مشروع لإنتاج الديزل الحيوي بجهود عمانية

مؤشر السبت ٢١/أكتوبر/٢٠١٧ ١٧:٣٦ م
مشروع لإنتاج الديزل الحيوي بجهود عمانية

ظفار - عادل سعيد اليافعي
قال المهندس سعيد بن سالم الحريزي رئيس فريق مشروع الديزل الحيوي: إن الطّاقة تعتبر مكوناً أساسياً من مكوّنات الكون، وتعّد من أحد أشكال الوجود وتُشتقّ الطّاقة عادةً من مصادر طبيعيّة وأخرى غير طبيعيّة، لذلك تُقَسَّم إلى نوعين رئيسين هما الطاقة المتجدّدة وهي التي تعتمد على المصادر الطبيعيّة، الطاقة غير المتجدّدة وهي التي تعتمد على مصادر غير طبيعيّة، لكنّها تشكّلت مع الزّمن تحت تأثير مجموعة من العوامل ويعتبر الديزل الحيوي (الصديق للبيئة) أحد أهم أنواع الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، ونأمل من هذا المشروع الحيوي أن يُطَبّق على أرض الواقع نظراً لحاجة اقتصادنا الوطني إلى مثل هذه المشاريع التي تُسهِم في دفع عجلة التطور إلى الأمام حفظ الله مولانا صاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لحرصه الدائم على الاهتمام بالمشاريع العلمية والتي نأمل لها العائد المرجو على الوطن.

فكرة المشروع
وحول فكرة المشروع قال الحريزي: مشروع الديزل الحيوي الصديق للبيئة عبارة عن زيوت النباتات والطحالب مع بعض المواد الكيميائية والتي تنتج الديزل الحيوي. وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، بخلاف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وجميع أنواع الوقود الإحفوري والوقود النووي، أما التعريف العلمي للوقود الحيوي فيتلخص في أنه وقود سائل نظيف بيئياً، يتم استخلاصه من النباتات ذات البذور مثل القطن والكتان والسمسم والصويا، وإجراء بعض المعالجات الكيميائية عليه حتى يجاري البترول في خصائصه ويصبح منافساً حقيقياً له كوقود بديل ومتجدد وقد أجريت الأبحاث على الوقود الحيوي بحيث يستخدم في نفس المحركات التي تسير بالبنزين بدون إجراء أي تعديلات في المحرك. وذلك عن طريق عمل خلطات من البنزين مع الوقود بنسب معينة أو استخدام الوقود الحيوي فقط بدون الخلط أيضا يتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضلات وبقايا الحيوانات التي يمكن إعادة استخدامها، مثل القش والخشب والسماد، وقشر الأرز، وتحلُل نفايات المنازل ونفايات الورش والمصانع، ومخلفات الأغذية، التي يمكن تحويلها إلى الغاز الحيوي عن طريق ميكروبات ذات الهضم اللاهوائي الكتلة الحيوية المستخدمة كوقود يتم تصنيفها على عدة أنواع، مثل النفايات الحيوانية والخشبية والعشبية، كما أن الكتلة الحيوية ليس لها تأثير مباشر على قيمتها بوصفها مصدر للطاقة.

أهداف المشروع
من جانبه قال علي محمد مسعود كشوب وهو نائب رئيس الفريق: بالرغم من أن الطاقة الحيوية يمكن أن تحقق مكاسب بيئية، فإن إنتاجها أيضاً يمكن أن يتسبب بالضرر على البيئة. وتأثير التوسع في إنتاج الوقود الحيوي على موارد الأرض والمياه وعلى التنوع البيولوجي هو محور تركيز اهتمام متزايد وكذلك مسألة كيفية ضمان استدامة البيئية والاستفادة من فرص التنمية الزراعية والريفية وإعادة النظر في السياسات القائمة بشأن الوقود الحيوي.
وتوجيه القطاع الحكومي والخاص كنظامٍ داعمٍ لتنمية الوقود الحيوي تنميةً مستدامة وحث جميع شرائح المجتمع على أهمية الطاقة البديلة والمتجددة وإنشاء ندوات ودورات ومؤتمرات حول الطاقة البديلة.
كما أن هذا المشروع له عدة فوائد منها صديق للبيئة ويقلل من نسبة الاحتباس الحراري ويقلل من نسبة الغازات الدفيئة ويعتبر مصدرا بديلا للطاقة والتي لا تتأثر بتقلبات سوق النفط وأسعاره الملتهبة، وعدم تأثرها بتحكم المُصَدّرين في سوق الطاقة العالم ومصادره لا تتوقف أبدا طالما هناك حياة لأنه يستمد من النباتات والكائنات الحية.
اقتصادي التكلفة مقارنة بالوقود التقليدي وصديق للبيئة غير مؤثر على الطبيعة ولا يحتاج لماكينات أو منظومات معقدة لاحتراقه ومن السهل الحصول عليه واستخلاصه طالما تتمكن من طريقة تحضيره أو تصنيعه له العديد من الاستخدامات التي يصعب على البشر استخدام الوقود الأحفورى فيها نظرا للتكلفة وتستطيع به الدول الفقيرة النهوض باقتصاد شعوبها بأساليب مختلفة ويمكن استخدامه في معظم الصناعات المهددة بالانقراض بسبب ارتفاع أسعار الوقود التقليدي ويتيح الفرص للعديد من المجتمعات أن تنشئ مشاريع عملاقه تجلب لهم الملايين.

آلية المشروع
واستطرد كشوب في قوله: إن المشروع له فالديزل الحيوي وطريقة استخراجه يتم الحصول على الديزل الحيوي عن طريق عملية كيماوية تسمى الأسترة يتم فيها مزج الزيوت النباتية بمواد كحولية مثل الميثانول أو الإيثانول ومواد محفزة مثل الصوديوم الهيدروكسايد والذي يسبب تفاعلاً كيماوياً ينتج عنه الديزل الحيوي ومادة أخرى هي الجليسيرين ويقسم الوقود الحيوي إلى ثلاثة أنواع الوقود الصلب، ويتمثل في مخلفات النباتات كافة بما في ذلك الأخشاب المختلفة والوقود السائل وهو يأتي بصيغ متعددة منها الإيثانول والديزل الحيوي والزيوت النباتية، وهناك مصدران مختلفان للوقود السائل وهما النباتات الحاوية على السكر أو النشاء مثل قصب السكر والشوندر السكري والذرة، ويستخرج منها الإيثانول عن طريق التخمير.
النباتات الحاوية على الزيوت مثل الصويا وعباد الشمس والذرة وتستخرج منها الزيوت التي تعالج كيماوياً للحصول على الديزل الحيوي. كما يتم استخدام الزيوت النباتية المستخدمة في الطبخ كوقود للسيارات، وذلك عن طريق حرقها مباشرة في المحركات الانفجارية، كما أن الوقود الغازي هو غاز الميثان المستخرج من تحلل النباتات والمخلفات وروث الحيوانات وهو يستخرج من روث الحيوانات عن طريق تخميره أو من النفايات عن طريق ردمها وتحللها في بيئة خالية من الأوكسجين يُستخدم كمصدر للطاقة بديلاً عن البنزين أو يُمزج مع البنزين بنسب مختلفة لأسباب عديدة أهمها تخفيف التلوث الناتج عن احتراق البنزين في محركات السيارات ويتم إنتاجه في الغالب من النباتات ومخلفاتها خاصة النباتات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر والنشويات مثل قصب السكر والشوندر السكري والذرة والقمح.

أشكال الوقود
من جانبه قال علي محمد سالم هبيس: إن أشكال وقود الديزل الحيوي يكون عبارة عن مزيج من وقود الديزل الحيوي والمواد الهيدروكربونية التقليدية القائمة على وقود الديزل ويستخدم النظام المعروف باسم عامل باء وهو عامل يحدد كمية وقود الديزل الحيوي في أي مزيج للوقود وقود الديزل الحيوي التي تحتوي على 20% هو المسمى B20 في حين أن وقود الديزل الحيوي النقي .B100
كما أن لسياسات الوقود الحيوي انعكاسات كبيرة على أسواق الوقود الحيوي والسلع الزراعية وتجارتها وأسعارها على الصعيد الدولي، والاتجاهات الحالية فيما يتعلق بإنتاج الوقود الحيوي واستهلاكه وتجارته، وكذلك التوقعات العالمية، تتأثر تأثرًا قوياً بالسياسات القائمة، لاسيما تلك التي تنفذ في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وهي سياسات تشجع إنتاج واستهلاك الوقود الحيوي، بينما لتحمي المنتجين المحليين تفرض سياسات بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الخاصة بالوقود الحيوي تكاليف كبيرة على دافعي الضرائب والمستهلكين لديها.
واستطرد هبيس أن ما يميز الوقود الحيوي عن الوقود الأحفوري أن احتراقه لا يسبب المشكلات البيئية نفسها، لاحتوائه على نسبة أقل من الكربونات. كما أن أغلبه يتحلل بالماء خلال فترة قصيرة من الزمن بينما لا يتحلل الوقود الأحفوري حتى بعد مرور عشرات السنين.. وقد أكدت نتائج الأبحاث أن استخدام الوقود الحيوي سوف يخفّض نسبة الملوثات المنبعثة من احتراق الوقود إلى أكثر من النصف إنَّ الديزل الحيوي تتوافر مواده الأولية ولا تتقيد بأي عوامل جغرافية أو طبيعية، وهي ميزة كبرى تفتقدها مصادر الطاقة الأخرى المتجددة. غير أن ميزة الوقود الحيوي الكبرى التي يؤمل تطويرها والتوسع فيها أنه يمكن إنتاجه أيضا من المخلفات والفضلات الحيوانية والنباتية سواء كانت بقايا الحيوانات وروثها أو كانت من قش الأرز ونشارة الخشب، كما يمكن إنتاجه من الطحالب المائية ومن نباتات أخرى سريعة النمو وغير ذات قيمة غذائية مثل الجاتروفا والهوهوبا. كما أنه يتميز بنظافة المصدر وعدم إضراره بالبيئة أو المناخ، وبالتالي تتعاظم الآمال المعقودة عليه في تخليص العالم من جزء كبير من مشاكله البيئية الحالية.

الجانب الاقتصادي
وفي الجانب الاقتصادي قال أنور عبدالقوي مسعود فاضل: إن الحصول على وقود متجدد يستمد طاقته من الشمس يضمن الاستقرارالاقتصادي خصوصاً أن البترول في طريقه إلى النضوب بعد بضعة عقود بالإضافة إلى التركيز على البعد الاستراتيجي من استخدام الوقود الحيوي في ظل هيمنة بعض الدول الكبرى على البترول المتبقي؛ الأمر الذي يضمن الاستقلال الاقتصادي لأي بلد. وهنا نستعرض بعضاً من المزايا الاقتصادية المترتبة من استخدام الوقود الحيوي يفتح الوقود الحيوي آفاقًا جديدة في زيادة المنافسة ضمن أسواق النفط والاعتدال في أسعار النفط تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري تطوير تكنولوجيات جديدة من اللايثانول السليولوزي مع سياسات وأدوات اقتصادية مسؤولة للمساعدة على ضمان تسويق الوقود الحيوي المستدام الدفع بعجلة الاقتصادي الوطني التنوع في مجالات الاقتصاد والطاقة البديلة بيع منتوجات زراعية.

القيمة الاجتماعية
أما ياسر مسعود كشوب وهو أحد أعضاء الفريق فقال: إن هذا المشروع له عدة فوائد منها القيمة الاجتماعية إيجاد بيئة بحثية في المجتمع تطوير الكوادر البشرية وحثها نحو مجتمع صناعي وليس مستهلك غرس روح المشاركة والتعاون في مجالات البحثية، كما أن المشروع حصل على العديد من الإنجازات ومنها: مشاركة المشروع بالأسبوع الثقافي واحتضانه من المشاريع المتميزة. ودعوة جامعة قطر لأعضاء المشروع للتبادل الأفكار والتجارب وتأتي كأول مبادرة من نوعها من جامعة قطر لدعوة طلاب من دولة مختلفة.
إن لدينا نظرة مستقبلية للمشروع ونعمل سويا على التعريف به وتكثيف الحملات الإعلانية التكثيف من حضور الورش والندوات عمل مؤتمر عن الطاقة البديلة بحضور خبراء من الأمم المتحدة تطبيق المشروع على أرض الواقع تجارب الدول في استخدام الوقود الحيوي.