وزير السياحة: السلطنة تتوقع استقطاب استثمارات بـ 19 بليون ريال

مؤشر الثلاثاء ١٤/نوفمبر/٢٠١٧ ١٦:٣٥ م
وزير السياحة: السلطنة تتوقع استقطاب استثمارات بـ 19 بليون ريال

مسقط - خالد عرابي
صرّح وزير السياحة معالي أحمد بن ناصر المحرزي بأن قطاع السياحة في السلطنة ينمو بقوة وثقة وأن هناك إقبالاً كبيراً من المستثمرين على الاستثمار السياحي في السلطنة، وهذا ناتج عن الرؤية والسياسة الواضحة لحكومة السلطنة والثقة التي يوليها المستثمرون لإستراتيجية قطاع السياحة العُمانية (2040).

وعن حجم الاستثمارات المتوقعة في القطاع السياحي والفندقي حتى 2040 قال معالي الوزير: إن ما نهدف إليه هو الوصول إلى جذب استثمارات بمقدار 19 بليون ريال عماني، منها 12% فقط هي استثمار حكومي وهو استثمار في البنى الأساسية، بينما النسبة المتبقية وهي 88% فهي متاحة للقطاع الخاص سواء الصناديق السيادية والاستثمارية ونقصد هنا أيضاً القطاع الخاص العُماني والأجنبي.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على هامش حفل التوقيع على اتفاقيتين ما بين شركتي (عُمان للفنادق، ومجموعة الأنوار القابضة) مع سلسلة فنادق أكور العالمية؛ وذلك لإدارة فندقين بالسلطنة وهما: فندق نوفوتيل الخوير والذي تم التوقيع على إدارته مع شركة عُمان للفنادق، وفندق نوفوتيل العذيبة الذي تم التوقيع على إدارته مع مجموعة الأنوار القابضة، وذلك مساء الاثنين بفندق توليب (روي).

وتعليقاً على الاتفاقيات التي تمت قال المحرزي: "الاتفاقيات تمت بين شركتين عُمانيتين تملكان فنادق مع شركة عريقة لإدارة الفنادق ولها سمعة وشهرة عالمية وهي "أكور"، وكثير من الزبائن ينظرون لهذه الشركة بثقة تامة وذلك مقارنة مع فنادق أخرى قد لا تحمل مثل هذا الاسم. وبالطبع فإن هذا سيضيف لقطاع السياحة والفنادق في السلطنة بصفة عامة، علاوة على أنه مع اكتمال هذين الفندقين سنضيف نحو 400 غرفة فندقية جديدة للسلطنة".

وأكّد معاليه على أن "السلطنة دائماً ما تسعى إلى تقديم منتج ذي جودة، والأخيرة -الجودة- تأتي من خلال إيجاد شركات إدارة على مستوى عالمي، ونحن كوزارة السياحة نشجّع رجال الأعمال بأن يأتوا بشركات عالمية شهيرة ومعروفة، وذات مستوى مرموق بحيث تقدّم منتجاً سياحياً متميزاً وعالي الجودة وتقدم خدمات راقية وبذلك نستطيع أن ننافس الدول السياحية الأخرى وتستقطب سياحاً أكثر".

الأسعار هبطت
وفي سؤال لـ"الشبيبة" حول انعكاس تنوع الفنادق وزيادة أعدادها ورفع عدد الغرف السياحية في السلطنة على السياحة وأيضاً على الأسعار قال معاليه: "إن أسعار الغرف السياحية في السلطنة هبطت؛ وذلك لأن الأمر مرتبط بالعرض والطلب"، مشيراً إلى أن "عدد الغرف الفندقية كان قليلاً سابقاً بينما الآن ارتفع وفي تزايد مستمر، كما أن السلطنة كما هو معروف فإنها تتبنّى سياسة الاقتصاد الحر المبني على المنافسة بالمعايير العالمية وبالتالي فإن وزارة السياحة لا يمكنها أن تتدخل أو تتحكم في الأسعار".

مضيفاً: "إن الخطة التي تتبنّاها الوزارة السياحة في الاستراتيجية الوطنية للسياحة العُمانية هي أن نركّز على السياحة المتميّزة، والتي أغلب شرائحها تكون من فئة فنادق 3 نجوم فما فوق، ولكن أيضاً لا نهمل الأقل من 3 نجوم لأن هناك طلباً أيضاً عليها، ولذا فنحن نسعى إلى ما يمكن أن نسميه "سياحة الوسط"، لا الفاخرة جداً ولا المتدنية جداً وهذا ما نعمل عليه، والآن إذا نظرنا إلى إجمالي الفنادق الموجودة في السلطنة سنجد أن فئة ثلاثة نجوم فما فوق هي الغالبية العظمى وهذا يعني أننا نسير في الطريق الصحيح".

تسهيلات
أما عن التسهيلات التي اتخذتها السلطنة لتسهيل دخول رعايا عدد من الجنسيات المختلفة وانعكاسه على السلطنة سياحياً قال: "هناك عاملان ضروريان من أجل تطوير أي قطاع سياحي وهما سهولة الدخول وسهولة الوصول ونحن نعمل عليهما، أما عن سهولة الدخول، والتي تعني سهولة الحصول على التأشيرات، فهناك جهد كبير بُذل من قِبل شرطة عُمان السلطانية من خلال منظومة الزائر، وتباعاً حتى تكتمل هذه المنظومة سيعلن عن تسهيلات وجنسيات جديدة، وهكذا حتى نصل إلى اكتمال هذه المنظومة".

وعمّا يتعلق بسهولة الوصول قال معاليه: "لدينا مطار مسقط الدولي، وعندما يفتتح هناك شركات طيران وخطوط عديدة ترغب في الوصول إلى السلطنة، ولكن بسبب محدودية المطار الحالي لم نستطع أن نعطي لها التراخيص، ولكن بعد افتتاح المطار الجديد فإننا سنعطي تصاريح لكثير من خطوط الطيران الدولية الراغبة في الحصول على تراخيص القدوم للسلطنة، وسيزيد عدد السياح الواصلين والقادمين إلى السلطنة".

وشرح قائلاً: "إن ما أعطي من تسهيلات لبعض الجنسيات هو مجرد تسهيل ولن نقف عند هذا الحد، فمثلاً السوق الصيني أصبح من الأسواق الكبيرة الرافدة للسياحة بالنسبة لنا، لذا فنحن نسعى إلى فتح مكتب تمثيل سياحي في الصين، كما نهدف إلى فتح مكاتب أخرى في إيران وروسيا. وقريباً لدينا زيارة إلى إيران لتنشيط سوقنا السياحي هناك".

ورداً على سؤال حول تأثر قطاع السياحة بالأزمة الاقتصادية قال: "نعم يحدث، ولكن أهم ما يميّزه هو أنه يتأثر بسرعة، ولكن يتعافى بسرعة وهذا يحدث عالمياً وليس في السلطنة فحسب، وليس مثل القطاعات الأخرى التي يكون تأثيرها على مدى طويل، فالأسواق السياحية تتبدل، ولكن المهم هو الأخذ بالنظرة بإيجاد حوكمة وإدارة تأخذ بالاعتبار الأسواق كافة على مستوى العالم بحيث إنه حينما تكون مشكلة في بعض الأسواق المصدّرة للسياحة نتجه إلى أسواق أخرى، وهو ما قمنا به العام الفائت، فحينما تراجع عدد السياح القادمين إلينا من بريطانيا وفرنسا عوّضنا ذلك بزيادة عدد السياح القادمين من آسيا وخاصة من الهند، واستمر عندنا النمو حتى وصلنا إلى 3 ملايين سائح زاروا السلطنة العام الفائت".