أبناؤنا و«منهج كامبريدج».. إلى أين؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٣٢ ص
أبناؤنا و«منهج كامبريدج».. إلى أين؟

ناصر العموري

مناشدة تربوية أبوية خالصة وصلت لعمود نبض قلم. ومن باب المصادفة أنها تزامنت مع الموضوع نفسه الذي انتشر مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتراض أولياء الأمور على كيفية تدريس «منهج كامبريدج» في مادة الرياضيات للصفوف الدنيا في التعليم الأساسي، وكثر الحديث مؤخراً وازداد النقاش حول هذا البرنامج لدى الرأي العام، لاسيما من طرف أولياء الأمور. نطرح لكم المناشدة كما وصلت، وكما عودناكم بكل أمانة ومصداقية:

«نرحب بعمود نبض قلم، ونشيد بدوره في طرح القضايا المجتمعية الخاصة بالمجتمع العماني على صفحات صحيفة «الشبيبة» الغرَّاء، ونود هنا أن يتبنى طرح موضوع تطبيق «منهج كامبريدج» على صفوف التعليم الأساسي، هذا المنهج الذي نعتبره نحن منهجاً دخيلاً وغريباً على أبنائنا الطلبة في جميع المراحل، فما بالك بالصفوف الدنيا. منهج وكأنه هبط من السماء فجأة، فلا استعداد من قبل الوزارة في تأهيل المدرسين والمشرفين بالقدر الكافي من خلال المشاغل التربوية، ولا حتى تهيئة أولياء الأمور من خلال شرح توصيفي للمادة، والنتيجة كما رأينا امتعاضاً اً من قبل أولياء الأمور على هذا المنهج، وصعوبة في الفهم والاستيعاب من قبل الطلبة؛ ما ولَّد كرهاً لمادة الرياضيات لدى أبنائنا، وهم يشاهدوننا كأولياء أمور عاجزين عن مراجعة هذه المادة لهم ومساعدتهم في حل واجباتهم المدرسية، فكيف بالنسبة لهم؟!
ففي الدول المتقدمة في مجال التعليم يجري تلقين الطلبة في الصفوف الدنيا على مراحل متدرجة، بل يجري خلط التعليم بالترفيه حتى يتقبله النشء الصغار الذين خرجوا لتوهم من بيت ذويهم إلى عالم الدراسة الواسع. ولكن أن تصدم الطالب في مرحلة مبكرة من عمره بمثل هذا المنهج الصعب بالنسبة للمعلم والمشرف فما بالك للأبوين، فهذا لا مبرر له!
ومن هذا المنبر منبر عمود نبض قلم، نطالب وزارة التربية والتعليم بمراجعة آلية تطبيق هذا المنهج من حيث تسهيل تدريسه للطلبة، وتأهيل المدرسين والمشرفين لمادة الرياضيات بشكل أكبر عما هو عليه الآن، وتوصيف هذا المنهج لأولياء الأمور من خلال شرح موجزٍ وكافٍ قبل الدخول في معمعة تطبيقه والتي أثارت جدلاً كبيراً».

 
مناشدة -في اعتقادي- أوضحت واقع الحال بكل تجلياته، وقدمت شرحاً وافياً عمَّا يعانيه أولياء الأمور، بل حتى المدرسون والمشرفون على مادة الرياضيات، نتيجة لقلة تأهيلهم في استيعاب المنهج المذكور. نعم، لا بأس من التطوير في المناهج والاستفادة من الخبرات العالمية، وهذا يحسب لوزارة التربية والتعليم بلا شك، ولكن يجب أن يكون وفق أسس وخطوات متدرجة عوضاً عن أن يكون بشكل مباشر وفوري.

والسؤال هنا، هل جرى استخلاص الإيجابيات ومعرفة أوجه القصور عند تطبيق المنهج خلال العام الفائت بشكل تجريبي في عدد من مدارس التعليم الأساسي بمناطق تعليمية مختلفة بالسلطنة؟ وهل أخذت الوزارة في اعتبارها قبل تطبيق البرنامج أن فوارق الذكاء والاستيعاب بين الطلبة غير متساوية؟ وهنا يكمن الفرق في استيعابهم للمنهج من عدمه؟!
أتمنى أن تأخذ وزارة التربية والتعليم ملاحظات أولياء الأمور قيد الاهتمام والدراسة، وأن يجري تعديل المسار في أقرب وقت، فالهدف واحد وإن اختلفت الطرق، وهو صنع جيل واعٍ متعلم محب وشغوف بالدراسة.

«خارج النص»

عمود نبض قلم، صوتك ومرآتك، وليس حكراً على كاتبه، فإذا كانت لديك ملاحظة أو وجهة نظر معينة أو نقد بنَّاء يخدم الصالح العام فلا تتردد في التواصل عبر البريد الإلكتروني، فكلنا في خدمة عُمان فداء.