تفعيل الرقابة على الأعشاب المصنعة

بلادنا الاثنين ٢٣/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٢٠ ص
تفعيل الرقابة على الأعشاب المصنعة

مسقط - محمد سليمان

يلجأ المرضى أحيانا للتداوي بالأعشاب ووصفات الطب الشعبي، ورغم فعاليتها في كثير من الأوقات لكن بعضها بقي محل بحث، والبعض الآخر حذرت منه دراسات عالمية.

أسفرت نتائج اختبارات علمية بشأن العلاجات التقليدية في بعض البلدان عن أن التطبيب بالأعشاب يمكن أن يعود بفوائد حقيقية على المرضى. واستندت هذه النتائج إلى ملاحظات لاحظها أطباء من كلية لندن الملكية للآثار الطبية عند إجراء اختبارات على كل من أوراق شجر الكاري الهندي ذات السمعة في علاج البول السكري، والأعشاب التي يستخدمها أهل غانا في تطبيب الجروح.

وزارة الصحة من جانبها بدأت في اتخاذ إجراءات من شأنها تنظيم تناول عقاقير الأعشاب، وحث المريض على كيفية التناول الآمن لتلك الأنواع من الأعشاب.

من بين هذه الأنواع «حل الشوع» ويستخدم كدهان لعلاج الأعصاب، و«مرقدوش» ويستخدم لعلاج آلام البطن، وهناك «الحرمل» ويستخدم عن طريق الاستحمام للتخلص من درجات الحرارة المرتفعة وأعراض الحمة، و«شرجة لصافة» ويستخدم للتقطير على أذني الأطفال حديثي الولادة، وهناك أيضا «الجعدة» و«زاموتا».
في البداية تقول الصيدلانية نوال العلوية رئيسة قسم التيقظ للأدوية العشبية والمستحضرات الصحية، بالمديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية: لاحظت وزارة الصحة في الآونة الأخيرة كثرة تداول الأدوية العشبية على وجه الخصوص، وانتشار «المغشوش» منها، لذا سارعت بافتتاح 3 أقسام بالمديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية هي (قسم تسجيل الأدوية العشبية، وقسم تحليلها، وقسم آخر وهو «التيقظ للأدوية العشبية» والقسم الأخير يعنى بمتابعة الأدوية العشبية بعد تسجيلها وتسويقها).
وقبل أن نتعمق بالحديث عن الأدوية العشبية لابد أن نعرف أولا: ما هو الدواء العشبي؟ إنه عبارة عن أعشاب تباع على الشكل الصيدلاني كالحبوب، كبسولات أو محاليل دوائية، ولا يتضمن الدواء العشبي «الأعشاب الخام» التي تباع في محلات العطارة أو الأسواق مثل النباتات أو البذور أو المساحيق.
ومؤخرا تم تنظيم ورشة عمل لتجميع الجهود المبذولة في هذا الإطار لتوحيدها في نطاق واحد، بمعنى أن هناك العديد من الجهات تتداخل اختصاصاتها لتكون مسؤولة عن الأعشاب، وفي هذا الإطار حاليا فإن الأعشاب الخام لا تقع ضمن مسؤوليتنا وإنما ضمن «الأدوية العشبية» ومن يصنعها ومتابعة الاشتراطات الصحية للمنشآت التي تقوم بتصنيعها، وذلك لتنظيم تداولها في السوق . وهذه الآلية تم استحداثها . وحالياً جميع الأدوية العشبية الجديدة بالسلطنة لن تطرح بالأسواق إلا بعد حصول الجهة المصنعة أو المستوردة لها من الأسواق على التسجيل والترخيص، وذلك بعد التأكد من سلامتها بتحليلها في المختبرات التابعة لوزارة الصحة والتأكد من صلاحيتها كاملة.
بعد ذلك، تتم متابعة المنتج العشبي في السوق، حيث لا ينتهي الأمر بطرحه في الصيدليات أو المؤسسات الصحية الخاصة وإنما متابعته بعد تسويقه والتأكد من حالته وهل يسبب أي آثار عكسية، وتعقب مدى جودته.. وتوجد لذلك خصيصا استمارة تعبأ من قبل الكوادر الطبية أو المريض والمستهلك للإبلاغ عن أي آثار جانبية قد تحدث بشكل يؤدي إلى تضرر المريض، كما يمكن الإبلاغ أيضا عن جودته وصلاحيته وكل ما يتعلق بالدواء العشبي. كما تم إنشاء تطبيق عبر الهاتف الذكي يمكن التواصل من خلاله مع البوابة الصحية لوزارة الصحة بمجرد الدخول على أيقونة «الإبلاغ عن الآثار العكسية» بدائرة التيقظ والمعلومات الدوائية، ليسهل عملية التواصل مع المختصين.
ردا على سؤال «الشبيبة» حول «لماذا يلجأ بعض المرضى للأعشاب»؟ قالت نوال العلوية: إن أول خطوة نسعى لتحقيقها على أرض الواقع هي «التوعية»، حيث تنتشر الكثير من الاعتقادات الخاطئة والشائعات المغلوطة، إذ يلجأ البعض إلى الأعشاب والوصفات الشعبية باعتبارها الأكثر أمانا وبعدا عن المواد الكيميائية، في حين أن هناك أدوية مصنوعة من مستحضرات مواد عشبية وتستخلص من الأعشاب. وإذا ما اتخذت وفق الإرشادات الطبية فإنها لن تسبب أضرارا، وفي هذا السياق لابد أن يكون هناك تنظيم أكثر لتداول تلك الأعشاب حتى في حال شراؤها عن طريق الإنترنت، فإن ذلك يجب أن يكون من مصادر موثوقة ومعروف مصدرها والاستعانة بالجهات المسؤولة. السبب الثاني للجوء البعض للأعشاب هو أنها لا تحتاج إلى وصفة طبية ويمكن الحصول عليها بسعر أقل أحيانا من أي مول تجاري أو محل عطارة، وكذلك بسبب سهولة طلبها.
وأحيانا بسبب عدم حصول المريض على نتائج إيجابية من الدواء الذي يحصل عليه، فيدفعه ذلك لتناول أعشاب أملا في الحصول على الشفاء من مصادر أخرى، والبعض يعتمد على الوصفات الشعبية للأهل والأقارب. إذ إنها تكون أحيانا «مغشوشة»، أو غير صالحة للتناول أو تدخل البلاد بطريقة غير قانونية، وأحيانا يتم خلط بعض الأعشاب بأدوية كيميائية، وفي هذا خطورة قد تسبب أزمة صحية أو الوفاة».
يقول المواطن حسن النبهاني: «بالنسبة للأعشاب هناك أعشاب قديمة توارثها الأجداد ولا زالت تستخدم حتى الآن، بالنسبة لي بعض الأعشاب أستخدمها لكن لابد أن تكون تحت دراسات علمية لأن بعضها من الممكن أن يسبب أضرارا.

وتقول سامية بنت ناصر الرواحية: «الوصفات الشعبية والأعشاب، جيدة لعلاج الكثير من الأمراض لكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي لأنها لا تنجح دائما، وأحيانا لابد من الذهاب إلى الطبيب في الحالات الخطيرة، حتى إذا نجحت مع بعض الأشخاص ربما لا تنجح مع آخرين».

حسن الندابي يقول: «وصفات الأعشاب والطب الشعبي التقليدي، معروفة في السلطنة منذ عشرات السنين، حتى إن الأجداد في ما قبل النهضة كانوا يعتمدون عليها في التداوي، وكان بكل منطقة وقرية شخص معروف أنه المسؤول عن ذلك، ويتوجه إليه المرضى للحصول على وصفات طبية.