خبير إعلامي: الصحافة المطبوعة العربية ورطت نفسها بالأزمة

7 أيام الخميس ١٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٢٠:٠٥ م
خبير إعلامي: الصحافة المطبوعة العربية ورطت نفسها بالأزمة

مسقط- خالد عرابي
وصف الخبير الإعلامي والمدير التنفيذي لشركة "ميديامايز" البريطانية للاستشارات الإعلامية -أحمد الشيخ- الصحافة العالمية -وخاصة العربية- بأنها تعاني من أزمة كبيرة وهي ضعف الإقبال عليها مما أدى إلى نقص الإعلانات ومن ثم تراجعها، غير أنه استدرك قائلا: ولكنها "أي المؤسسات الصحفية" هي من ورطت نفسها بتلك الأزمة وذلك حينما لم تدرك مبكرا مستقبل وتوجه الإعلام، وأن مستقبل الصحافة ليس للإعلام المطبوع، وإنما للإلكتروني "أون لاين" وكذلك لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الشيخ في مقابلة خاصة أجرتها معه "الشبيبة" لدى مشاركته في حلقة العمل التي قدمتها جمعية الصحفيين العمانية مؤخرا حول "الإعلام وإدارة الأزمات" إن هناك شبه اجماع على أن مستقبل الإعلام المطبوع في أزمة -خاصة في الوطن العربي- لأنه لابد أن يفكر كل من يعمل في هذا المجال حول ما هي القيمة المُضافة التي يقدمها كصحافة، لأن المواطن حينما يشتري الصحيفة لابد وأن يكون هذا المنتج يمثل أهمية أو قيمة مضافة بالنسبة له، وإلا لماذا يدفع هذه النقود في أخبار قرأها، أو من الممكن أن يراها في المواقع الإلكترونية، كما أن الصحافة المطبوعة لابد وأن تقدم خدمات، ولذلك توجه البعض -وخاصة العرب- إلى جعل الصحافة المطبوعة مجانية، كما أن منها من طورت مواقعها الإلكترونية بل وجعلت أخبارها على المواقع مدفوعة.

الشيخ ألقى باللوم على الصحافة، ورأى أن بعض المؤسسات الصحفية فرطت في حقها حينما تركت الساحة لوسائل التواصل الاجتماعي، لأنها "أي الصحافة" مازالت تعمل بطريقة ما يسمى بـ "بيع الكاسيت" في زمن لم يعد يستخدم فيه هذا "الكاسيت"، وشرح قائلا: قديما كانت هناك شركات تبيع أشرطة الكاسيت ثم تحولت إلى بيع الاسطوانات "سي ديهات" ومن بعدها إلى "برودكاست" لأن الناس أصبحوا يستمعون على الهاتف أو الحاسوب اللوحي. ولذلك فمن يظل يفكر في بيع الكاسيت حتما سيغلق ولن يستمر.

وأضاف: هذا ينطبق على الصحافة المطبوعة، فلو ظلت تعمل بالطريقة التقليدية أو بطريقة شريط الكاسيت فحتى لو اتجهت للصحافة الإلكترونية وهي تقدم نفس المحتوى بمعنى أنها تعمل حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وتضع مقالات مطولة -طولها ألف كلمة مثلا- أو تضع الصفحات بصيغة "بي دي إف" فهي لن تنجح أيضا، ولكن لابد وأن تطور بما يتماشى مع سوق الإعلام الحديث والتطوير والعمل على المحتوى من حيث الأخبار القصيرة والسريعة والمتنوعة.

وقال الشيخ: إن المستغرب في هذا الأمر أننا نجد أن هناك أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم ملايين أو عشرات ومئات الآلاف في حين أن بعض الصحف لديها متابعين على وسائل التواصل يعدون بالآلاف فقط، مشيرا إلى أنه من المفترض أن الصحف هي التي لديها ميزة نسبية ولديها المحتوى وفريق عمل يمكن أن ينوع ويطور ويجدد، وذلك بخلاف أصحاب الحسابات على وسائل التواصل الذين هم في أغلب الأحيان أفراد، ولكن ربما سبب تراجعها في ذلك لأنها لم تدرك مبكرا أهمية الصحافة الإلكترونية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي ثم إنها أيضا ربما لم تعرف من أين تبدأ.

وأشار إلى أن البعض الآخر من الصحف أدركت أهمية وسائل الإعلام الحديثة ولكنها لم تعين أصحاب الخبرة، فهم يعينون أشخاص ليس لهم علاقة بالصحافة الإلكترونية أو ليسوا من المهتمين بها، ولذا فقد فشلوا، كما أن هناك شيء آخر وهو أننا حينما نجد أن هناك شابا في وسائل التواصل الاجتماعي استطاع أن يصل لمليون متابع مثلا، فلماذا لا يستفاد به في هذا المجال.

وقال: على المؤسسات أن تدرك أن المحتوى يختلف ما بين المطبوع والإلكتروني والمنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يجب على كل وسيلة إعلامية أن تعمل أبحاث تسويقية قوية لها وفيما يتناسب معها بحسب البلد والمنطقة فليس شرطا أن ما نجح في الغرب يمكن أن ينجح في الوطن العربي، فللأسف معظم الصحف العربية مثلا تقلد ما يقوم به موقع "باص فيد" الذي يعتمد على أسلوب خاص به وهو الأرقام مثل أفضل خمسة أماكن وأسوأ عشر عادات وهكذا، ولكن هذا الموقع يعتمد على أشياء خاصة به، إذن فالأهم في الإعلام الحديث هو أن يكون الصحفي مبتكرا للخبر وليس ناقلا له فقط، وبالتالي يجب التقليل من فكرة النسخ واللصق "كوبي بيست".