«الشرطة» مسيرة تطور وإنجاز

بلادنا الأحد ١٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:٢٥ ص
«الشرطة» مسيرة تطور وإنجاز

مسقط -
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- وشمل برعايته السامية مساء أمس العرض العسكري الذي تشرفت شرطة عمان السلطانية بتنظيمه في ميدان قيادة شرطة المهام الخاصة بالسيب بمناسبة احتفال البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد. إنه لمفخرة واعتزاز لمنتسبي شرطة عمان السلطانية كافة، وهم يجددون الولاء والعهد بالمضي في مسيرة التطوير وحفظ الأمن وخدمة المواطن والمقيم.ويأتي العيد الوطني السابع والأربعين المجيد وقد خطت شرطة عمان السلطانية خطوات واسعة في مختلف مجالات العمل الشرطي تخطيطاً وتنفيذاً وتنظيماً وأداءً، وعززت منظومتها الأمنية والخدمية بافتتاح العديد من المنشآت خلال الفترة الفائتة شملت قيادات جغرافية بالمحافظات ومراكز شرطة بالولايات ومباني للخدمات ووحدات للمهام الخاصة.ففي الفترة بين العام 2014 حتى شهر نوفمبر 2017 شهدت شرطة عمان السلطانية افتتاح مبانٍ جديدة للقيادات الجغرافية في كل من: الرستاق ونزوى والبريمي وخصب، ومراكز للشرطة في منح وخصب ومرباط والمضيبي وأدم وصلالة وبهلاء وصحم والسويق ونخل والقابل والوطية وميناء صحار.وتتكون مباني كل من هذه القيادات من مبان إدارية وأمنية وقاعات متعددة الأغراض وميدان للتدريب والاستعراض العسكري وملاعب لمختلف الألعاب الرياضية وقاعات رياضية مجهزة بمختلف المعدات لكمال الأجسام وحوض سباحة وعيادة ومساكن لمختلف الرتب.

تقريب الخدمات للجمهور

كما جرى افتتاح 19 مبنى لخدمات الشرطة في معظم الولايات، وذلك ضمن خطة الشرطة لتوسيع دائرة خدماتها وتقريبها للمواطنين والمقيمين في محطة واحدة يستطيع من خلالها طالب الخدمة أن ينهي جميع معاملاته في مجالات المرور والجوازات والإقامة والأحوال المدنية في مكان واحد بسهولة، وقد جرى تزويد هذه المرافق بأحدث الأجهزة لتسهيل العمل وسرعة إنجاز المعاملات.وشهدت الفترة نفسها افتتاح المبنى الجديد لقيادة شرطة المهام الخاصة بالسيب، وافتتاح 12 وحدة للمهام الخاصة في كل من: صحار ولوى وإبراء وقريات وعبري وصلالة والكامل والوافي ونزوى ومحضة والرستاق والسويق والدقم.وحظيت قيادة شرطة المهام الخاصة باهتمام بالغ من القيادة العامة للشرطة، نظراً لدورها الكبير في حفظ الأمن في أي مكان في السلطنة. فمن أبرز مهام هذه القيادة ووحداتها تسيير الدوريات لتعزيز الوجود الشرطي على مدار الساعة، وحراسة المنشآت الحيوية، وتأمين الاحتفالات التي تقيمها الوحدات الحكومية والبعثات الدبلوماسية والمساجد والفنادق والمؤسسات الأهلية، وحماية كبار الشخصيات إلى جانب تقديم العون والمساعدة لمن يطلبها من المواطنين والمقيمين.

وحرصت القيادة العامة للشرطة على رفع كفاءة شرطة المهام الخاصة وتزويدها بالمعدات والآليات الحديثة التي تمكنها من سرعة الحركة والعمل بكفاءة، وهنالك خطة لتوفير هذه القوة في جميع محافظات السلطنة لتكون جاهزة عند الحاجة ولنشر مظلة الأمن والأمان في ربوع عمان.

التدريب والتأهيل

تولي شرطة عمان السلطانية اهتماماً كبيراً بالتدريب والتأهيل. ففي أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ومراكز تدريب أخرى يتلقى منتسب الشرطة التدريب الأساسي عند التحاقه بجهاز الشرطة. ولا يقتصر دور الأكاديمية على التدريب العسكري والعملي فقط بل يشمل أيضاً التأهيل العلمي، إذ إن العمل مرتبط بالعلم والمعرفة.
وإلى جانب أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة يستوعب معهد الضباط أعداداً متزايدة من المتدربين من مختلف تشكيلات شرطة عمان السلطانية لتأهيلهم لمتطلبات العمل الحالية والمستقبلية، ورفع كفاءة الضباط وتطوير مهاراتهم ومعرفتهم لترقية أدائهم وتأهيلهم لتحمل مسؤوليات أكبر وتولي وظائف وأدوار مستقبلية.
وتضطلع إدارة التدريب بالإدارة العامة للموارد البشرية ببناء شراكات مع العديد من المؤسسات التدريبية العالمية العريقة، ككلية الشرطة البريطانية والمؤسسات الأمنية بالولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، وقد جرى في الفترة الأخيرة التركيز على استقدام خبراء من تلك الجهات لتنفيذ دورات متخصصة ومعتمدة دولياً داخل السلطنة، إضافة إلى إيفاد نخبة من منتسبي الجهاز للالتحاق بدورات متقدمة في الخارج.

العمل الجنائي

أثبتت شرطة عمان السلطانية في السنوات الأخيرة نجاحاً ملحوظاً في العمل الجنائي، وبشكل خاص في انخفاض معدلات الجرائم ومنها، على سبيل المثال، جرائم السرقة والسلب، ما يدل على كفاءة وفاعلية الجهود المبذولة لإرساء دعائم الأمن والأمان في ربوع البلاد.ورغم التمدد العمراني والزيادة السكانية نتيجة التوسع الاقتصادي وتزايد النشاط السياحي، فقد ظلت معدلات الجريمة منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، فمعظم الجرائم المرتكبة بالسلطنة هي عبارة عن سرقات ومفقودات كان للإهمال والنسيان دور كبير فيها، إضافة إلى الاعتداءات البسيطة والمشاجرات، وإصدار شيكات بدون رصيد وجرائم النصب والاحتيال. ومن أجل مزيد من التفاعل والتنافس بين تشكيلات الشرطة المتمثلة في إدارات التحريات بمختلف القيادات، استحدثت شرطة عمان السلطانية مسابقة البحث الجنائي لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية وزيادة الجهود في مجال مكافحة الجريمة. وقد أثمر ذلك في خفض نسبة الجرائم المختلفة مقارنة بالعام الفائت. وقد أثمرت تلك الجهود جميعها في انخفاض نسبة الجرائم المختلفة مقارنة بالأعوام الفائتة، فقد انخفضت في العام 2014 بنسبة 15%من العام 2013، وتواصل هذا الانخفاض العام 2015 ليصل إلى 17%مقارنة بالعام 2014، وكذا الحال بالنسبة للعام 2016 الذي شهد انخفاضا كبيراً في نسبة الجرائم بلغ 25%عن العام 2015.

مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية

تبذل شرطة عمان السلطانية جهوداً كبيرة للتصدي لمشكلة المخدرات وضبط كل من يقوم بتهريبها أو ترويجها أو تعاطيها، ومحاولة تقليل ما تسببه من أضرار بشرية ومادية في المجتمع. وقد أثبتت الإحصاءات انخفاض عدد قضايا المخدرات بنسبة 63%منذ بداية هذا العام مقارنة بالعام الفائتة، وانخفاض المتهمين فيها بنسبة 10%. وفي سبيل ذلك أنشأت شرطة عمان السلطانية فروعاً للإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في جميع محافظات السلطنة، لمتابعة جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية والمتورطين فيها من متاجرين ومهربين ومتعاطين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية مما زاد نسبة اكتشاف هذه الجرائم.

مراقبة السواحل والتصدي لعمليات التهريب والتسلل

إن تحقيق الأمن عملية تكاملية تتم بالتنسيق الجيد بين تشكيلات الشرطة المختلفة وتكاتف جهودها للحفاظ على أمن الوطن وحماية أراضيه. ولتأمين السواحل والتصدي لعمليات التسلل والتهريب عبر المياه الإقليمية العمانية زُوَّدت قيادة شرطة خفر السواحل بزوارق حديثة تقوم بعمليات البحث والإنقاذ ومساعدة الصيادين الذين تتقطع بهم السبل في عرض البحر. ويعد مشروع المبنى الجديد لقيادة شرطة خفر السواحل الذي يجري تنفيذه بمنطقة سداب بمحافظة مسقط من أهم المشاريع لتطوير عمل خفر السواحل بالسلطنة.

خدمات أمنية مساندة

أنشأت وحدة شرطة الخيالة فريق حفظ النظام بالوحدة، فقد جرى تدريب فريق من الفرسان مع الخيول على عمليات حفظ النظام ومكافحة الشغب وفض المظاهرات والتجمعات غير السلمية، وذلك بالاشتراك مع فريق حفظ النظام من المهام الخاصة وبتدريبات ميدانية مشتركة ومحاكاة لتلك العمليات. ومن أجل توسيع عمل وحدة شرطة الخيالة أنشأت شرطة عمان السلطانية أقساماً لكلاب الشرطة في عدد من مراكز الشرطة الجديدة والمنافذ البرية والبحرية والجوية لتقديم خدمات أمنية مساندة، وتضم هذه الأقسام كلاب الحراسة وكلاب البحث عن المتفجرات والمخدرات وعن الجثث، بالإضافة إلى كلاب تقفي الأثر. وتقوم شرطة الخيالة بتسيير دورياتها في الشواطئ، وتساند قيادات شرطة المحافظات في نشر الأمن، وتشارك في الاستعراضات والمناسبات الرسمية والمباريات المحلية والدولية.وتقوم الإدارة العامة لطيران الشرطة بإسناد التشكيلات المختلفة في أداء مهامها. فهي تقوم بدوريات لمراقبة الشريط الساحلي للسلطنة ومراقبة السفن العابرة، ومطاردة القوارب المشتبه فيها في البحر الإقليمي للسلطنة، ويقوم طيران الشرطة أيضاً بنقل قوة الشرطة وفرق مسرح الجريمة والفرق الطبية الخاصة إلى المواقع النائية وذات التضاريس الصعبة في القضايا الجنائية، وكذلك إسناد القيادات الجغرافية في المهام الأمنية، والقيام بعمليات البحث والإنقاذ ونقل المصابين والمرضى وعمليات الإطفاء في الأماكن التي يتعذر الوصول إليها براً ونقل التموين الغذائي والاحتياجات والمستلزمات الضرورية لقاطني المواقع الجبلية خاصة خلال الأيام الماطرة. وقد عززت شرطة عمان السلطانية هذه الإدارة العامة بأنواع مختلفة وحديثة من الطائرات العمودية والطائرات ثابتة الجناح للقيام بالمهام المختلفة وتزويدها بكوادر مؤهلة من الطيارين والملاحين والفنيين.

السلامة على الطريق

تشير الإحصاءات للسنة الثالثة على التوالي إلى انخفاض وفيات الحوادث المرورية بنسبة 48%والإصابات 14%، والحوادث 26%، عما كانت عليه في العام 2012، وذلك نتيجة للجهود التي تبذلها شرطة عمان السلطانية للحد من الحوادث المرورية، والتي تشمل التوعية بمتطلبات السلامة على الطريق، وإقامة أجهزة وكاميرات في الشوارع لمراقبة السرعة وتسيير دوريات متحركة. وقد أقامت شرطة عمان السلطانية أجهزة حديثة في الطرق تُمكن دوريات المرور من تحرير مخالفات المرور وطباعتها إلكترونياً، والتحقق من بيانات المركبات والسائقين للتأكد من مخالفاتهم والتعاميم الصادرة بحقهم.

وسيجري إدخال جهاز محاكاة للبيئة المرورية في السلطنة وذلك في برامج السياقة الوقائية التي ينفذها معهد السلامة المرورية لاختبار وتقييم المتدربين على السياقة دون اضطرارهم للخروج إلى الشارع وحماية لهم من أخطار الطريق، واختصار للوقت والجهد.

الشرطة الذكية

دشنت شرطة عمان السلطانية مؤخراً مشروع السيارة الذكية (الشرطة الذكية) وهو عبارة عن تجهيز مركبات الشرطة بأجهزة وخدمات إلكترونية لتسهيل الأعمال الشرطية والأمنية وتبسيط الإجراءات مثل خدمات الاستفسار عن الخلفيات المرورية للمركبات، والخلفيات الأمنية، وتسجيل الحدث بالصوت والصورة، والكشف عن المركبات المخالفة والمطلوبة، وتسجيل مخالفات السرعة تلقائياً عن طريق أجهزة تسجيل السرعة بالمركبة، إضافة إلى توفير نظام توجيه وتتبع مركبات الشرطة عن طريق نظام التتبع الجغرافي.

الخدمات الإلكترونية

في استطلاع أجرته الهيئة العامة لتقنية المعلومات هذا العام عن وعي الجمهور بالخدمات الحكومية الإلكترونية المقدمة عن طريق الإنترنت فازت شرطة عمان السلطانية بالمركز الأول، الشيء الذي يؤكد مدى التطور والتقدم الذي تحققه، ويضاف إلى إنجازاتها المتمثلة في الفوز بثلاث عشرة جائزة خلال السنوات الفائتة في مسابقات محلية وخليجية وعربية عن تقديم أفضل الخدمات والمشاريع الإلكترونية. وتعدُّ الشرطة في مقدمة الجهات المنفذة لمشروع الحكومة الإلكترونية ترجمةً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان بن سعيد المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- بضرورة التحول الرقمي.
وفي إطار التحول للحكومة الإلكترونية أنجزت شرطة عمان السلطانية مشاريع الربط الإلكتروني لنظام الأحوال المدنية مع 31 جهة حكومية، وكذلك مشروع الربط الإلكتروني مع كل من وزارة القوى العاملة وزارة الصحة، والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، ويجري العمل حالياً على تنفيذ مشاريع الربط مع هيئة سجل القوى العاملة وخدمة الاستفسار عن المركبات الحكومية الخاصة بكل مؤسسة.واحتفلت شرطة عمان السلطانية خلال هذا العام بتدشين نظام التأشيرة الإلكترونية، لتسهيل الحصول على التأشيرات ودفع الرسوم من خلال بوابة الدفع الإلكتروني، وربط هذا النظام مع الوزارات ذات العلاقة كوزارة القوى العاملة فيما يتعلق بالمأذونيات، ومع وزارة التجارة والصناعة لمعرفة صلاحية السجل التجاري، ومع وزارة الخدمة المدنية فيما يتعلق بالتأشيرات الحكومية الخاصة بموظفي الخدمة المدنية الأجانب. ويجري كل ذلك من خلال منظومة متكاملة تريح المراجعين من التوجه إلى مناضد الخدمة سواء في الإدارة العامة للجوازات والإقامة أو إداراتها الجغرافية. ويعزز نظام التأشيرة الإلكترونية انسياب حركة السياحة المتزايدة في البلاد، ويتماشى مع متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) وتوجهات منظمة السياحة العالمية لتسهيل دخول السياح والتعامل معهم وفق التقاليد والأعراف العمانية الأصيلة التي ترحب بالضيف دون الإخلال بالجوانب الأمنية، وحفاظا على سلامة السياح ورصداً للإحصائيات الدقيقة مساهمة في نمو الاقتصاد العماني.وتوفر شرطة عمان السلطانية خدمات التنبيه بالرسائل النصية القصيرة عن المخالفات المرورية، وانتهاء تسجيل المركبة، وانتهاء الجواز، وانتهاء البطاقة الشخصية، إضافة إلى الاستفسار عن حالة طلب التأشيرة.

الخدمات الجمركية

دشنت الإدارة العامة للجمارك في شهر أبريل 2016 خدمة التحويل الآلي المباشر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بهدف تطوير الخدمات الجمركية وتسهيل الإجراءات وعملية التخليص الجمركي على البضائع والاستفادة من التقنيات الإلكترونية الحديثة لدعم حركة التبادل التجاري بين دول المجلس.وأدخلت الإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية مشروع نظام حوسبة الإجراءات والعمليات الجمركية ونظام النافذة الإلكترونية الواحدة (بيان) في ميناء صحار الصناعي، ومطار مسقط الدولي، ومطار صلالة، وعدد من المنافذ الجمركية بمحافظات السلطنة.ويمكن هذا النظام المستورد والمصدر أو الوكيل المعتمد من الحصول على التصريح اللازم وتخليص البضائع وإدخال البيانات وإجراء المعاملات الجمركية عبر نافذة واحدة.وفي أكتوبر 2017 وقَّعت شرطة عمان السلطانية برنامج تعاون في مجال الخدمات الجمركية والإفراج عن البضائع مع كل من وزارة التجارة والصناعة ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية بهدف تبسيط وتسريع الإجراءات الجمركية وتسهيل حركة التجارة بالسلطنة وتعزيز التعاون المشترك مع جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالعمليات التجارية وبالقطاع الزراعي والحيواني، بما فيها إصدار التراخيص والتصاريح وإجراءات تفتيش البضائع والإفراج عنها.