الزدجالية.. توثيق الملابس التقليدية العُمانية بالرسم

مزاج الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٦ ص
الزدجالية..

توثيق الملابس التقليدية العُمانية بالرسم

الحمراء - طالب بن علي الخياري

تعلمت الفن ليكون رفيق دربها ومشوارها الأبدي في هذه الحياة، مناضلة في ثناياه، فاتخذت لنفسها موضعاً مع الكبار لتعبِّر عن شعورها وأحاسيسها الدافئة المتوقدة. إنها الفنانة التشكيلية العمانية جميلة بنت مال الله بن محمد الزدجالية، والتي عُرفت بلوحاتها ذات الطابع التوثيقي للحياة اليومية العمانية من ملبس وطبيعة وزخارف.

وعن مخاض بدايتها تقول: «كانت بدايتي الأولى من المدرسة، كنت أحب الخط العربي كثيراً ولتنمية هذه الموهبة ولحبي الشديد للخط العربي، التحقت بمعهد الخط العربي في القرم ثم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وبعدها التحقت بمرسم الشباب كعضوة فيه سنة 1994».

وتتابع: «قصتي مع الفن لم تبدأ فقط من أجل تحقيق مكسب مادي أو شهرة، وإنما أصبحت وبلا منازع جزءاً لا يتجزأ من حياتي، فالفن عمل إبداعي يحتاج لمهارة عالية وسيطرة واتزان، وأنا أجدني متأثرة بالفنان التشكيلي العماني «أنور سونيا»، رائد الفن التشكيلي في سلطنة عُمان، لذلك أحاول تعلم كل شيء مما تضعه أنامله الفنية الزاهرة».

الموروث العُماني

وحول الرسالة التي تحملها أعمالها والاتجاه الذي اختارته لنفسها، تقول: «اتخذت لنفسي جانباً آخر من جوانب الفن يتمثل في الموروث العماني من حيث رسم الملابس التقليدية القديمة العمانية والحلي ورسم الخطوط والزخارف على الملابس، ورسم أشكال النساء العمانيات وهن يلبسن الزي العماني الأصيل، فمن حق المرأة العمانية أن تظهر بهذا الزي، وأن يتعرف عليها العالم عن طريق رسالة الفن الذي هو من أهم الرسالات العالمية».

وتضيف: «الأزياء العمانية متعددة وكثيرة، وتختلف من محافظة إلى أخرى من حيث الشكل والألوان والطريقة، لذا أحاول جاهدة رسم هذه الأزياء لتوثيقها أولاً، وثانياً للحفاظ عليها للأجيال المقبلة، خصوصاً في هذا العصر، عصر الحداثة والتقنية الذي نخاف فيه أن تذهب أزياؤنا العمانية مع ذرات الغبار وتضيع».
وتضيف الزدجالية: «فضَّلت هذا المجال لأني أريد أن أوصل رسالة للمجتمع عن الموروث الثقافي الخاص بالملابس العمانية القديمة. هذا المفهوم لا بد لنا أن نسابق فيه الزمن لكي نصل في النهاية إلى مكنونات الفن والزخارف التي تزين وتزخرف ملابسنا».

مشاركات عديدة

شاركت الفنانة جميلة في معارض كثيرة محلياً وخارجياً، وعن ذلك تقول: «شاركت في معارض كثيرة، أولها كان في دولة البرازيل، ثم أقمت معرضي الشخصي في السلطنة، أما ثالث مشاركة لي فكانت في روما بإيطاليا».

وتضيف: «لي الفخر أيضاً بالمشاركة في إنجاز أطول لوحه بالعالم في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في إمارة دبي العام 1997، وأيضاً في إنجاز أكبر لوحة في العالم بسلطنة عُمان في العام 2000، وكانت لي مشاركة في تنفيذ أطول لوحه «جداريات» بشاطئ صور، ومشاركات أخرى محلية ودولية».

واختتمت الزدجالية كلامها بالحديث عن الطموح الذي يراودها في عالم الفن والأزياء، وتقول: «أسعى بشكل حثيث لإقامة معرض خاص بي، وهو هدفي المستقبلي وخطوتي الجديدة التي أتمنى أن ترى النور في العام المقبل».