تباشير نوفمبر المجيد

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٤/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٢:٤٦ ص
تباشير نوفمبر المجيد

علي بن راشد المطاعني

مع إطلالة العيد الوطني السابع والأربعين تتوالى توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لأبناء شعبه الوفي، في هذه الأيام المباركة، بما يحقق الحياة الكريمة للمواطنين، وبخاصة ذوي الدخل المحدود وشرائح الضمان الاجتماعي التي تحظى باهتمام خاص من لدن جلالته لإيمانه الكبير بأهمية تخفيف الأعباء الحياتية عنها.

ولعل توجيهات جلالته بمنح فئات الضمان الاجتماعي مع تباشير العيد الوطني المجيد واستمرار تقديمها في عيد الفطر والأضحى المبارك المقبلين، وتوجيهات جلالته بتخصيص 100 مليون ريال لدعم ذوي الدخل المحدود تخفيفا للآثار المترتبة على تحرير أسعار الوقود، تعكس مدى الاهتمام والعناية التي يوليها جلالته لهذه الشرائح.
ومن حسن الطالع أن هذه الأوامر والتزاماتها المالية المترتبة عليها لم تثن حكومة صاحب الجلالة عن الالتزام بدعم هذه الفئات من المجتمع التي تشكل القاعدة الرئيسية من السكان مهما كلف ذلك، وهو ما يعكس بجلاء حقيقة توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين هي أولوية قصوى من أولويات جلالته في كل الأوقات، وإيمانا منه بأن ذلك هو الرصيد الكبير الذي تحرص عليه التنمية التي انطلقت لإسعاد المواطنين في أي شبر من هذه الأرض الطيبة.
وتكتسب أوامر جلالته في نوفمبر الشهر الذي تحتفل فيه البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد دلالات ذات أهمية كبيرة لعل من أهمها التأكيد على حرص الحكومة على استمرار دعمها للفئات المستحقة في المجتمع ورفع الضغوط الحياتية عنها.
إن تعزيز شرائح الضمان الاجتماعي البالغ عددها وفق الإحصائيات 82.000 حالة تقريبا حتى نهاية عام 2016، بصرف معاشات لها تزيد على 119 مليون ريال سنويا، بالإضافة إلى تمتع هذه الشرائح بالعديد من المزايا والتسهيلات كالإعفاءات من الرسوم وغيرها، هذا النهج الحكومي أسهم بلا شك في الارتقاء بالمستويات المعيشية لهذه الفئات.
إن تخصيص مائة مليون ريال في الميزانية العامة للدولة لدعم أسعار مشتقات الوقود بعد تحرير أسعارها لفئات ذوي الدخل المحدود تأتي في هذا الإطار ووفق الآليات التي ستضعها اللجنة المختصة وبناء على مرئيات دقيقة تحدد المستفيدين من هذا الدعم، فهذه الخطوة أيضا لها دلالاتها بان لا تجعل ذوي الدخل المحدود عرضة لتقلبات السوق وما يكتنفه من ارتفاع في تكاليف المعيشة.
بالطبع ستظل هذه الفئات وغيرها من أبناء هذا الوطن وقاطنيه يحظون بالخدمات التنموية المجانية من الحكومة في العديد من المجالات الخدمية، والمدعومة في الجوانب ذات الصبغة التجارية لإضفاء الرفاهية للسكان في إطار تعهدات الحكومة بعدم المساس بهذه المكتسبات والحفاظ عليها.
إن هذه التوجيهات السامية في شهر نوفمبر الذي تحتفل البلاد فيه بعيدها الوطني المجيد سيظل شهرا راسخا في ذاكرة العُمانيين للأبد لما يمثله من دلالة عظيمة في نفوسهم، وستبقى هذه الأوامر تتوج هذا الشهر بعظيم الحب والولاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.