«شباب عُمان» تختتم رحلتها وتعود إلى الوطن

بلادنا الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:١٥ ص
«شباب عُمان» تختتم رحلتها وتعود إلى الوطن

مسقط -
عادت إلى البلاد صباح أمس سفينة البحرية السلطانية العُمانية «شباب عُمان الثانية»، بعد أن شاركت في سباقات السفن بقارة أوروبا في رحلتها الدولية الثالثة «شراع الصداقة والسلام»، والتي جاءت تنفيذاً للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه.

وبهذه المناسبة نظمت البحرية السلطانية العُمانية حفل استقبال رسمي بميناء السلطان قابوس للسفينة «شباب عُمان الثانية»، برعاية الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي.
بدأت فعاليات الحفل بالتحية العسكرية لمعالي السيد راعي المناسبة الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، ولدى رسو السفينة، قام قائد السفينة بدعوة معاليه، وأصحاب المعالي والحضور للصعود إلى ظهر السفينة ولمصافحة وتحية طاقم السفينة وتهنئتهم بهذا الإنجاز ومشاركتهم الفاعلة في هذه الرحلة، وقد استمع معاليه وكبار المدعوين إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف الوطنية المتوخاة والإنجازات التي حققتها أثناء رحلتها الدولية.
بعد ذلك قام معالي الوزير والحضور بجولة في المعرض المصاحب الذي أقيم على هامش حفل استقبال السفينة، وقد ضم المعرض صوراً تحكي جزءاً من تاريخ الأمجاد البحرية للسلطنة، وأخرى تجسد دور السفينة في نشرها لرسائل الصداقة والسلام في مختلف المحطات والموانئ التي توقفت بها في رحلتها الأخيرة.
وبهذه المناسبة أدلى معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بتصريح قال فيه: «نحتفي اليوم بعودة سفينة شباب عُمان الثانية إلى أرض الوطن بعد رحلة دولية جابت خلالها العديد من الموانئ الدولية لمدة ستة أشهر، وذلك ترسيخاً للنهج السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في نشر رسالة السلام والوئام بين مختلف شعوب العالم، وتجديداً للتاريخ البحري العُماني المزدهر، وما الإنجازات والجوائز الدولية التي حققتها السفينة خلال هذه الرحلة إلا خير دليل على مدى الكفاءة التي يتمتع بها طاقم السفينة، وما بذلوه من جهود مخلصة وعمل متفان في سبيل تحقيق الرسالة الوطنية السامية التي انطلقت من أجلها، منتهزاً هذه المناسبة لتهنئة البحرية السلطانية العُمانية وطاقم السفينة على هذا الإنجاز المشرف وما حصدوه من جوائز عالمية في هذه الرحلة».
وقال قائد البحرية السلطانية العُمانية اللواء الركن بحري عبد الله بن خميس الرئيسي: «نحمد الله ونشكره على سلامة وصول سفينة البحرية السلطانية العُمانية شباب عُمان الثانية إلى أرض الوطن، بعد رحلة دامت قرابة ستة أشهر زارت خلالها 14 دولة، وذلك ترسيخاً للتوجيهات السامية من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه. وإن البحرية السلطانية العُمانية لتشعر بالفخر العظيم وهي تقوم بتسيير هذه السفينة الشراعية كسفير متنقل لعُمان يجوب البحار والمحيطات، وكقوة ناعمة شعارها الصداقة والسلام، فقد فتحت السفينة أبوابها للزوار في كل الموانئ معرّفة الجمهور الزائر بالموروث البحري العُماني وناشرة رسالة المحبة والصداقة والسلام من أرض السلام».
وقال قائد السفينة المقدم الركن بحري علي بن محمد الحوسني: «كل الحمد والشكر لله رب العالمين على عودة السفينة إلى أرض الوطن بعد رحلة استغرقت ستة أشهر حاملة معها العديد من الجوائز ومحققة مختلف المراكز خلال مشاركتها في مختلف المهرجانات والفعاليات البحرية الدولية، وهذا كله لم يتأت إلا بالدعم الذي لاقته السفينة وطاقمها من قبل القائمين عليها، والجهود المخلصة التي بذلها طاقم السفينة، وهذا الحفل الرسـمي الذي استقبلت به السفينة لهــو دليــل واضــح على المكانة التي حصلت عليــها الســفينة ســفير السلطنة للصداقة والسلام».
حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من أصحاب السعادة الولاة، وعدد من أصحاب الســعادة الســفراء المعتمدين لدى السلطنة، وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات بلدانهم بمسقط، وجمع من المدعوين.
وقد زارت السفينة خلال رحلتها التي استمرت ستة أشهر عدداً من الموانئ والدول الأوروبية، قطعت خلالها مسافة 15500 ميل بحري، وأقامت عدة معارض متنقلة، وشاركت في سباقات السفن الشراعية الطويلة، وعدد من الفعاليات والمهرجانات البحرية الدولية، وحصدت السفينة خلال هذه الرحلة العديد من الجوائز، وحققت الكثير من الإنجازات البحرية الدولية، فقد فازت بكأس الصداقة الدولية في ختام المهرجان البحري لسباق السفن الشراعية الطويلة للعام 2017 بجمهورية بولندا، كما نالت جائزة أحسن مسير لطواقم السفن المشاركة في مهرجان دين هيلدر بمملكة هولندا، وفي إطار مشاركتها في مهرجان مدينة (لوهافر) البحري بفرنسا، فازت السفينة بجائزة أجمل سفينة مشاركة في المهرجان، إضافة إلى العديد من الجوائز والإنجازات التي حققتها خلال هذه الرحلة.
وقد استغرقت رحلة شراع الصداقة والسلام ستة أشهر، وهي الرحلة الـ16 في تاريخ سفينة شباب عُمان «الأولى والثانية» والثالثة في تاريخ سفينة شباب عُمان الثانية، وأرخت أشرعتها في 14 محطة و17 ميناء حول العالم.
واستوعبت على متنها 90 بحاراً بينهم (54) بحاراً من طاقم السفينة و(36) متدرباً منهم (24) ذكراً و(12) من الإناث، استطاعوا أن يجددوا تاريخ البحارة العُمانيين الذين مخروا عباب البحار والمحيطات شرقاً وغرباً حاملين من الموروثات الحضارية والمنتجات التقليدية فضلاً عن رسائل السلام والصداقة بين شعوب العالم.

مسار رحلة السفينة

أبحرت سفينة البحرية السلطانية العُمانية «شباب عُمان الثانية» في رحلتها الدولية الثالثة في الثلاثين من أبريل العام 2017م من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، لترسو بعد ثلاثة أيام من الإبحار في بحر عُمان وبحر العرب بميناء صلالة في الثالث من مايو 2017م، وتمكث فيه مدة يومين للتزود بالوقود والمؤن استعداداً لإبحارها نحو البحر الأحمر عبر بحر العرب، ومروراً بخليج عدن ومضيق باب المندب، ثم رست في ميناء جدة الإسلامي بالمملكة العربية السعودية صباح يوم السبت الموافق 13 مايو 2017م بعد ثمانية أيام من الإبحار، وقد رافقتها خلال عبورها المحيط الهندي سفينة البحرية السلطانية العُمانية «المؤزر».

قناة السويس

أبحرت السفينة لمدة أربعة أيام في مياه البحر الأحمر شمالاً لترسو على المرسى المخصص لها في خليج السويس في 18 مايو 2017م، استعداداً لعبور قناة السويس بمعية الأسطول المبحر شمالاً إلى مياه البحر الأبيض المتوسط بعد (12) ساعة من الملاحة البحرية على طول القناة.

ميناء هيراكليون في اليونان

وميناء كتانيا في إيطاليا

بعد ثلاثة أيام من الإبحار الشاق ومواجهة الرياح الشمالية الشرقية وصلت شباب عُمان الثانية إلى ميناء هيراكيلون الواقع شمال جزيرة كريت اليونانية، وذلك صباح يوم الخميس الموافق 25 مايو 2017م، وشقت السفينة طريقها غرباً إلى ميناء «كتانيا» الإيطالي، فوصلت صباح يوم الأحد الموافق 28 مايو 2017م، وقد فتحت السفينة أبوابها للزوار معرّفة الجمهور الإيطالي بالموروث العُماني البحري وناشرة رسالة المحبة والصداقة والسلام، كما أقامت السفينة حفل استقبال رسمي.

ميناء العامرية بمملكة إسبانيا

عبرت السفينة مضيق مسينا الفاصل بين جزيرة صقلية والجمهورية الإيطالية غرباً نحو ميناء العامرية الذي وصلته بتاريخ 5 يونيو 2017م، وبعد سبعة أيام من الإبحار ومجابهة الرياح والأمواج على طول الساحل البرتغالي وخليج البسكاي وصلت السفينة في صباح السادس عشر من يونيو 2017م إلى قاعدة بريست البحرية في الجمهورية الفرنسية.

ميناء دين هيلدر بمملكة هولندا

واتجهت السفينة إلى بحر الشمال عبر القناة الإنجليزية ومضيق دوفر لتصل إلى ميناء دين هيلدر الهولندي يوم 22 يونيو 2017م للمشاركة في مهرجان دين هيلدر للإبحار الشراعي، فشارك طاقم السفينة مع طواقم (260) سفينة وقارباً شراعياً تمثل (18) بلداً في الاستعراض البحري التقليدي ومسير المشاة المصحوب بالمقطوعات الموسيقية في شوارع مدينة (دين هيلدر) التي اكتظت بالجماهير والمتفرجين من سكان المدينة والمقيمين والسائحين وزوار المهرجان، وحازت فيه السفينة على جائزة أفضل مسير لطواقم السفن المشاركة، وزار السفينة في هذا الميناء أكثر من (25) ألف زائر عبَّروا عن إعجابهم بالدور الرائد الذي تقوم به السفينة، وما تتمتع به من سمعة ومكانة طيبة في أوروبا.

ميناء هالمستاد بمملكة السويد

وفي 29 يونيو 2017م وصلت السفينة ميناء هالمستاد السويدي، وشارك طاقمها والمتدربون في مسير الطواقم بالمرور في شوارع مدينة هالمستاد، وفي ختام المهرجان حصلت السفينة على جوائز عدة، أهمها جائزة أطول مسافة قطعتها سفينة شراعية مشاركة بالسويد، والعديد من الجوائز الأخرى، بعدها غادرت السفينة ميناء هالمستاد السويدي أول محطة في سباق السفن الشراعية الطويلة للعام 2017م بتاريخ 03 يوليو 2017م في إبحار جماعي مع السفن المشاركة في طريقها إلى عمق بحر البلطيق عبر ممر الساوند الواقع بين مملكة السويد والدنمارك، وبدأت المرحلة الأولى من السباق مساء الرابع من يوليو 2017م، من جنوب مملكة السويد إلى شمال جمهورية أستونيا بمشاركة (56) سفينة شراعية واستمرت لمدة ستة أيام، وتمكنت من عبور خط النهاية صباح العاشر من يوليو 2017م كسادس سفينة من فئتها.

ميناء كوتكا بجمهورية فنلندا

في صباح يوم 11 يوليو 2017م وصلت السفينة إلى ميناء كوتكا الفنلندي وكان ثاني محطاتها في بحر البلطيق للمشاركة في مهرجان السفن الشراعية الطويلة، وحصلت على جائزة أفضل استعراض لمسير الطواقم وجائزة الاتصالات لأفضل سفينة تقوم بالتواصل بين السفن لدعم السباق، وقدم طاقم السفينة عروضاً تراثية عُمانية جرى خلالها عرض بعض اللوحات الموسيقية التقليدية العُمانية إلى جانب مأدبة إفطار عُماني تقليدي لطواقم السفن المشاركة في المهرجان، ومعرض للمنتجات الحرفية والتقليدية العُمانية، وبلغ عدد زوار السفينة ما يقارب (18) ألف زائر.

ميناء تالين بجمهورية أستونيا

وشاركت السفينة في مهرجان تالين البحري للعام 2017م، وقد تفضلت فخامة كريستي كاليولايد رئيسة جمهورية أستونيا بزيارة السفينة في 18 يوليو 2017م، وتجولت فخامتها في مختلف مرافق السفينة واطلعت على ما تحويه من تجهيزات ومعدات متطورة تمكنها من الإبحار في أعالي البحار حاملة رسالة المحبة والسلام من السلطنة إلى مختلف شعوب ودول العالم.

ميناء توركو بجمهورية فنلندا

ووصلت ميناء توركو الفنلندي في 19 يوليو 2017م للمشاركة في المهرجان البحري والفعاليات المصاحبة له كمسير طواقم السفن في شوارع المدينة، وفتحت السفينة أبوابها للزوار الذين بلغ عددهم ما يقارب (51270) زائراً.

ميناء كلابيدا بجمهورية ليتوانيا

ورست السفينة في ميناء كلابيدا الليتواني صباح يوم 27 يوليو 2017م للمشاركة في فعاليات المهرجان البحري الذي افتتحته فخامة داليا جريبا وسكايتي رئيسة جمهورية ليتوانيا، التي زارت السفينة وتجولت في مرافقها واطلعت على ما تحويه من تجهيزات ومعدات متطورة تمكنها من العمل في أعالي البحار، وقد أبدت فخامتها إعجابها بما قدمه طاقم السفينة من إيجاز عن مسار الرحلة وأهدافها الإنسانية والتدريبية.

ميناء ستيتشن بجمهورية بولندا

وجائزة الصداقة الدولية

في الرابع من أغسطس 2017م وصلت السفينة إلى ميناء ستيتشن بجمهورية بولندا المحطة الأخيرة لسباق السفن الشراعية الطويلة، وفتحت السفينة أبوابها للزوار، الذين بلغ إجمالي عددهم (82.000) زائر تعرفوا على مرافقها وما تحويه من صور، واختتمت فعاليات المهرجان بتسليم الجوائز للسفن الفائزة والمتميزة، وقد حصلت شباب عُمان الثانية على جائزة الصداقة الدولية للعام 2017م.

ميناء لوهافر بجمهورية فرنسا

أرخت السفينة أشرعتها في ميناء لوهافر الفرنسي للمشاركة في مهرجان لوهافر، وقد استقبل السفينة هناك ما يقرب من (54000) زائر تعرفوا على مرافق ومحتويات السفينة من الصور والمنشورات والمشغولات اليدوية التي تحمل عبق الحضارة العُمانية، وقد حصلت السفينة على جائزة أجمل سفينة شراعية مشاركة في المهرجان.