خبراء محليون ودوليون يدعون إلى خريطة طريق سياحية

مؤشر الأحد ٢٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٥ ص
خبراء محليون ودوليون يدعون إلى خريطة طريق سياحية

مسقط - محمد سليمان

أوضح عدد من خبراء السياحة الدوليين أن السلطنة في حاجة لاتخاذ مجموعة من الإجراءات لتطوير قطاع السياحة، حيث تتوافر بها جميع المقومات لكن هناك تدابير لا بد من اتخاذها للإعلان عن تلك المقومات أمام العالم والإفصاح عنها والترويج لها بالشكل اللازم، من بين هذه الإجراءات «المشاركة في المعارض الدولية» والاهتمام بـ«السياحة المكثفة» والتي تسمح باستضافة وفود من دول أخرى مقابل استضافة وفودها في تلك الدول، وكذلك الاهتمام بسياحة الأعمال والترفيه، وغير ذلك الكثير من النصائح التي اعتبروها بمثابة مجرد إجراءات تكميلية لخطط السلطنة.

جاء ذلك في «مؤتمر 2017 الدولي للشركات السياحية»، والذي نظّمته رابطة شركاء السفر الدولية ITP في السلطنة الخميس الفائت بفندق كراون بلازا مسقط، حيث ناقش التحديات التي تواجه القطاع السياحي على مستوى العالم، وكذلك مستجدات هذا القطاع وموزعي السفر وتأثيرهم على التوزيع، وسبل الشراكة التطويرية في هذا القطاع النامي.

المؤتمر العالمي الذي حضره العديد من ممثلي السياحـــــــة في جميع دول العالم، غابت عنه المشاركات المـــــــحلية، ولم تشارك بين الخبراء الدوليين أي شركة محلية للقطاع الخاص.

لقاء مهم

من جانبه أوضح مدير مكتب عُمان للمؤتمرات والمعارض خالد الزدجالي على هامش اللقاء أن «مؤتمر 2017 الدولي للشركات السياحية»، وغيره من اللقاءات التي تضم خبراء دوليين تعزز قطاع السياحة والذي يعدّ أحد القطاعات الواعدة بالسلطنة ويعوّل عليها الكثير من الآمال في تحسين الدخل الوطني، لا سيما في ظل توجهات الحكومة لتنويع مصادر الدخل بديلاً للاعتماد على النفط. وأشار الزدجالي إلى أن دعوة خبراء عالميين لبحث تحديات قطاع السياحة في العالم، على أرض السلطنة، تؤكد أيضاً على الدور الذي تلعبه السلطنة، وتطلعاتها ليكون لها مكان بارز في مقدمة الدول التي تهتم بالسياحة، وكذلك السائحين على أرضها، حتى تكون لها تجربة فريدة من نوعها.

إجراءات متعددة

استشاري W&B وITP ورئيس جلسة نقاش المؤتمر وينفراد باركزايتيس أوضح لـ«الشبيبة» أن «المؤتمر ضم ممثلي السياحة من جميع دول العالم، وهذا ما سيساعد كثيراً في الترويج للسلطنة كوجهة سياحية، وبعيداً عن ذلك فإن السلطنة بالفعل تحتل مكانة جيّدة في خريطة السياحة»، مشيراً إلى أن هناك عدة إجراءات لا بد من اتخاذها لتعزيز هذا القطاع في السلطنة، وعلى رأسها استمرار تطوير الحكومة لنهجها في التعامل مع السياحة لتحقيق ما تصبو إليه حيث لا توجد تحديات واضحة أمام ذلك.
وأضاف: «من خلال مؤشرات زيارتي لمسقط وجدت أن هناك ثلاثة إجراءات لا بد أن تتعامل معها السلطنة في هذا الإطار، أولها أن نسبة كبيرة من السائحين التي تستهدف السلطنة هي الفئات العمرية الكبيرة -ما فوق 60 عاماً- وهذا ما يجب أن يُعاد النظر فيه بإحداث برامج سياحية تستهدف جميع الفئات والشرائح العمرية المختلفة.

الأمر الثاني هو أن الرائج الآن في عالم السياحة في جميع دول العالم هي سياحة الرفاهية والأعمال إذ تكون تلك الزيارة للسائح عبارة عن أيام محدودة ربما لا تتجاوز 3 أيام، يكون الهدف الأساسي للسائح خلالها إتمام أعماله وأثناء ذلك يمارس التسوّق والرحلات وما إلى ذلك من أمور الرفاهية، ويجب أن يكون هناك توجه لتطوير هذا النوع من سياحة الأعمال، الأمر الثالث هو أنه على السلطنة أن تنتهج «السياحة المكثفة» وهي البرامج السياحية التي تستضيف فيها السلطنة سائحين من بلدان أخرى نظير استضافة الدول الأخرى سائحين من السلطنة، بشكل تبادلي، وهذه برامج سياحية تساهم في تنمية هذا القطاع الحيوي».

مزيد من الجهود

الخبير السياحي الغاني جان ماري يقول: «لم أزر السلطنة سابقاً، وهي دولة عربية أبهرتني الحضارة العمرانية بها، ونظافة شوارعها وضيافة وترحاب مواطنيها، لكن التحدي الأكبر أمام هذا البلد هو أن يعرفه العالم، فعندما أخبرت زملائي وأقاربي أنني آت إلى السلطنة، كانوا يسألونني «أين يوجد هذا البلد؟»، لذا لا بد أن يكون هناك ترويج كبير للسياحة بكل أنواعها والمشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية التي تسلّط الضوء على الدول المشاركة بها.
وعلى وزارة السياحة والمختصين في هذا هذا القطاع أن يبذلوا جهوداً أكبر من أجل دعوة خبراء السياحة في دول العالم لزيارتها، ومن ثم تكون هناك دعوات للسائحين الآخرين، من أجل التعريف بالسلطنة دولياً».

إجراءات مبسطة

من البرتغال، إلكسندرا ووركويل أوضحت لـ«الشبيبة» أن «القطاع السياحي في جميع دول العالم يواجه الكثير من التحديات، لكنه من الممكن تجاوزها والتغلّب عليها من خلال إجراءات مبسّطة. على سبيل المثال، في البرتغال العام الفائت قمنا باستخدام بطاقات الخصم الفوري من أجل السفر واستخدام حجوزات الفنادق، وإذا كانت هناك لقاءات دولية على سبيل المثال لا يُفترض أن تُوفَّر للزائرين فرصة الإقامة في فنادق فارهة، وإنما يُمكن استخدام مواقع بسيطة توفِّر فرصة إقامة جيّدة للسائح للتعرُّف على البلد، وهذا وحده يكفي للترويج بالصورة اللائقة».