عقدة الانبهار بالأجنبي

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٦ ص
عقدة الانبهار بالأجنبي

عزيزة راشد

يقول الشاعر فاروق جويدة:

في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أو تصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان

يترعرع في بيئة مختلفة، يكتسب قيم مجتمعه، ويمارس أسلوب حياة منسجماً مع القيم والأخلاق التي تربى عليها، يعمل ضمن إدارة وسلطة يمنحها له النظام في بلده، فيأتي منسجماً تماماً مع ما حوله.

يحضر أوراقه ويحزم حقائبه ويستقل طائرته إلى عُمان، بلد المثل والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد المختلفة تماماً عن مجتمعه وبيئته، أسلوب حياة مختلف ونهج منفصل ونظام سياسي واقتصادي مستقل.
يقوم بأداء ما يُطلب منه من محاضرة أو ورشة أو ندوة ضمن تفكيره الذي اكتسبه من مهارات ووعي وإدراك مجتمعي وسياسي مختلف تماماً عنّا، لتأتي المحصلة أن المحاضرين مشتتون والمحاضر يقول ما لا يفهم أو ما لا يفعل وربما الاثنان معاً.
لماذا هذا الانبهار بكل ما هو أجنبي؟ ليأتي الخبير الأجنبي والمستشار الأجنبي وكأنه هو مَن يملك مفاتيح الهناء والحلول لكل مشاكلنا؟ ويتم دفع الأموال الطائلة له من أجل برنامج لا يتناسب مع مدركات المجتمع العُماني.
في الفترة الأخيرة تمت استضافة العديد من الشخصيات في مجال الدعوة والهداية، وشخصيات أجنبية أخرى في مجال الورش والندوات، والمحصلة أنّ كل ما قاموا به رُكن إلى سجل الذكريات في نفوس المحاضرين، أما دعاة الهداية فانبهروا بهذا المجتمع العُماني المتماسك المتسامح مما ولَّد فيهم الحقد ليبثوا سموماً خبيثة في جسد عُمان السليم، ومحاضرون آخرون اتخذوا من عُمان منبراً لمهاجمة دول شقيقة، لماذا فتحنا لهم الأبواب؟
إن الانبهار بكل ما هو أجنبي وجلبه إلى البلاد إما أن يعني ذلك عدم ثقة في الكوادر العُمانية أو نيل مصلحة من وراء الأجنبي، فالكوادر العُمانية أصبحت مؤهلة وقادرة أن تعمل بنجاح في كل المجالات، وقد حقق الطلبة العُمانيون مراكز متقدمة في شتى المجالات في دول العالم. علينا أن نحتضن أولادنا وبناتنا النوابغ ونُفسح لهم المجال في خدمة عُمان؛ لأن عُمان أمانة ولا بد أن نرد لها المعروف.