إياد اليافعي: التصوير الجوي هو المستقبل

مزاج الاثنين ١٣/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
إياد اليافعي:

التصوير الجوي هو المستقبل

ظفار - عادل بن سعيد اليافعي

يعدُّ إياد محمد عبدالإله حسين اليافعي واحداً من الشباب الشغوفين بالتصوير وبالأخص الجوي منه، إذ له العديد من الإبداعات والمساهمات في هذا المجال، وكان آخرها إعداد مقاطع يومية للسياحة بمحافظة ظفار من خلال أحد البرامج التلفزيونية العمانية، وهو يعمل في القسم التجاري لدى الشركة العمانية لإدارة المطارات بمطار صلالة، ويحمل شهادة بكالوريوس في قسم الموارد البشرية من الكلية التقنية بصلالة.

والدي السبب

يتحدث إياد عن بدايات شغفه بالتصوير وتطور موهبته، فيقول: «يعود شغف هذه الفكرة إلى العام 1992 عندما كان والدي -رحمه الله- يُحضر كاميرا فيديو ويجمع العائلة في المناسبات لتصويرنا كذكرى لنا، واستمر ذلك بشكل اعتيادي حتى العام 1998، فترسخت تلك المشاهد في ذهني وتمنيت لو أستطيع حمل تلك الكاميرا الكبيرة على كتفي والتصوير بها كما يفعل والدي وبقية إخوتي الكبار، ولكن نظراً لصغر سني وحجم الكاميرا الكبير في تلك المرحلة لم أتمكن من التصوير. في العام 2000 تحقق الحلم عندما اشترى شقيقاي وليد ومروان كاميرا من نوع باناسونيك لأجل استخدامها في تصوير وتوثيق مناسبات الأسرة بشكل خاص والأصدقاء».
ويضيف: «أول الأفكار التي كانت مصدر إلهام لدخولي في عالم التصوير والمونتاج هي قناة العطلة التي كانت فكرتها تقوم على تصوير مشاهد طريفة تحدث أثناء التصوير، وإضافة مؤثرات صوتية عليها لإضفاء بعض من طابع المرح، وجاءت هذه الفكرة صدفة عندما قام حسين أخي بتصوير مشهد ظريف عن طريق الصدفة حدث بين حسن وعبدالإله أخواي الصغيران، وقام بمزج بعض المؤثرات الصوتية فكانت النتيجة مشهد عراك ساخراً بأصوات مضحكة، قمت بتكرار مثل هذه المشاهد مع أصدقائي ولكن بطرق مختلفة، وكانت مثل هذه المشاهد تلقى رواجاً بين أفراد الأسرة والأصدقاء خصوصاً في تلك الأيام، والتي لم يكن فيها عالم برامج التواصل الاجتماعي كما هو عليه في أيامنا هذه».

تكاليف محدودة

ويتابع إياد حديثه عن الأدوات المستخدمة في تلك المرحلة فيقول: «كانت الأمور تجري بسلاسة وبساطة، والأدوات هي كمبيوتر قديم وكاميرا تصوير صغيرة وبرامج مونتاج مجانية، كانت التكاليف محدودة تكاد لا تتعدى حاجز الـ200 ريال عماني، والتي هي أصلاً لا تعود ملكيتها لي، واستمررت بتصوير هذه المقاطع حتى العام 2009، حيث توقفت عجلة الإنتاج بشكل شبه كامل لأسباب أسرية، ولكي تعود في العام 2012 ولكن بشكل أقوى، إذ تنوعت الأدوات المستخدمة في العمل وقمت بشراء كمبيوتر وبرامج مونتاج احترافية، وبدأت في أخذ دروس في هذا المجال الواسع».

طائرة «فانتوم»

في بداية العام 2016 اقتنى إياد الطائرة المتحكم بها عن بعد، والتي يطلق عليها اسم «فانتوم»، وكان اقتناء هذه الطائرة نقلة بالنسبة له، فقد دخل عالم التصوير الجوي فعلياً، يقول: «في هذه المرحلة تمازج حبي للتصوير واللمسات الجميلة مع باستخدام برامج المونتاج الاحترافية، وهنا بداية القصة». واستطرد اليافعي: «تعد المشاركات الداخلية والخارجية من الأمور المهمة لكل مصور فهي توسع آفاقه المعرفية، ولكن المشاركة الأبرز في هذا المجال بالنسبة لي كانت المشاركة في برنامج «من صلالة» للعام 2017، إذ قدمت فقرة باسم «سحاب» تكامل فيها العمل من تصوير ومونتاج لعدة أماكن جميلة في محافظة ظفار الرائعة، وتعدُّ هذه المشاركة الأبرز لي والتي أتشرف بأن أكون جزءاً من هذا العمل المميز عبر شاشة تلفزيون سلطنة عمان». ويضيف: «كانت المشاركة بالنسبة لي خطوة رائعة بأن أنقل الأعمال والجهود المبذولة إلى المشاهدين الكرام، وخصوصاً عبر شاشة يتابعها الكثير من الناس في موسم الخريف الجميل، أيضاً كانت حافزاً لي لأقدم الكثير والمزيد من الأعمال الفريدة من نوعها خصوصاً بعد استحسان فقرة «سحاب» من قِبل الكثير من المتابعين للبرنامج».

التصوير الجوي

وحول أهمية التخصص في جانب محدد يقول اليافعي: «هناك الكثير من الجوانب يمكن التميز بها في التصوير بلا شك، أنا أخذت جانب التصوير الجوي فهو يقدم مميزات رائعة للمصور، فسابقاً كان يحتاج المصور إلى بذل الجهد الكبير للوصول إلى مكان معين لتصوير زوايا محددة سائراً على الأقدام ومتسلقاً الجبال والأماكن الوعرة مخاطراً بنفسه لأخذ صورة أو صورتين، أما الآن فيمكن للمصور أن يرسل الطائرة إلى تلك النقطة ويقوم بالتقاط صور مختلفة من ارتفاعات عدة في وقت قصير وبنتائج تصوير رائعة. أعتقد أنه مع انتشار الطائرات بدون طيار تكون قد أتيحت الكثير من الخيارات للمصورين، كما أنها قللت المسافات واختصرت الوقت، فالمصور بإمكانه استخدام السماء الواسعة كنقطة تصوير».

نحتاج مرونة

أما ما يخص هذه الهواية، وما يواجهها من عراقيل وصعوبات، يقول اليافعي: «إن أبرز الصعاب هي شح توافر هذه الطائرة ومستلزماتها وصيانتها في السوق المحلي، كما أن امتلاكها يتطلب تصريحاً، وهو الأمر غير المتوفر إلا لفترة زمنية محددة وبأسعار باهظة الثمن، أيضاً أحد أبرز الصعاب هي أنه يحظر استخدام الطائرة بدون طيار في بعض الأماكن السياحية والتي يرتادها السياح، والتي هي تعدُّ أحد أفضل الأماكن السياحية بالمحافظة، ويتطلب الأمر أن يجري اختيار أوقات يكون وجود الزوار فيها أشبه بالمعدوم حتى يسهل أمر التصوير، أو أقوم بتصوير أماكن أخرى لا يرتادها الزوار، وتشكل الأجواء أحد العوامل الرئيسية في إمكانية التصوير من عدمه، فالأجواء الماطرة والضبابية والعاصفة عوامل تجعل من التصوير الجوي استحالة، لذا يتوجب متابعة تنبؤات الأجواء أولاً بأول».

جمعية رسمية

وتمنى إياد أن يلاقي مستخدمو هذه الطائرات اهتماماً أكبر، وأن يجري تخصيص جمعية رسمية متخصصة لكل ما يتعلق بهذا العالم الواسع والحديث، ويقول: «التصوير الجوي هو مستقبل تصوير الفيديو في المرحلة المقبلة؛ لذلك يجب التركيز على الاهتمام به، كما أنني أطمح لتقديم صورة مختلفة عن محافظة ظفار خاصة، وعن سلطنة عمان عامة إلى العالم الخارجي، وما تحتويه هذه الأرض الجميلة من بيئة متنوعة ورائعة تجذب السياح من مختلف العالم لزيارتها من خلال عدسة الطائرة، وبأساليب جديدة تختلف عن الصورة المعتاد تقديمها للمشاهد، كما أتمنى أن يكون هناك دور فعلي للجمعية العمانية للتصوير الضوئي في دعم هذا النوع من التصوير، والأخذ بيدهم وعمل كل ما هو مساند لهم من دورات وورش تطور قدراتهم، والتعرف على كل ما هو جديد في هذا العالم المستقبلي».

احتواؤنا مهم

ويتوجه إياد بالطلب إلى كل الجهات المختصة في مجال التصوير وخصوصاً التصوير الجوي وعلى رأسها هيئة الطيران المدني «باكا» أن يجري تخصيص مساحة اهتمام أكبر لاحتواء هذا النوع من التصوير الرائع، والذي يرسم شكلاً جديداً لمفهوم تصوير الفيديو، فقد أصبح هذا المجال في كثير من دول العالم محل اهتمام كبير، ويجري توفير المساحة الكافية لاحتوائه وتطويره والاستفادة مما يوفره من خيارات عدة تسهم في الدفع بعجلة الإبداع في عالم التصوير؛ «لذلك أشدد وأقول: عجلة التطور مستمرة لا محالة، فلا بد من الاستفادة منها».