"لا تتركوه وحيداً".. المسن في مواجهة الشيخوخة

مزاج الثلاثاء ١٤/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٩ ص
"لا تتركوه وحيداً"..
المسن في مواجهة الشيخوخة

خاص - ش

تعتبر الشيخوخة عملية بيولوجية طبيعية تخضع لها جميع الكائنات الحية، وتبدأ منذ سن مبكرة وتستمر مدى الحياة، ولا يمكن إيقافها أو منعها، ولكن بالرعاية الخاصة يمكن إبطاء هذه العملية وتأخير أو منع ظهور كثير من أنواع الضعف والعجز التي تُشاهَد لدى المسنين كلما تقدم بهم السن.
ووفق التعريف العالمي للمسن يُطلق على كل من بلغ أو تجاوز سن الـ60 عاماً، وتختلف حالة المسن بحسب الصحة والمرض والنشاط ونوعية الحياة، وهذه الاختلافات تحدد نوعية الخدمة المطلوبة، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً في أعداد المسنين.
وتوصلت الدراسات الحديثة إلى أنّ أفضل وسائل لرعاية المسن هو توفير الرعاية الصحية له في منزله وبين أسرته، أو توفير الأسرة البديلة، والسلطنة حرصت على أن يكون مبدأ رعاية المسن والاهتمام به واجب ومسؤولية الأسرة وأفراد المجتمع. حيث إن ديننا الحنيف أوصى برعاية المسنين والاعتناء بهم. ومن هذا المنطلق حرصت حكومة السلطنة على الاهتمام بتلك الفئة من خلال إنشاء البرنامج الوطني لرعاية المسنين وتم تفعيله اعتباراً من العام 2011م.

البرنامج الوطني
يعدُّ البرنامج الوطني لرعاية المسنين برنامجاً مشتركاً تتعاون فيه وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والجمعية العُمانية لأصدقاء المسنين وفئات المجتمع المختلفة.
تم إنشاء البرنامج لتحسين الخدمات الصحية وصحة البيئة وهو ما أدى إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع للمواطن العُماني، وزيادة نسبة المسنين في السلطنة، ولكون كبار السن من فئات المجتمع الضعيفة والتي تحتاج لعناية خاصة، فقد أنشئ البرنامج بهدف تقديم خدمات نوعية للمسنين تتناسب مع مرحلتهم العمرية على أن تكون تلك الخدمات المقدمة خدمات نوعية وفعلية تتناسب مع حالة المسن الصحية والاجتماعية، يُهدف منها تحسين نوعية الحياة للمسن والارتقاء بمعرفة الأسرة والمجتمع حول المشاكل الصحية والاجتماعية للمسنين وتشجيع الأسرة والمجتمع للمساهمة الفاعلة في تقديم رعاية أفضل للمسنين والاهتمام بتلك الفئة بالطريقة الصحيحة التي تناسب احتياجاتهم.
يقدّم البرنامج الوطني لرعاية المسنين خدماته من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية ومنه يتم تقييم حالة المسن الصحية والنفسية والاجتماعية، وبناءً على ذلك التقييم يتم تصنيف المسن بحسب حاجته وتحويله إلى الجهات المعنية بحسب احتياجاته الصحية والنفسية والاجتماعية والعمل على توفير تلك الاحتياجات والاهتمام به حتى يتحقق للمسن حياة أفضل وأحسن في تلك المرحلة العمرية الخاصة.
إنّ للمسنين متطلبات خاصة في التعامل معهم من جميع الجوانب سواء كانت صحية واجتماعية ونفسية وبيئية؛ فعلى الجميع أن يتعرّف على كيفية التعامل معهم بل التدريب على ذلك. فالبرنامج الوطني لرعاية المسنين من أهدافه أيضاً توعية وتدريب وتأهيل الأسرة على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المسن والاهتمام به وكيفية رعايته.

أمراض عديدة
من المعروف أن هناك العديد من التغيّرات المصاحبة لكبير السن وهذه التغيّرات تصيب الأعضاء الداخلية والخارجية للمسن. وهناك بعض الأمور التي من الأهمية بالإمكان مراعاتها في المنزل الذي يوجد فيه كبير السن والتي بالتأكيد تكفل له الوقاية من العديد من المشاكل التي من الممكن أن يتعرّض لها وتتم رعاية المسن من كل الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.
وكما هو معروف أن فترة الشيخوخة تصاحبها بعض الأمراض والمشاكل الصحية مثل (الضغط، السكري، أمراض القلب، ضعف العظام، ضعف السمع، مشاكل البصر، الاكتئاب، ضعف الذاكرة ومرض الزهايمر، قلة ساعات النوم ليلاً، تقرحات الفراش، عدم التحكم في الإخراج، والإمساك) لذا فمن المهم الحصول العناية الصحية المناسبة ومحاولة مراقبة التطورات المرضية لحالة المسن الصحية ومراجعة الطبيب بهدف علاج الأمراض مبكراً.

هكذا تعتني به
والعناية بالمسن تعتمد على حالة الصحية والإمكانيات المتاحة من قِبل مقدم الرعاية وبيته وبيئته ومن ذلك الاعتناء بنظافة المسن الشخصية والعامة بما فيها البيئة المحيطة به، الاهتمام بأداء التمرينات الرياضية المناسبة لهم يومياً للمسنين القادرين، الاهتمام بتناول الغذاء الصحي والمتوازن، اتباع أساليب الوقاية من الحوادث والإصابات، الاهتمام بأوقات تناولهم للأدوية ومتابعة تطورات حالتهم الصحية باستمرار من خلال مراجعة الطبيب.
والمسنون يصابون بالانعزالية والاكتئاب ويشعر المسن بالأسى والحزن والإحساس بالحرمان من دفء العلاقات الإنسانية. وتتسم الحياة الاجتماعية للمسنين بفتور عام نتيجة الضعف والتدهور البدني مما يؤدي إلى انقطاع أنشطة المسن داخل وخارج الأسرة وهذا بدوره قد يؤدي لإصابته بالوحدة. ولتجنب ذلك علينا الاهتمام أن يكون للمسن دور يملأ به حياته ويمنحه الإحساس بقيمته وبحاجة الآخرين إليه مثل: السماح له بإبداء الرأي والمشورة، عدم إهماله أو عزله في غرفة منفصلة، مشاركة المسن بأي عمل مهما كان بسيطاً، البقاء بجانبه لتقديم العون والمساعدة، والسماح له بالاشتراك في الأنشطة الترفيهية والرياضية والاجتماعية والعائلية أو الوطنية.

د.نهال عفيفي
أخصائية طب عام