الاستعراض العسكري ما بين المعنى والمغزى

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:٢٧ ص
الاستعراض العسكري ما بين المعنى والمغزى

علي بن راشد المطاعني

يعكس الاستعراض العسكري الذي تفضل ورعاه مساء أمس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- في ميدان شرطة المهام الخاصة بولاية السيب التابع للشرطة احتفالاً بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد.. يعكس العديد من الدلالات الهامة على العديد من الأصعدة والمستويات.

فكون أن تتشرف شرطة عمان السلطانية بتنظيم الاحتفال، فذلك يعني ويشير ويؤكد على التقدير الكبير الذي تحظى به من لدن حضرة صاحب الجلالة، ويعكس أيضاً الاهتمام والعناية اللتين يوليهما لها، بل والمكانة العالية التي تتربع عليها في اهتمامات جلالته -حفظه الله ورعاه.

لقد عبرت الفرق العسكرية بمختلف تشكيلاتها في الاستعراض المهيب أمام جلالته في يوم وطني مجيد له شأن في نفوس المواطنين جميعهم.. عبرت وبجلاء وفي صميمية لا تدانى عن ولائها للوطن والسلطان.وقد برع أبناؤنا العسكريون في طوابير العرض التي تخللتها معزوفات ومقطوعات موسيقية عسكرية بتمازج وانتظام يعكس مدى كفاءتهم وقدراتهم العسكرية وفي أداء واجباتهم الوطنية.
ومن حسن الطالع أن تحتضن وحدة المهام الخاصة التابعة لشرطة عُمان السلطانية الاحتفال الذي يعكس التطور الذي حققته هذه الوحدات خلال الفترة الماضية التي شهدت فيها تحديثاً كبيراً ونوعياً يتواكب مع متطلبات المرحلة القادمة، وفي إطار تعزيز الأمن والاستقرار، وبث الطمأنينة في النفوس.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن احتضان ميدان المهام الخاصة بالسيب وبإشراف شرطة عُمان السلطانية على هذا الحدث الوطني الكبير يأتي تتويجاً لهذه الجهود التي أسهمت في بناء منظومة من وحدات المهام الخاصة متكاملة ومكتملة في كافة محافظات السلطنة تساند في مهامها وواجباتها الأجهزة الشرطية الأخرى في المجتمع.
ولعل تشريف جلالته لأحد ميادين وحدات المهام الخاصة له دلالات كبيرة وواضحة في دعم هذه الأجهزة وتعزيز دورها في المرحلة القادمة لتقوم بدور أكبر في استتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على المكتسبات المتحققة في هذا الوطن العزيز.
فالمجتمعات تتطور كماً وكيفاً وتتنازعها العديد من المتغيرات التي يتعين أن تتواكب معها المنظومة الأمنية بكفاءة عالية وهو ما أدركته الأجهزة الأمنية من خلال ضبطها لإيقاع العمل الأمني من خلال أجهزة قادرة على التعاطي مع مثل هذه التطورات بتفاعلاتها الإيجابية والسلبية.
إن الاحتفاء بالعيد الوطني المجيد في عرض عسكري مبسط لكن دلالاته كبيرة ومعانيه عميقة الغور، فإنه يؤكد على توجهات الدولة في ماهية الاحتفاء بالمناسبات الوطنية بشكل يتناسب مع قيمتها المعنوية وبرمزية عالية المرامي والمعاني.
وستظل الأجهزة الأمنية والعسكرية هي العين التي لا تنام حفاظاً على مكتسبات النهضة المباركة وردعاً لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن.
نأمل أن يكون هذا الاحتفال بمثابة ذكرى تنفع المؤمنين ومؤداها بأن كل المنجزات التي تحققت على هذه الأرض لابد لها من سياج يحميها، تلك هي قوات السلطان المسلحة وشرطة عُمان السلطانية وبقية الأجهزة الأمنية، تلك هي الحقيقة المثلى.