في جامعة السلطان قابوس وبمشاركة محلية ودولية «الهيمنـة الحضـريـة» يبحـثالتأثيرات على العمران التقليدي

بلادنا الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:١٧ ص
في جامعة السلطان قابوس وبمشاركة محلية ودولية

«الهيمنـة الحضـريـة» يبحـثالتأثيرات على العمران التقليدي

مسقط -
بتنظيم من مركز الدراسات العُمانية في جامعة السلطان قابوس وبمشاركة واسعة من الباحثين والمهتمين من داخل السلطنة وخارجها، افتتح صباح أمس الاثنين المؤتمر الدولي «الهيمنة الحضرية والنسيج العمراني التقليدي في سلطنة عُمان» الذي يستعرض 25 ورقة بحثية في أربعة محاور أساسية مقسمة على خمس جلسات على مدار يومين متتاليين.

يأتي تنظيم مركز الدراسات العُمانية لهذا المؤتمر تجسيداً للاهتمام العالمي والإقليمي والمحلي بهذا الموضوع الذي أصبح يشكل مصدر قلق في ظل ما تشهده مدن العالم من تحولات جذرية في أشكالها ووظائفها، الأمر الذي يبرز الحاجة إلى تكثيف الدراسات التي تُعنى بها. إذ يمكن للمتأمل في واقع المدن في المنطقة العربية بشكل عام، وفي منطقة الخليج بشكل خاص ملاحظة تأثير تلك التحولات خلال العقود الأربعة الفائتة، مما يعزز الحاجة إلى دراستها بشكل مستفيض.
ويسعى المؤتمر إلى التعريف بتأثيرات الهيمنة الحضرية على النسيج العمراني التقليدي العُماني، والتعريف بالقوانين والسياسات المنظمة لتأثيرات التمدد الحضري على البيئة التاريخية في عُمان، وبالتحديد التراث العمراني. كما يسعى إلى قياس مدى تأثير الخطط التنموية والإسكانية على النسيج العمراني التقليدي العُماني، بالإضافة إلى دراسة التغيرات المجتمعية المصاحبة للهيمنة الحضرية وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية، ودراسة دور الهجرة من الريف إلى المدن في نشوء الهيمنة الحضرية وانكماش النمو في المستقرات الريفية التقليدية. كذلك تبيان تأثير النمو الاقتصادي للمدن على الاقتصادات المحلية في المناطق الريفية، وانعكاسات ذلك على النسيج العمراني التقليدي. واستشراف مستقبل النسيج العمراني التقليدي العُماني واستدامته في ظل التحولات الناجمة عن الهيمنة الحضرية.
ويطرح المؤتمر أربعة محاور، إذ يستعرض المحور الأول واقع الهيمنة الحضرية، فيما يستعرض المحور الثاني تأثيرات الهيمنة الحضرية، ويأتي المحور الثالث حول سبل الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي، أما المحور الرابع فيستعرض القوانين والتشريعات المنظمة للتخطيط الحضري.
وفي مجال الاستفادة من التجارب الدولية في موضوع الهيمنة الحضرية وتأثيراتها يعرض المشاركون تجارب مختلفة من: مملكة البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية والجزائر والسودان واليمن. ويصاحب المؤتمر معرض فني بمشاركة وزارة التراث والثقافة، وكليتَي الهندسة والتربية بالجامعة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين التشكيليين العُمانيين، عرضت فيه صور فوتوغرافية ولوحات فنية تشكيلية.
جاء افتتاح المؤتمر برعاية نائب رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية سعادة د.عصام بن علي الرواس، وقد ألقى مدير مركز الدراسات العُمانية د.أحمد بن حمد الربعاني كلمة اللجنة المنظمة قال فيها: «نسعى مِن خلالِ هذا المؤتمرِ إلى التعرُّفِ على تأثيراتِ الهيمنة الحضريةِ على النسيجِ العمرانيِّ التقليديِّ العُمانيْ. إذ شهدتِ المدنُ العُمانيةُ طفرةً تنمويةً خلالَ العقودِ الأربعةِ الفائتة أدتْ إلى شُيُوعِ طابعِ التحضُّرِ مما يَستدعِيْ دراسةَ تأثيرِهِ عَلى الطابعِ العمرانيِّ، والهُويَّةِ المِعمَاريةْ».
كما ألقى الباحث الرئيس بالمركز الوطني للبحوث العلمية بالشرق الأوسط والقرن الإفريقي د.مارك لافيرجان محاضرة بعنوان «إلى أي مدى يمكن عد الهيمنة الحضرية أداة للتطوير»، قال فيها: «لا يمكن التصدي لمسألة الهيمنة الحضرية، ولكنها قد تثير تساؤلاً حول الآثار الجانبية للتركيز السريع والتوسع الحضري للسكان في هذه المناطق الحضرية الجديدة من حيث التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والدور الذي تتركه للمراكز الإقليمية فيما يتعلق بجميع المحليات الصغيرة، بغض النظر عن التوزيع العادل للرعاية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية الذي تمنحه لهم الدولة».
بعد ذلك افتُتح المعرض المصاحب للمؤتمر. وقد ابتدأت الجلسة الأولى برئاسة د.نعيمة بنكاري، ثم الجلسة الثانية التي ترأسها د.مصطفى حموش.
ومن المؤمل أن يكمل المؤتمر جلساته اليوم الثلاثاء، إذ تتضمن كل من الجلستين الثالثة والرابعة خمس أوراق عمل، ويترأس الجلسة الثالثة د.مارك لافيرجان، فيما يترأس الجلسة الرابعة د.أبو بكر محمد عثمان آدم.