حجب جائزة الفنون

مزاج الخميس ١٦/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣١ ص
حجب جائزة الفنون

مسقط - خالد عرابي

أعلن الأميــن العـــام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافــة والعلوم، سعادة حبيب بن محمـــد الريامي أسماء الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب اليوم في دورتها السادسة لهذا العام، والتي خصصت للعرب. وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه مجلس أمناء الجائزة، التابع للمركز وذلك بمعهد العلوم الإسلامية بمسقط.

وفاز بحائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب «عن فرع الثقافة» والذي خصص هذا العام لمجال الدراسات الاقتصادية، المصري جلال محمد أمين. فيما فاز بفرع الجائزة «للآداب»، والذي خصص هذا العام لمجال النقد الأدبي، السعودي سعد بن عبدالرحمن البازعي. وأما فرع «الفنون» والذي خصص هذه الدورة لمجال التصميم المعماري فقد حجبت جائزته.
وفي تصريحات خاصة قال الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، سعادة حبيب الريامي: «لقد قمنا بإبلاغ الفائزين عقب انتهاء المؤتمر الصحفي للإعلان عن الفائزين بالجوائز مباشرة»، وأكد على أن حفل التكريم ومنح الفائزين الجائزة -والتي تقدر قيمتها بـ100 ألف ريال عماني لكل فرع- بالإضافة إلى وسام السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب سيجري في منتصف ديسمبر المقبل والذي سيكون في حفل يليق بالجائزة وبالفائزين.

لماذا حجبت؟

وحول رؤيته لحجب فرع الفنون في الجائزة قال الريامي: «لا تعتبر الجائزة حقاً مكتسباً لكل متقدم، ومن لا يستوفي الشروط والضوابط المحددة للجائزة والمتطلبات اللازمة للفوز فلن يفوز بها، ولذا فإن لجنة التحكيم تواصلت مع من جرى ترشيحهم بعد الفرز الأولى وراجعت معهم بعض الأشياء وبعد مناقشات ومراجعات ومداولات رأت لجنة التحكيم أن الجائزة أعلى من أن تمنح لأي من تلك الأعمال».
وأشار إلى أن هذا لا يعني أن تلك الأعمال ضعيفة، ونحن هنا لا نقيِّم الأسماء إنما نقيِّم الأعمال، كما أن هناك أسماء أخرى عربية كثيرة قد تكون أولى بالفوز بتلك الجائزة، ولكن قد تكون المعايير التي وضعت هي التي جعلت هذه الأعمال لا ترقى لمستوى الجائزة، وبالتالي يصبح حجب الجائزة حفظاً لمكانتها أفضل من أن تصبح حقاً مكتسباً لكل متقدم للجائزة.
وعن أعداد المتقدمين للجوائز قال: «في الإجمال 67 مترشحاً منهم 26 مترشحاً لفرع الجائزة في الثقافة، و22 لفرع الفنون و28 لفرع الآداب»، مشيراً إلى أن ما يلعب دوراً في زيادة أو نقصان عدد المتقدمين للجائزة هو المجالات التي تحدد، إذ إنها تختلف من عام إلى آخر.

معايير عالية

وقال عضو لجنة تحكيم -فرع «الثقافة» للجائزة د.فتح الله ولعلو -وهو وزير الاقتصاد والمالية السابق بالمغرب: «إن أي جائزة تكون لها معايير أبرزها العطاءات العلمية للمتقدمين واحترامهم للضوابط، وهنا في مجال الاقتصاد راعينا مدى مراعاة الاقتصاد السياسي بصفة عامة، وخاصة ما جرى في العقود الأخيرة»، مشيراً إلى أن الكاتب المصري جلال أمين فاز بفرع الجائزة في هذا المجال لأنه رجل له عطاءات ومنتوجات علمية كبيرة منذ الستينات والسبعينات، تجاوبت مع ما مر به المجتمع المصري، على اعتبار أنه مصري، وكذلك مع المجتمع العربي من مد وجزر، وكذلك لتمكنه في العلم الاقتصادي في حد ذاته. وأشار إلى أن هناك اقتصاديين عرب كثر وهم على علاقة بمراكز البحوث والجامعات ليس في الدول العربية فقط بل في الخارج أيضاً.

دقة وإبداعأما عضوة لجنة تحكيم الجائزة لفرع الفنون «التصميم المعماري» د.شيرين إحسان شيرزاد -وهي مستشارة معمارية- فقالت: «جائزة الإبداع تختلف فهي تحتاج إلى حرص ودقة وتأني في اختيار ما هو ملائم لقيمة الجائزة، خاصة أن من يجري اختياره لها يكون نموذجاً لشبابنا داخلياً، كما يصبح نموذجاً ومثالاً لنا في الخارج، وهنا ينظر لنا هل لدينا فعلاً شخصيات معمارية تعكس حضارتنا وثقافتنا وفكرنا، فالأعمال التي قدمت لنا لم تراع هذا التماسك وهذه الرؤية وهذا التفكير»، وأشارت إلى أن الإشكالية الأخرى أن كثيراً من تلك الأعمال والمشاريع التي قدمت غير منفذة، وهذا يجعل من الصعب الحكم عليها نظرياً وإعطائها قيمة إبداعية بمستوى جائزة السلطان قابوس، لأنها غير مجربة وهي على الورق فقط ونحن في العمارة إذا لم تكن المشاريع مطبقة ومجربة وظيفياً وبيئياً، وكيف أضافت للثقافة والإنسان يصعب علينا توقع مدى نجاحها. وقالت: «إن البعض الآخر من الأعمال التي قدمت كانت مبهمة، ولم توضح إذا ما كانت هل هي لشخص، أو لأربعة، أو لشركة عربية أم أجنبية، وكان بها التباس ولذا نحن عملنا عليها وتواصلنا معهم وبعد دراسة ومناقشات طويلة رأينا الحجب، وأن من يريد أن يصل إلى جائزة بهذا الحجم أن يكون على قدرها».

إقبال كبير

وعودة إلى المؤتمر الصحفي للإعلان عن الجائزة فقد أشار الريامي إلى أن الإقبال على الترشح لنيل الجائزة هذا العام جيد، ومن بين المترشحين أسماء مرموقة على مستوى الوطن العربي في المجالات الثلاثة المحددة للجائزة. وتهدف الجائزة إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية بوصفها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري.

وجاء المرسوم السُّلطاني رقم (18 /‏‏2011) في 27 من فبراير 2011م القاضي بإنشاء جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب انطلاقاً من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي، وتأكيداً على الدور التاريخي للسلطنة في ترسيخ الوعي الثقافي لكونه الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعماً من جلالته -أعزه الله- للمثقفين والفنانين والأدباء المجيدين، إذ تعدُّ الجائزة -وفق ما هو مُقرّر لها- جائزة سنوية تُمنح بالتناوب دورياً كل سنتين؛ بحيث تكون تقديرية في عام يتنافس فيها العُمانيون إلى جانب إخوانهم العرب، وفي عام آخر للعُمانيين فقط. ومُنِحت جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دوراتها الخمس الفائتة لخمسة عشر مثقفاً وفناناً وأديباً عمانياً وعربياً، بواقع خمسة عشر مجالاً متفرّعاً عن الآداب والفنون والثقافة وهي: الدراسات التاريخيّة، وقضايا الفكر المعاصر، والدراسات التربوية، والدراسات في مجال اللغة العربية، والرسم والتصوير الزيتي، والموسيقى، والتصوير الضوئي، والخط العربي، والقصّة القصيرة، والشعر العربي الفصيح، والتأليف المسرحي، وأدب الطفل، والترجمة، والفنون الشعبية العمانية والرواية.