قطاع السياحة منظومة متكاملة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٥٦ ص
قطاع السياحة منظومة متكاملة

علي بن راشد المطاعني

النهوض بالسياحة في أي دولة عملية تكاملية بين العديد من الجهات المدنية والأمنيةْ، ويتواصل مرودها الاقتصادي والاجتماعي كلما تكاتفت تلك الجهات ذات العلاقة في تفعيل هذا القطاع والعكس صحيح أيضا، ولعل الإعلان عن إضافة جنسيات تمنح تأشيرات سياحية دون كفيل، أحد الجوانب التي تظهر أن مسؤولية النهوض بهذا القطاع ليست مسؤولية جهة بعينها.

إن الأسواق المصدرة للسياحة تشهد مستجدات متسارعة نتيجة للتطورات الاقتصادية في العديد من دول العالم، فاليوم أصبحت الهند والصين وروسيا على سبيل المثال وليس الحصر من أكبر الأسواق المصدرة للسياح في العالم، فمنح تسهيلات لهذه الجنسيات بدون أي عوائق تتعلق بالكفيل وغيره من القيود سيساهم في تدفق السياح للبلاد، وهكذا دواليك نضيف ديناميكية فاعلة للحركة السياحية مع أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لضبط أي سلوكيات أو تأثيرات غير متوافقة مع النظم والقوانين السارية بالبلاد.
إن زيادة التدفق السياحي ليس بالأمر السهل أو اليسير، كما يعتقد البعض ما لم تتكامل كل الجهود مجتمعة للنهوض بهذا القطاع، ومن حسن الطالع أن تأتي هذه التسهيلات السياحية في الوقت الذي تتهيأ فيه البلاد لنقلة نوعية في العديد من الجوانب المرتبطة بالسياحة كافتتاح المبنى الجديد لمطار مسقط الدولي واكتمال العديد من البنى الأساسية للقطاع السياحي وتزايد خطوط الطيران من وإلى السلطنة، فضلا عن تهيئة المجتمع لمرحلة الانفتاح السياحي الذي تحرص السلطنة على أن يتواكب والتسهيلات الجديدة واكتمال البنى الأساسية وجاهزية المجتمع لاستقبال الوفود السياحية القادمة عبر أريحية الحفاوة العُمانية المعروفة إقليميا ودوليا.
الكل يتفق على أهمية النهوض بقطاع السياحة والاستفادة من المقومات الطبيعية والحضارية الضاربة بجذورها في أعماق الأصالة فضلا عن العادات والتقاليد الراسخة والمميزة للهوية العُمانية وللإنسان العُماني.
بطبيعة الحال فإن الاستعجال في فتح الأبواب على مصراعيها للسياح، بما لا يتوافق مع القيم والمبادئ ويتعارض مع العادات والتقاليد، من شأنه أن يحدث ردود فعل عكسية تؤثر على العديد من الثوابت ويفرز سلوكيات غير إيجابية.
ندرك حقيقة أن الكل حريص على أمن وسلامة هذا الوطن في كل الجوانب المرتبطة بالأمن والسلم الاجتماعي ذاك أمر لا ريب فيه، ولكن معطيات الواقع في هذا العالم تتطلب أن نواكب المتغيرات الاقتصادية التي أصبحت تفرض علينا تنويع مصادر الدخل والتوسع في القطاعات الإنتاجية الخدمية غير النفطية‏، والانفتاح أكثر على العالم وهو ما يحب أن يتفهمه الجميع ويتعاطى معه بإيجابية، فنحن وفي الأصل جزء لا يتجزأ من القرية الكونية الصغيرة، نؤثر ونتأثر بكل تجلياته السلبية وعلينا في مطلق الأحوال الاستعداد لهذه التطورات بشكل متوازن.
نأمل أن نتوسع في منح التسهيلات للسياح كضرورة يتطلبها الاقتصاد في المراحل المقبلة لدواعي تنويع مصادر الدخل وإيجاد بدائل للنفط إضافة إلى أن التطورات المتسارعة في العالم تفضي لضرورة الانفتاح على العالم بكل أريحية.