صحراء عمان بوابة لاكتشاف المريخ

بلادنا السبت ٠٤/نوفمبر/٢٠١٧ ٢١:٥٣ م
صحراء عمان بوابة لاكتشاف المريخ

ترجمة- ش
في واحدة من التجارب العلمية الفريدة من نوعها، أنهى فريق من علماء الفضاء التابعين لمنتدى الفضاء النمساوي، الأعمال التحضيرية لبعثة محاكاة الحياة على المريخ في صحراء ظفار العمانية القاحلة، وهي المهمة التي تساعد في تمهيد الطريق إلى الكوكب الأحمر.. من هذا المنطلق تُعد صحراء عمان بوابة للحياة على سطح المريخ.
وقد وصل طاقم الفريق العلمي الجماعي القائم على المتطوعين إلى عمان للبدء في التحضير لبعثة محاكاة مدتها أربعة أسابيع من المقرر أن تبدأ في العام المقبل من أجل وضع الأساس لمحاكاة المريخ.
وفي مطار "مارمول" الجنوبي، وهو موقع بعيد يستخدمه عمال النفط، قام الفريق المكون من خمسة أشخاص بصحبة نظرائهم العمانيين الذين يرتدون أثوابا بيضاء واضحة بمغامرة في أعماق الصحراء تحت الشمس الحارقة، حيث كان عددهم نحو أربعة وأربعين شخصا.وقد انحسرت حولهم منشآت النفط وظلت الهضاب الصخرية تحيط بهم وسط الأنهار الرملية القديمة بقدر ما يمكن للعين أن ترى. ثم قاموا بنشر الخرائط على أغطية المركبات.
وقال "ألكسندر سوسيك"، المدير الرئيسي للبعثة التي أطلق عليها "أمادي -18" لوكالة فرانس برس: "نريد محاكاة المريخ على الأرض، ولذلك نحتاج إلى مكان يشبه المريخ قدر الإمكان، ووجدنا هذا المكان هنا في عمان، وكان الفريق يسعى إلى تحديد موقع معسكر القاعدة للمحاكاة، الذي سيعقد في شباط / فبراير".
وفي إطار تصور سوسيك لهذه المهمة العلمية الخيالية، إضاف: "البشر القادمون من الأرض سوف يهبطون هنا في هذا الموقع بعد ستة أشهر من السفر عبر الفضاء.. إنها محاكاة، بالطبع! .. لكن عندما نطير إلى المريخ في الواقع، سنحتاج إلى أكبر عدد ممكن من الأسئلة التي تم الرد عليها حتى نكون مستعدين بشكل جيد".
وخلال هذه المهمة سيقوم الفريق بسلسلة من التجارب منها زراعة الخضر دون تربة فى قوارير مائية، واختبار مركبة "تومبلويد" ذاتية التحكم التى تقوم بتخطيط التضاريس.
وأضاف سوسيك: هناك عدد قليل جدا من المجموعات العلمية على هذا الكوكب تقوم باختبار هذه الإجراءات والقيام بهذه المحاكاة عالية الدقة، ونحن نمثل واحدة من هذه المجموعات، ويأمل الفريق في أن تساعد هذه المحاكاة على وضع أدوات وإجراءات مستقبلية للبعثة المأهولة الأولى إلى المريخ والتي من المزمع إطلاقها في 2030 وفقا لما أعلنته وكالة ناسا.
ومن جانبه يتوقع القائد الميداني "جيرنوت غرويمر"، أحد أبرز أعضاء الفريق النمساوي، أن تنطلق أول رحلة بشرية مأهولة إلى المريخ من خلال مجموعة تضم الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وربما الصين، وذلك لإطلاق أول إنسان يضع قدمه على الكوكب الأحمر".
وقال غرومر: "ما سنشاهده هنا في حوالي 100 يوم سيكون معاينة مستقبلية، وهذه الجهود تشمل التجارب المصممة لاختبار العوامل البشرية التي يمكن أن تؤثر على رواد الفضاء، مثل التعب العقلي والاكتئاب".
وأضاف: 15 شخصا فقط سيدخلون مرحلة العزل، وعندما يكون طريقهم الوحيد لاستكشاف الأعطال التي يتعرضون لها سيكون من خلال الاتصال عن بعد مع "الأرض" في النمسا.
ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي نصف مليون يورو، تغطيها أساسا تبرعات خاصة من الشركاء مجال الصناعة.
وعلى صعيد آخر يوجه البعض انتقادات لاذعة لهذه المبالغ الطائلة التي يتم إنفاقها على البعثات الفضائية، ويصفون هذا الإنفاق بالترف في الوقت الذي تزداد فيه معدلات التقشف في أوروبا وانخفاض أسعار النفط في الخليج من ناحية أخرى.
لكن منتدى الفضاء النمساوي يرى أن المال لا يجري "طرحه في الفضاء" وأن الأدوات التي يجري تطويرها ليست مفيدة فقط للحياة على كوكب بعيد بل بالنسبة لنا على الأرض.
ويقول غرويمر: "إن معظم الناس يستخدمون يوميا عددا قليلا من تقنيات الفضاء دون أن يعرفوا ذلك".
وقد وقع منتدى الفضاء النمساوي، يوم الإثنين الفائت، مذكرة تفاهم مع عمان، لتصبح السلطة مسئولة عن أعمال البعثة.
وكانت الجمعية الفلكية العمانية، قد دعت منتدى الفضاء النمساوي، ورأت أن البعثة هي وسيلة لإلهام شباب البلاد. وتجري سلسلة من المحاضرات في مسجد السلطان قابوس الكبير في مسقط، موجهة بشكل خاص نحو مئات الطلاب الشباب.
وقال "الخطاب غالب الهنائي"، نائب رئيس اللجنة التوجيهية ونائب رئيس مجلس الدولة العماني، أن فريقا من المدارس الثانوية سيشارك في إجراء تجربة جيوفيزيائية للعثور على المياه.
وقال جيولوجي: "إن الفكرة كلها هي إشعال الخيال داخل المجتمع الشبابي في عمان، الإناث والذكور، وآمل أن تساعدهم رحلة الاكتشاف هذه على البحث دائما عن المجهول.
المصدر: phys.org