة عمان مطمئنين لأننا بدأنا في الخطوات الجادة من العام الماضي ونحن الان في طور تشكيل فريق وطني يركز تحديدا على الابتكار في الوقود المستدام وهذا مشترك بين قطاع الطيران والطاقة، هناك فرص للشركات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة في هذا الجانب والهيئة منفتحة لاستكشاف الفرص وخلق شركات صغيرة لان هذا القطاع نامي وهناك فرص استثمارية ونحن مستعدون لتوفير اللازم للأفراد والشركات لمعرفة ماهية الفرص الموجودة في هذا الجانب.
خطوط الطيران وحجم الانبعاثات
واضاف: المستهلك اليوم أصبح واعي في اختياره للمسارات التي يسلكها وخطوط الطيران التي يختارها وفي مساهمته كفرد في خفض الكريون والانبعاثات والحياد الصفري واليوم الطن الواحد في الوقود يعادل 3.16 كجم من الكربون وهذه المعادلة أصبح معروفة لدى المسافرين مما أصبحوا قادرين على اختيار المسارات والناقل الذي يسافر عليه وأثره على التغيير المناخي، قطاع الطيران أدرك هذا الوعي ولذلك أحد أهداف استدامة هذا القطاع هو جاذبيته في المساهمة في التغير المناخي في المجمل العام قطاع الطيران يساهم بما نسبته %2.5 إلى %3 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم ومن خلال التوعية الان للمستهلك في بدائل للمستهلك بحيث يقارن بين النواقل ومساهمته في خفض الانبعاثات.
مبادرات هيئة الطيران للمدني للحياد الصفري
وقال:الهيئة مكون محلي كذلك وتحاول جاهده في المساهمة وفق اختصاصها على سبيل المثال على مستوى المطارات هناك مبادرة لاستخدام اللوائح الشمسية في مطار صلالة ثم مطار مسقط وهناك حراك من الهيئة ومطارات عمان وبالشراكة مع وزارة الطاقة وهيئة الخدمات العامة نأمل أن ترى النور في هذا الجانب ومطاراتنا يجب أن تكون خضراء ونتمتع بمساحات جيدة لاستيعاب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مستقبلا. الهيئة عملت مع القطاع الخاص وبالشراكة مع وزارة النقل ووزارة الطاقة في تخصيص قطعة أرض لمحطة انتاج الوقود بالهيدروجين وسيتم تخصيص عدد من المركبات لاستخدامها في التنقل من وإلى المطار وهذه تجربة أولية وهي رافد للنقل البري. نحن منفتحين جدا على مساهمة القطاع محليا كذلك التنقل بالنقلات الداخلية بدأنا في العمل فيه ورصد البيانات للانبعاثات لأنه يساهم في الحياد الصفري الوطني.
التعاون الدولي
واضاف:سلطنة عمان لها دور فاعل في موضوع الاستضافات على مستوى منظومة الطيران كذلك على مستوى منظومة الأرصاد الجوية وموضوع الإنذار المبكر والهيئة تتعامل مع مظمتين عالميتين مكملات لبعضها البعض لأن الأرصاد ترصد التغير المناخي على مستوى طويل الأجل ومعنا بيانات من أكثر من 70 سنة أعتقد دور سلطنة عمان صوت مسموع الأن في منظومة الأرصاد والطيران المدني واليوم معنا تمثيل دولي وهو مدير عام الأرصاد رئيس اتحاد اسيا إذا أتينا على مستوى منظمة الطيران نحن نمثل برئاسة فرق على مستوى الشرق الأوسط، كل هذا الحراك نأمل أن يدعم سلطنة عمان في الحياد الصفري كذلك أصبح لنا حضور على المؤتمرات بأوراق عمل وهذا الحراك والدافعية كله من أجل أن يكون سلطنة عمان مؤثر.
أضاءت:
أفضل كتاب معي هو المصحف الشريف مع التفسير والكتاب الأخر هو دفتر لأكتب مذكراتي الشخصية وما تجول به خواطري، أما عن هوايته المفضل فإن سعادة المهندس يجد في القراءة راحه نفسية مع التأمل أثناء القراءة ليبتعد عن الضغوطات العملية مما يعيد له الطاقة والحياة أكثر، بالرغم من المسؤوليات يجد أن المتنفس له عن عالمه المهني هو اللعب مع أطفاله بعيدا عن التكلف وكل ما تحمله المسؤوليات واتطلع يوميا للرجوع للمنزل واللعب مع أطفالي.
