الأشخرة سياحة السواحل البكر وريـاضـــة المـغامــرات

مزاج الاثنين ٢٣/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٨ ص
الأشخرة
سياحة السواحل البكر 

وريـاضـــة المـغامــرات

مسقط - خالد عرابي

تعدّ الأشخرة واحدة من أهم وأشهر الوجهات السياحية ليس في ولاية جعلان بني بوعلي أو في محافظة جنوب الشرقية فحسب إنما في السلطنة بصفة عامة؛ وذلك لأجوائها الجميلة وبحرها الطلق وموقعها الرائع على بحر العرب. وتشتهر نيابة الأشخرة -التي تبعد نحو 30 كلم عن ولاية جعلان بني بوعلي- بالمناخ المعتدل حيث تتراوح درجات الحرارة بها ما بين 18 و25 درجة مئوية، وتنفرد المنطقة بمقومات طبيعية جعلتها وجهة سياحية رائعة يعشقها محبو الطبيعة والجو البارد والبحر والشواطئ الرملية الذهبية الناعمة، علاوة على أنها تُعرف بأنها مأوى للكثير من تجمعات الطيور.. لمعرفة المزيد التقينا بالخبير السياحي طارق الراسبي ليحدّثنا عن تلك المنطقة. في البداية قال طارق الراسبي: «تتميّز الأشخرة بخصوصيتها المناخية والطبيعية، فمناخياً في الأوقات التي تشهد فيها بقية ولايات السلطنة ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، تنخفض درجات الحرارة في الأشخرة والقرى الساحلية لولاية جعلان بني بوعلي والممتدة على الشريط الساحلي لبحر العرب بدرجات متفاوتة من حيث البرودة، وطبيعياً تتنوع الطبيعة بالأشخرة ما بين المياه الصافية والشواطئ الجميلة والكثبان الرملية وهو ما جعلها منطقة للعديد من الأنشطة المختلفة التي يمكن أن يقوم بها السائح.

وجهة مثالية

وأكّد الراسبي على أن الأشخرة يعشقها محبو الطبيعة لجوها اللطيف وجمال شواطئها وكثبانها الرملية الممتدة، ولذا فقد اعتبرها البعض بأنها منطقة سياحية لكل المواسم؛ ففي الصيف يزورها الآلاف خاصة من الأخوة من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تُعرف بعد ظفار بمناخها وجوها المعتدل الذي يتأثر بهبوب الرياح الموسمية، كما أنها تتميّز في فصل الشتاء بالمناخ المعتدل مع الجو الصحو، وهي أيضاً وجهة مفضّلة خلال إجازات نهاية الأسبوع وفي الإجازات الأخرى إذ يتخذها المواطنون والمقيمون وجهة مثالية للسياحة والمتعة والاستجمام حيث لا تبعد كثيراً عن مسقط إذ يقدّر الوقت للوصول لها بأقل من ثلاث ساعات، وحتى من الولايات والمناطق المجاورة لها، وتُعرف أيضاً بأنها منطقة شهيرة للتخييم فهناك من يأتون لافتراش الرمال، كما أن هناك من يحجزون في الفنادق والاستراحات الموجودة بها، وهناك من يأتون وخاصة الأجانب لممارسة بعض الرياضات المائية ورياضات المغامرات.

رياضة مائية

الراسبي وصف المنطقة أيضاً بأنها واحدة من أهم المواقع المعروفة برياضة المغامرات ومنها الرياضات المائية وركوب الأمواج والتزلج على الألواح، وأن هناك كثيراً من الأشخاص من هواة تلك الألعاب والمغامرات يأتون دائماً إلى تلك المنطقة لممارسة هواياتهم المفضلة، وأنه قد جاء إليها خبيران أجنبيان في التدريب على التزلج على الألواح منذ فترة وقالا بأن تلك المنطقة تعدّ واحدة من أهم المناطق في السلطنة للتزلج على الألواح للمحترفين، ولكن تحتاج فقط إلى الدعاية والترويج لها كمكان فريد من نوعه في تلك الرياضة وخاصة في قرية الجفن. غير أن الراسبي أشار إلى أن الإشكالية التي تواجه «الأشخرة» كمنطقة سياحية هي نقص بعض الخدمات من مرافق ودورات مياه وغيرها، مشيراً إلى أن هناك حديثاً عن مشروع واجهة سياحية ضخم سيكون في المنطقة المواجهة لبيوت الشباب هناك، ويُقال بأنه معروض على بعض الشركات لتقوم بتنفيذه وسيضم واجهة سياحية وممشى واستراحات وغيرها.

منطقة الأخوار

أما يحيى الحسني -المدير التنفيذي لإحدى شركات السفر والسياحة- فقال إن الأشخرة تتميّز بأنها منطقة تضم العديد من الأخوار البحرية مثل: خور عويجه، وخور عمر، كما أنها تضم الأماكن الجبلية التي تحتوي على البرك المائية والواحات الخضراء الجميلة، وتوجد بها الصحاري ذات الرمال الذهبية الناعمة التي تستقطب المعجبين بهذه الطبيعة والمغامرين. وأشار إلى أن تلك المنطقة معروفة أيضاً بأنه يوجد بها موقع لحطام سفينة قديمة إذ يمكن أن يتم تحديده والترويج له وبذلك يكون واحداً من النقاط المهمة للزيارة والمعالم السياحية المعروفة بتلك النيابة. كما أشار الحسني إلى أن السائح ليس بمقدوره أن يستمتع بمنطقة الأشخرة وأجوائها المناخية الجميلة فحسب، إنما يمكنه أن يعرج إلى منطقة رأس الحد القريبة منها حيث تتمتع بشواطئها النظيفة النقية ورمالها الناعمة وطقسها المعتدل على مدار العام مما جعلها تُوصف بأنها مرتع للسياحة المستدامة، كما يمكن للسياح الاستمتاع بمشاهدة السلاحف، فهي المنطقة التي يوجد بها ثاني أكبر محمية سلاحف في العالم، حيث يمكن التمتع فيها بمشاهدة السلاحف الخضراء التي تعشش على شواطئها، ويمكن للسياح متابعة خروج السلاحف إلى رمال الشاطئ ووضعها للبيض. كما تتفرّد منطقة رأس الحد بخصوصية وجاذبية، وجمال الحياة الطبيعية، وهي قريبة تماماً من طابع وطبيعة الأشخرة من حيث الهدوء والسكينة، فهي تشكّل منتجعاً طبيعياً متكاملاً. وقال الحسني بأنه من المعروف عن رأس الحد أنها أول بقعة تشرق عليها الشمس في الوطن العربي. ووصفت رأس الحد بأنها من المناطق التي تعدّ موئلاً للعديد من أنواع الطيور في السلطنة، حيث تضم العشرات من أنواع الطيور الفريدة والجميلة، كما أنها أيضاً تضم العديد من الأخوار المائية التي تعدّ مكاناً مناسباً للعديد من أنواع الحيوانات، ومنها خوري (جراما، والحجر).