صندوق الحماية الاجتماعية يحتفي باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية

صحة و طب الثلاثاء ٠٧/مايو/٢٠٢٤ ١٥:٣٢ م
صندوق الحماية الاجتماعية يحتفي باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية
مسقط - الشبيبة
- تحت شعار(ضمان سلامة وصحة الموظف في بيئة العمل في ظل التغير المناخي)

- أمراض السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي من ضمن الآثار والمخاطر الصحية للعمال المرتبطة بتغير المناخ


- غياب القوانين والتشريعات التي تنظم آليات التعامل مع المخاطر عند حدوثها من أهم التحديات


- تنفيذ التشريعات والمعايير المتعلقة بأنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية هو الإجراء الاحترازي الأساسي للحد من مخاطر بيئة العمل


يُعد الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية فرصة للتأكيد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وصحية للعمال في جميع أنحاء العالم، وفي ظل التحولات المناخية التي تشهدها البشرية، يزداد التركيز على ضمان سلامة وصحة الموظفين في مواجهة هذه التحديات.

ويشارك صندوق الحماية الاجتماعية العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية الذي جاء هذا العام تحت عنوان (ضمان سلامة وصحة الموظف في بيئة العمل في ظل التغير المناخي)، الفاضلة شمسة التميمية- مديرة دائرة الشؤون الطبية بصندوق الحماية الاجتماعية ستحدثنا عن تأثير التغير المناخي على سلامة وصحة الموظفين والإجراءات الاحترازية التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية في بيئة العمل في الحوار الآتي:


• تأثير التغير المناخي والكوارث الطبيعية على سلامة وصحة الموظفين
يشكل تغير المناخ تهديداً حقيقياً لسلامة العمال في جميع أنحاء العالم، ونتيجةً لذلك؛ يتعرض العمال لمخاطر مثل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، الأشعة فوق البنفسجية، تلوث الهواء، وكل ذلك ينتج عنه آثار صحية تؤثر على صحة العامل وإنتاجيته في العمل.


ويعتبر تغير المناخ تحدياً متعدد الأبعاد للسلامة والصحة المهنية (OSH)، ودون اتخاذ تدابير الرقابة المناسبة، قد يؤدي تغير المناخ الشديد إلى زيادة المخاطر التي تنتج عنها الإصابات والأمراض والوفيات للعمال بسبب الإجهاد الحراري والتعرض للمواد الكيمياوية والأمراض المعدية والتلوث الهوائي وغيرها. ومن ضمن الآثار والمخاطر الصحية للعمال المرتبطة بتغير المناخ هي: أمراض السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وتأثيراتها على صحتهم النفسية والاجتماعية. إضافة إلى ذلك -ووفق بيانات منظمة العمل الدولية- توضح بزيادة العدد المقدر للوفيات بين السكان في سن العمل على مستوى العالم بسبب التعرض لدرجات الحرارة العالية.


• التحديات في بيئات العمل أثناء حدوث الكوارث الطبيعية
أهم التحديات هي غياب القوانين والتشريعات التي تنظم آليات التعامل مع المخاطر عند حدوثها، ووجود الأنظمة والخطط في المؤسسة له دور فاعل في تحقيق سلامة العامل ويكفل حقه في الاستمرارية والديمومة في عمله، وهو حق لكل عامل بأن يتمتع ببيئة عمل آمنة من المخاطر، كذلك عدم وجود برامج علمية تثقيفية ضمن نطاق المؤسسة التي تساعد العمال في كيفية التعامل مع المخاطر وما الدور الواضح في ذلك. وعلى سبيل المثال، معظم بيئات العمل أصبحت الآن مهددة بارتفاع درجات الحرارة الشديدة نتيجة للتغير المناخي، ولابد من وجود إرشادات صارمة وواضحة للجميع في بيئة العمل حول كيفية التعامل مع هذا الخطر حيث يمكن أن تؤدي ضربات الشمس الحادة إلى تلف في خلايا الدماغ.


• الإجراءات الاحترازية لتقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية في بيئة العمل
نقول دائماً بأن الوقاية خير من قنطار علاج، وعندما يأتي الحديث عن مخاطر وحوادث العمل نقول بأن السلامة تأتي أولاً، حيث أن تنفيذ التشريعات والمعايير المتعلقة بأنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية هو الإجراء الاحترازي الأساسي للحد من مخاطر بيئة العمل.

وبعض الإجراءات التي يمكن تطبيقها في ظل التغير المناخي هو وضع خطط إدارة مخاطر الكوارث التي تستند على تحليل اتجاهات الكوارث والتنبؤات المستقبلية المتعلقة بمخاطر المناخ، وبدوره يساعد هذا في الحد من الآثار الناتجة، وهو أيضاً فرصة لتحسين السياسات والأنظمة التي تكفل للعامل بيئة عمل آمنة.


كما أن نظام إدارة السلامة والصحة المهنية في المؤسسات يعتبر مطلب أساسي لكل مؤسسة لديها أفراد عاملين، ويتضمن الأسس والإجراءات المنظمة لأي حادث ينتج عن التغير المناخي تحديداً، وضمان عدم التأثر بالمخاطر المحتملة ويجب أن تتضمن هذه الخطط؛ الإرشادات والآليات التي يجب أن يتبعها العامل وجهة العمل عند حدوث الخطر، وتلعب هذه الأنظمة دوراً كبيراً وأساسياً في التصدي والحد من تفاقم آثار مخاطر بيئة العمل منها مخاطر التغير المناخي.


• نشر المعرفة حول تأثيرات التغير المناخي على سلامة وصحة الفرد في بيئة العمل
في الوقت الراهن، أصبح الدور التوعوي والنشر المعرفي أكثر إتاحة؛ لتعدد الأدوات والقنوات التي تعزز الوعي بمخاطر السلامة في بيئة العمل بما في ذلك مخاطر التغير المناخي، إذ يبدأ بالإيمان التام بأهميته من القيادة المؤسسية، حتى يكون له تأثيراً ملموساً على سلوك الأفراد العاملين بالمؤسسة.


كما تتوفر وسائل حديثة أكثر فاعلية يمكن الاعتماد عليها في نشر المعرفة عن مخاطر التغير المناخي، وهي الوسائل الإلكترونية المقروءة والمصورة المختصرة التي تساعد على تلقي المعلومة في وقت قياسي، كذلك التذكير المستمر للعمال عن أهمية تطبيق إجراءات السلامة في التعامل مع الكوارث المحتملة له دور كبير في إثراء الجانب المعرفي مثل عقد حلقات نقاشية تجمع جميع المستويات في المؤسسة للتبادل المعرفي، الذي من شأنه يساعد في التحسين وتسليط الضوء عن أهم المستجدات التي تقع في نطاق المخاطر.


• استخدام التكنولوجيا والابتكار في تطوير حلول لضمان سلامة وصحة الموظفين في ظل التحولات المناخية
أصبح مستقبل كوكب الأرض موضع تساؤل بسبب تغير المناخ في عالم أصبحت فيه المخاوف والمخاطر البيئية أكثر انتشاراً. ونظراً للتغير المناخي المتزايد، أصبح هناك حاجة ملحة للبحث عن وسائل وأدوات تحد من آثاره ومخاطره.

ويعتبر الذكاء الاصطناعي بمثابة أداة قابلة للتطبيق ويمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في التغلب على هذا التحدي الذي يهدد المجتمعات بصفة عامة ومجتمع العمل بصفة خاصة لما له آثار ممتدة على الجانب البشري والاقتصادي أيضاً.


وفي ظل التسارع التكنولوجي يمكن استخدام التكنولوجيا لتجميع وتحليل بيانات بيئة العمل، وفحص هذه البيانات بطريقة فائقة الدقة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وبذلك يمكن استخدام هذه البيانات للكشف عن الاتجاهات والنماذج التي يمكن أن تساعد في توجيه جهود مكافحة تغير المناخ منها النماذج التنبؤية والسيناريوهات المستقبلية، والتي تساعد المؤسسات في وضع الخطط الاستراتيجية الفعالة لمواجهة المخاطر التي قد تنتج عن تغير المناخ.


• دور القوانين والتنظيمات في ضمان سلامة وصحة الموظف في بيئة العمل خلال التحولات المناخية
القوانين هي الإجراء التنظيمي الاستباقي والأمثل في ضمان سلامة وصحة الموظف في بيئة العمل، وهي بمثابة الإطار التشريعي الذي يتضمن مبادئ نظام إدارة السلامة والصحة المهنية، وهي: نظام تقييم المخاطر، المعايير المعتمدة لتحقيق أهداف السلامة والصحة في بيئة العمل، دليل إجراءات السلامة والبرنامج التثقيفي التوعوي وغيرها من البرامج التي تهدف لتحقيق بيئة عمل آمنة وصحية.

وتعتبر مخاطر التغير المناخي، والتي قد تمتد آثارها على بيئة العمل والعاملين فيها، هي مثل غيرها من المخاطر التي لا بد أن تضمنها القوانين والتشريعات، الأمر الذي يتطلب توضيح الإجراءات الوقائية التي يجب تنفيذها للحد من آثار هذه المخاطر، إلى جانب التثقيف والتعريف الشامل بهذه المخاطر.