الإطلالة السامية مبعث للبهجة في القلوب

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٥/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٠٤ ص
الإطلالة السامية مبعث للبهجة في القلوب

علي بن راشد المطاعني

مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله ورعاكم بعين رعايته وعنايته الكريمة:

إطلالتكم على أبناء شعبكم العزيز، أبهجت النفوس وأثلجت الصدور المتلهفة لرؤيتكم والمتشوقة لتكتحل أعينها بكم، ومستبشرة خيرا بابتسامتكم المبهجة للمهج والأرواح.
فهذه الإطلالة السامية الكريمة كان لها وقع أطيب من الطيب في نفوس أبناء شعبكم الوفي الذين هرعوا إلى شاشات الهواتف وشاشات التلفزة لكي تكتحل أعينهم برؤياك الكريمة، ممعنين النظر في ملامح وجهكم المشرق التي أسعدت العُمانيين كافة.
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله ورعاكم.
لم تتوشح شاشات الهواتف بإطلالتكم المشرقة فقط، وإنما ارتوت بها نفوس أبنائكم حبا وشوقا وعرفانا بالجميل، وامتنانا بما قدمتم طوال عهدكم المبارك الذي سيبقى أبد الدهر معلما وعلما في جبين التاريخ، وذاته التاريخ يشهد بأنكم لم تدخروا جهدا في جعل حياة هذا الشعب يعيش يومه الأسعد.
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله.
فإذا كان أبناء شعبكم الوفي قد ابتهجوا بإطلالتكم المباركة فذلك في الواقع عرفان بالجميل فأنتم من رسم الابتسامة على وجه كل عُماني في هذا الوطن الأغر في سنوات وجيزة في حياة الأمم والشعوب. فهب خلف قيادتكم الحكيمة كالمارد ليبنى وطنا شاسعا ممتدا في عمق التاريخ أصالة تتحدث بلسان عربي مبين عن منبع الحضارة في شبه جزيرة العرب.
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله ورعاكم.
أبناؤكم البررة والحق نقول كانوا متلهفين لرؤياكم لتنطلق بعدها أهازيج الأمل الصبوح ولترتسم السعادة في كل النفوس، فالإطلالة كانت بلسما شافيا أوحى إلى القاصي والداني بأن باني نهضة عُمان مابرح على العهد والوعد، ونحن أيضا كذلك وسنبقى كذلك بحول الله.
لن ينسى أبناء عُمان أبدا أنكم وبتوجيهاتكم السامية قد وضعتم المنهاج ورسمتم معالم الطريق المؤدي إلى المجد والسؤدد بإذن الله وتوفيقه، فكانت كل الخطط التنموية المتلاحقة في السلطنة تهدف في المقام الأول لبناء الإنسان العُماني تعليما وتربية وتثقيفا باعتباره اللبنة الأولى للتنمية المستدامة الشاملة، فها هو الزرع قد آتى أكله وطرح ثماره الأينع، وها هو الإنسان العُماني وقد بات حديث الأمم والشعوب أدبا وتأدبا وعلما وتواضعا، ذلك ما قدمتموه لهذا الشعب ولهذا فقد ابتهج الشعب بهذه الرؤية المباركة.
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله.
هاهم الشعراء والأدباء وأرباب الأقلام وقد تباروا في نظم الكلمات وفي نسج القصيد فإذا ليالي عُمان قد تحولت بغتة إلى صباحات بهية الإشراق يمنا وتيمنا، فلتسعد عُمان كلها ولتصفق الأكف ولتنطلق الحناجر بالدعاء لرب العزة والعباد أن يديم على جلالتكم لبوس الصحة والعافية والعمر المديد، إنه نعم المولى ونعم المجيب..
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظكم الله.
ستظل المنطقة والعالم يستضيئون بنور حكمتكم في معالجة الأزمات والمشكلات بالحوار وعدم تأجيج الصراعات وعدم التدخل في شؤون الدول، ومناصرة القضايا العادلة للشعوب المعمورة.
فقد أثبتم للعالم أجمع صواب مواقفكم طوال الفترات الفائتة التي برهنت عمق نظرتكم الحكيمة في معالجة الأحداث بين الأمم والشعوب، فمن مقاطعة مصر، إلى الحرب العراقية الإيرانية مرورا بحروب الخليج ، إلى الانتهاء بالاتفاق النووي بين الغرب وإيـــران، فضلا عن محطات أخرى مثل الربيع العربـــي وما شهده من تدمير للبلدان العربية كانت للسلطنة بفضل رؤيتكم الحكيمة مواقف ثابتة بعدم التدخل في شؤون الدول والشعوب، فمن الموقف من الحكومة والشعب السوري إلى موقفها المشرف من الأزمة اليمنية إلى وقفة السلطنة بين الأشقاء في أزمة دول المنطقة، وغيرها من المواقف ما يعلمها الرأي العام وما هي بخافية في دهاليز السياسة، تثبت يوما بعد آخر مدى حكمتكم العالية، وبعد نظركم في معالجة الأمور منطلقين من إرث وطنكم العريق، ومجسدين تطلعات شعبكم في فض النزاعات وتهدئة مناطق التوتر.
لقد فتحتم كل نوافذ الحوار وأبقيتموها مفتوحة أمام كل ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، على أمل أن يستفيق الآخرون مما هم فيه من تطاحن وتشاحن.
وستظل هذه المواقف وغيرها شاهدة لكم للأبد ومسجلة في جنبات التاريخ في وثائق الأمم والمنظمات الدولية بأحرف تشع من نور، وبالخير والأمن والأمان والسلم والسلام في العالم الذي ينشده الجميع، وترسخ مبادئ الأمم والشعوب الواعية بدورها في الحضارة الإنسانية ومكانتها بين أقطار العالم.
فشعبكم وشعوب العالم قاطبة سيتذكرونكم بكل خير وامتنان لجميل صنائعكم الناصعة في قضاياهم، وما ابتهاجهم برؤياكم إلا دليل على مواقفكم النبيلة التي تختزنها عقول الشعوب، وتراسلها الواحد تلو الآخر، وترى إطلالتكم دائما بلسما يداوي جراحها ويضمد أوجاعها وينهي صراعاتها، ويرفع الألم والظلم عن صدرها وكاهلها. هكذا هي الدول التي تعبر عن عراقتها وتاريخها وتعكس حجمها ووضعها بين الأمم. وبفضلكم رسختم مكانة عمان في هذه المنزلة الرفيعة التي تستحقها وأفهمتم العالم ماهية الدول ومواقفها بصورة حضارية لا تتكرر في التاريخ.