يتجاوز عمر الـ 70 عاما برمناند.. ولد في السلطنة ويأمل الحصول على الجنسية

مزاج الأحد ١٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:١٧ ص
يتجاوز عمر الـ 70 عاما 
برمناند.. ولد في السلطنة ويأمل الحصول على الجنسية

مسقط - لورا نصره

بعد أكثر من 70 عاماً عاشها في عُمان وعاصر خلالها التطور خطوة بخطوة؛ يروي برمناند الآسيوي الجنسية ذكرياته المشوقة وما عاصره من مظاهر التطور والتقدم التي شهدتها السلطنة منذ بزوغ فجر النهضة المباركة حتى اليوم.

ولد برمناند في ولاية بركاء وسكن منزلاً جميلاً يتجاوز عمره الـ150 عاماً يقع على مقربة من حصنها، في ذلك الوقت لم يكن هناك لا كهرباء ولا ماء وكانت الحياة قاسية. ويتذكر برمناند كيف كان إحضار ماء الشرب يتطلب القيام برحلة قاسية على ظهور الحمير إلى بئر يقع في منطقة الحفري ويبعد نحو 5 كم عن منزله.

نعم.. لم تكن الحياة سهلة آنذاك ولكنها لم تكن إلا دافعاً لبرمناند ليحب هذه الأرض أكثر ويتعلق بها.ومع المناخ القاسي والطرقات الوعرة وندرة الأموال وندرة ما يصل السلطنة من خضار وفواكه يسرد برمناند ذكرياته لنا ويقول: «في ذلك الزمن كان الناس يأكلون التمر ويشربون القهوة فقط وقت النهار، وعند الليل يتناولون وجبة الأرز مع السمك. فالسمك هو أكثر الأطعمة التي كانت متوافرة بحكم الصيد والشواطئ الممتدة». ويضيف: «75% من المواد الغذائية كانت تستورد من الهند، وكانت المواد توضع في صناديق حديدية ثقيلة جداً، أما الخضروات فلم تكن متوافرة باستثناء البصل الذي كان يُستورد من الهند، والبطاطا من هولندا، وكانت رحلة المركب بين الهند ومسقط تستغرق 5 أيام، وعندما يتوقف المركب في البحر بسبب العواصف أو عطل ما فإن البطاطا تنقطع ويبقى الناس يتناولون البصل فقط».

والدي كان «البنك»

ويتابع برمناند سرد ذكرياته ويقول: « في ذلك الوقت لم تكن هناك بنوك باستثناء البنك البريطاني في مسقط، وبسبب عدم توافر الوظائف في السلطنة فقد كان العُمانيون يسافرون للعمل في البحرين والكويت ومن هناك كانوا يرسلون أموالهم عبر البريد إلى والدي الذي يقوم بدوره بتوزيعها على أصحابها، وكانوا يسألونه أحياناً عن مقدار الأموال بالعُملة المحلية، ويُخبرهم بالشخص الذي أرسل الأموال كنوع من المصداقية والثقة». ولم يكن والد برمناند يعمل كبنك للعاملين خارج عمان فقط بل كان أصحاب المزارع أيضاً يبيعون تمورهم ويحفظون أموالهم لديه كأمانات، وذلك بسبب خشيتهم من حفظ أموالهم في منازلهم التي كانت مصنوعة من السعف «الدعون»، وعندما كانوا يحتاجونها يقصدونه فيعيدها لهم مباشرة.

بين بركاء ومطرح

وفقاً لبرمناند فقد كانت في ولاية بركاء 4 سيارات فقط في ذلك الوقت، سيارتا لاندروفر واثنتان بيدفورد، وكانت سيارة البيدفورد تستغرق 5 ساعات لقطع المسافة من بركاء إلى مطرح، أما اللاندروفر فتحتاج إلى 3 ساعات.

ويستعيد برمناند ذكريات امتلاك والده لسيارة، وكيف تمكن من ذلك فيقول: «كان السيد محمود والياً على بركاء وهو والد صاحب السمو السيد تركي وصاحب السمو السيد فهد وفي تلك الأيام اندلعت الحرب العالمية الثانية وتوقف إمداد الطعام إلى البلد وحصلت مجاعة، وكان والدي يملك كميات من التمر والأرز ففتح البخار «المخزن» وقام بتوزيع الطعام دون مقابل وحصل على شهادة تثبت ذلك في العام 1941».
ويضيف: «كان السيد شهاب يحب أبي كثيراً، وكان مولعاً بالخيول وكانت عنده خيل للسلطان سعيد بن تيمور سوداء اللون أمرنا بالاعتناء بها ووضعها معنا في بركاء تحت شجرة عند الحصن، وكان أخي يُطعم الخيل ويسقيها ويحصل شهرياً على 5 ريالات مقابل ذلك، وظلت الخيل معنا لسنة كاملة، وكان هناك رجل انجليزي يعمل في الجيش يمتلك كاميرا ويقوم بتصوير الخيل ليرسلها للسلطان سعيد بن تيمور في صلالة الذي كان يُسَر برؤية خيله.وكتقدير لنا سأل السيد شهاب أخي عن حاجتنا، فأجابه بأن أبي بحاجة إلى رخصة لسيارة لاند روفر لنستخدمها في إحضار الأغراض من مطرح إلى بركاء، علما أننا لم نكن نملك النقود لشراء السيارة التي يصل سعرها إلى 18 ألف روبية.
وفعلاً ذهبنا إلى وكيل سيارات لاند روفر محسن حيدر درويش وأخبرناه بأننا نريد شراء السيارة فطلب أن ندفع 100 روبية كل شهر وبقينا على هذا الحال حتى دفعنا مبلغ السيارة كاملاً».

حلم الجنسية العمانية

يحلم برمناند اليوم بعد كل تلك السنوات بالحصول على الجنسية العمانية فهو يشعر أنه ينتمي لعمان ولولاية بركاء أكثر من أي مكان آخر في العالم، ويقول: «لم يحصل أحد من أهلنا على الجنسية العُمانية والسبب هو أن السيد ماجد طلب منا جميع المستندات ووعدنا بالحصول على الجواز العُماني لكنه توفي في تلك الليلة قبل يوم من إنهاء إجراءاتنا للحصول على الجواز، وهذا نصيبنا». ويتابع: «الآن هُدم منزلنا بسبب مرور طريق الباطنة الساحلي عليه، ورغم ذلك أقول لأبنائي بأنني أتمنى أن يكون لدي منزل صغير ومحل تجاري في بركاء لأعيش فيها فأنا أحب بركاء كثيراً لأنني ولدت فيها». ويضيف: «العُمانيون طيبون لا يريدون شيئاً سوى الحُب والنية الصالحة، وكان أبي يقول إن العُمانيين لا يُشبههم أحد، ونحن نقول إننا لم نرى شخصاً كجلالة السلطان، فهو شخصٌ رحيم جداً، نسأل الله أن يطيل في عمره، ويعطيه الصحة والعافية، فأنا لا أستطيع الحديث أكثر عن جلالة السلطان فمن الواضح للقاصي والداني أنه قد غيّر وجه عُمان بشكل كامل، وما قام به ليس بالأمر الهيِّن».