المعنيون بالقطاع يشيدون بالقرار تسهيلات «السياحة» تستقطب النخبة

مؤشر الخميس ١٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:١٢ ص
المعنيون بالقطاع يشيدون بالقرار


تسهيلات «السياحة» تستقطب النخبة

مسقط - محمد سليمان

تشير الإحصائيات والأرقام الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى انخفاض المؤشرات السياحية حتى أغسطس الفائت، حيث بلغت نسبة انخفاض عدد الزوار القادمين 14.5%بالمقارنة مع الفترة ذاتها في العام الفائت، لكن تعميم وزارة السياحة لمؤسسات ومنشآت مكاتب السفر بالسلطنة حول تقديم تسهيلات لرعايا بعض الدول، ساهم في إنعاش التوقعات مع بداية الموسم السياحي الجديد، واعتبر مختصون في مجال السياحة أن القرار الذي جاء مشروطا بقيود، سيفتح الباب لتعزيز «سياحة النخبة» بما يساهم في تحسين معدلات الدخل الوطني والموازنة العامة، كما سيدفع الشركات لتقديم المزيد من العروض لاستقطاب أكبر عدد من السائحين.التعميم الذي صدر من الوزارة لمنشآت ومؤسسات ومكاتب السفر والسياحة بالسلطنة يشمل تقديم منح تأشيرات سياحية غير مكفولة لعدد من رعايا دول الهند والصين وروسيا من المقيمين أو الحاصلين على تأشيرة دخول الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو أستراليا أو المملكة المتحدة أول دول الاتحاد الأوروبي «شنجن».

انتعاش السياحة

وأحدث التعميم ردود فعل إيجابية بين العاملين في القطاع السياحي معتبرين أنه جاء في توقيت مناسب لاسيما في ظل حاجة السلطنة إلى مثل هذه المبادرات، في هذا السياق قال رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان علي بن سالم بن سعيد الحجري: «يعتبر القرار مؤشرا جيداً، وقد فرضت التأشيرات بقيود نظرا لأن التعميم يستهدف فئات معينة، ونظرا لأن الدول التي استهدفها ذو كثافة سكانية عالية ولا يمكن فتح الباب على مصرعية وإنما تقنين التأشيرات والدخول بحيث يستفيد منها الاقتصاد العماني ولا يشكل عبئا يستنزف مواردنا بينما لا نستفيد منه.
أما عن دور القطاع الخاص يقول الحجري: «تضم لجنة السياحة عددا كبيرا من شركات السياحة وتعتبر ممثلا للقطاع الخاص فيما يتعلق بهذا الجانب، وقد زرنا روسيا مرات عدة، تخللتها زيارة الهيئة الفيدرالية وبادرنا بجهود كبيرة، تلقتها وزارة السياحة بتعاون إيجابي أسفر عن هذا القرار. ونحن الآن مع بداية موسم سياحي جديد ونتوقع ارتفاع مؤشرات السياحة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت.وردا على سؤال حول العروض المقدمة من الشركات والتخفيضات في الموسم السياحي لسائحي الدول المستهدفة قال الحجري: «العروض السياحية والتخفيضات مستمرة وليس لسائحي الدول التي استهدفها القرار وإنما للسائحين من دول العالم كافة، ولا شك أن حملات التسويق التي قامت بها وزارة السياحة ساهمت بشكل كبير في انتعاش السياحة ونتوقع أن يكون لها مردود جيد الفترة المقبلة».

ضوابط وشروط

التعميم أشار أيضا إلى أن تسهيلات منح التأشيرات السياحية غير المكفولة لرعايا دول الهند والصين وروسيا ضمن الضوابط والشروط الموضوعة تأتي في إطار التعاون والتنسيق المشترك مع عدد من الجهات المعنية والمختصة من بينها شرطة عمان السلطانية ووزارة الخارجية، حيث تعد هذه التسهيلات من ثمار مبادرة تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات السياحية للأسواق الجديدة والمستهدفة المصدرة للسياح، وهي إحدى المبادرات السياحية التابعة للبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي.
ومن المزايا التي تشملها تسهيلات منح التأشيرة السياحية غير المكفولة أنها تمنح طالب التأشيرة إمكانية اصطحاب زوج وأبناء حامل التأشيرة حتى ولو لم يحملوا تأشيرة تلك الدول طالما كانوا برفقته، وبموجب الضوابط فإنه يحق للسلطنة المختصة عدم السماح لأي من رعايا تلك الدول ممن تنطبق عليهم الشروط للحصول على التأشيرة بدخول السلطنة إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، بالإضافة إلى أنه سيتم إدراج المخالفين من الأشخاص الذين استفادوا من هذا التسهيل في قائمة غير المرغوب دخولهم السلطنة مع إلزامهم الغرامات المالية وفقا لأحكام ونصوص قانون إقامة الأجانب ولائحته التنفيذية.

ردود أفعال

مدير شركة هنا للسفر والسياحة حاتم عبدالرزاق عطية يقول: «كون القرار مصحوبا بقيود فهذا يعني أنه موجهاً إلى فئات معنية من السائحين، حيث سيعمل على تعزيز سياحة الاستثمار أكثر من السياحة العامة التي تستهدف جميع المواطنين نظرا لأن ليس كل مواطني هذه الجنسيات (روسيا، الصين، الهند) يحملون تأشيرة الـ«شنجن» أو أستراليا أو كندا أو أمريكا.
ويمكن بعد تطبيق هذا التعميم بالفعل زيادة الترويج للسياحة، لكن الأمر لن يقتصر على ذلك فقط فهناك مجموعة من المعايير الأخرى ينبغي أن توضع في الاعتبار حتى يكون الترويج أكثر تأثيرا لبلدان الدول المستهدفة ويستقطب عدد أكبر منهم، ويتلخص ذلك في «التسويق»، على غرار ما تفعله بعض البلدان المجاورة مثل نشر الإعلانات في مطارات دول العالم، أو رعاية أندية الكرة العالمية وهذا ما سيساهم في التعريف بالسلطنة بشكل أكبر.
وأضاف: السلطنة واحدة من أقوى دول الخليج والتي تتوافر بها مقومات سياحية تتنوع ما بين الجبال والصحاري والشواطئ الخلابة، وعلى وزارة السياحة أن تستعين بأصحاب الخبرات من الشركات ووكلاء السفر في وضع رؤية حول كيفية التسويق لذلك، وكيفية تقديم تسهيلات وتخفيضات وعروض للسائحين من الدول المستهدفة ومن جميع دول العالم، وذلك أيضا بالتعاون مع الطيران العماني والفنادق والمنتجعات بحيث تقدم برامج سياحية بتكلفة منخفضة وأسعار تذاكر أقل، وحتى إن لم يحقق ذلك المكاسب المطلوبة في بدايته فعلى المدى الطويل سوف يحقق الترويج وفي الوقت ذاته يعزز مدخولات القطاع السياحي».

مؤشرات وأرقام

يذكر أن تقرير المؤشرات السياحية لشهر أغسطس 2017 وهو آخر تقارير المؤشرات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أكد أن 2.2 هو إجمالي عدد الزوار القادمين إلى السلطنة حتى شهر أغسطس، وقد مثلت أعلى خمس جنسيات خليجية بـ1.115.240 زائرا، تلاها الهندية بـ203.646 زائرا، ثم البريطانية بـ117.653 زائرا،ثم الألمانية بـ103.088 زائرا، ثم الفلبينية بـ61.097، بينما بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين إلى السلطنة خلال شهر أغسطس فقط 427 ألف زائر، وقد احتل الخليجيون المرتبة الأولى بنسبة 74.2%، وبلغت نسبة انخفاض عدد الزوار القادمين 14.5%مقارنة بنفس الشهر من العام السابق والبالغ عددهم 500 ألف زائر.