وأشرقت من جديد

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٣٧ ص
وأشرقت من جديد

عزيزة راشد

قبل 3 سنوات دعيت إلى مؤتمر الإعلاميات العربيات في الأردن، قدمت فيه كل مدعوة ورقة عمل حول أحوال المرأة في بلادها، كانت هناك معاناة حقيقية تعاني منها المرأة العربية في بعض الدول خاصة تلك الدول التي تشهد نزاعات وحروب وهضم لحقوق مواطنيها بما فيهم النساء.

كان دوري قد حان لإلقاء ورقة عمل حول أحوال المرأة في عمان، وبعد أن تناولت الورقة من كل المحاور ختمتها بقولي: نحن في عمان لا نعاني من أي هضم لحقوق المرأة، فقاطعتني إحداهن بقولها: إذن هل نقول إن عمان المدينة الفاضلة؟ فأجبتها: نحن لسنا المدينة الفاضلة، ولكننا في بلد يحكمها رجل فاضل.
أشرقت المرأة العمانية في عهد صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه، ونحمد الله أنه وهبنا رجل مثل السلطان قابوس، أعطى للمرأة كل مجال تستطيع أن تبدع فيه، وشبهها بأحد جناحي الطائر، الذي يحفظ التوازن ويطير للعلا، وفور قوله لعبارته السامية تحولت المرأة العمانية إلى نسر لا يستريح إلا على القمم.
وجود المرأة العمانية وجود أزلي، فمنذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد كانت تحكم عمان امرأة تدعى الملكة شمساء، تطورت في عهدها التجارة وتم تصدير المعادن مثل النحاس وغيره من موانئ صحار، وفي عهدها أرسلت السفراء وعقدت اتفاقيات تجارية مع بلاد ما بين النهرين في تلك الفترة، وازدهرت عمان في عهدها وتطورت وأصبحت دولة قوية.
تليها من النساء الملكة مريم والتي حكمت قلهات، واهتمت هذه الملكة بفنون العمارة والمعمار الزخرفي الهندسي الدقيق، حتى إن بعض شواهد قصرها باقية حتى الآن، تشهد على تفوق هذه المرأة في شق السواقي ونقل المياه من أماكن قصية وتطور العمارة والتجارة في عهدها.
من هؤلاء النسوة اللاتي حكمن عمان وطورنها تناسلت جيناتهن عبر الحقب والتاريخ إلى المرأة العمانية في العصر الحالي، فنجدها امرأة قوية وقادرة ومعطاءة وناهضة ومربية أجيال عظيمة وشامخة، أشرقت في كل المجالات وعملت بجد واجتهاد وإخلاص ووفاء في كل المجالات.
رغم ندرة الباحثين وقلة البحوث التاريخية التي تتحدث عن الوجود التاريخي للمرأة العمانية إلا أن كل الشواهد على الأرض موجودة وترحب بأي دارس وعارف وهي منهل لكل عالم أو من أراد زيادة في العلم، ولابد من توثيق هذا التاريخ المهم للمرأة العمانية عبر الحقب والعصور لأن التاريخ أمانة ننقلها للجيل القادم.