47 عاما من النهضة والحضارة والرقي

7 أيام السبت ١٨/نوفمبر/٢٠١٧ ٢١:٤٠ م
47 عاما من النهضة والحضارة والرقي

مسقط- خالد عرابي
تحتفل السلطنة يوم السبت المقبل "18 نوفمبر" بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، نحتفل مع قائد البلاد المفدى الذي صنع نهضة شملت البشر قبل الحجر، قائد عمان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- رجل السلام الذي نشر الأمن والأمان في كل مكان، نحتفل ونحن نلمس النهضة شاملة التي لم تترك جانبا من جوانب الحياة إلا وغطته، فكانت النتائج ظاهرة للعيان، وهو ما نشاهده في البلاد اليوم من نهضة وحضارة.. نحتفل وعلى مدى هذا الشهر بـ 47 عاما من التطور والتقدم والرقي، 47 عاما من الازدهار والرخاء.. 47 عاما من بناء أمة وحضارة يشهد عليها القاصي والداني ويشار إليها بالبنان.. وهنا ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلب كل عماني وعمانية أردنا أن نسلط الضوء على بعض جوانب تلك النهضة التي سطرت بأحرف من نور والتي يصعب أن يتم حصرها في موضوع صحفي ولا حتى كتب ومجلدات فدعونا نأخذ نماذج فقط على ما تحقق من إنجازات.

نهضة الإنسان
يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء "المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي": بكل تأكيد ما شهدته عمان من نهضة حديثة معاصرة مباركة قام بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- منذ العام 1970م، هذه النهضة التي أطلقها صاحب هذا الفضل الكبير في إخراج عمان من ثبات عميق ومن غياب زمني في مسيرة الحضارة والتحضر والمدنية والتمدن.. فقد انطلق السلطان قابوس –حفظه الله ورعاه وأمد في عمره- منذ بداية توليه بهذه البلاد انطلاقة واثقة الخطى، انطلاقة أكدت للعالم حضور عمان في كل المشاهد: المشهد الحديث، ومشهد التحضر، والمشهد السياسي العالمي، والمشهد الثقافي العربي، أي في كل الميادين التي لا يمكن حصرها في مجال محدد، فقد انطلق جلالته بالسلطنة إلى ميادين لو أردنا الحديث عنها لاحتجنا إلى كتب.. انطلقت عمان وهي لا تحوي سوى 3 مدارس ابتدائية في مسقط ومطرح وصلالة لتضم عمان اليوم المائات من المدارس وأكثر من 30 جامعة وكلية من مؤسسات التعليم العالي، انطلقت عمان من المؤهل الابتدائي إلى أعلى المؤهلات والمراتب العلمية في درجة االدكتوراة وما بعدها.

وأضاف قائلا: إن هذا الفارق الثقافي والعلمي والتحضري الذي صنعه السلطان قابوس صنعه برؤيته الواسعة وبسهره وتعبه، ليجعل من الشعب العماني -الذي هو منه- من يسافر للخارج للعمل ويتميز وله حضوره العالمي والعربي والإقليمي لينال احترام الجميع ويشار إليه بالبنان، كما أصبح الإنسان العماني علامة السلام، فلا تذكر عمان الآن إلا ويذكر معها السلام والبهاء والجمال والسكينة والدعة والاطمئنان.. لا تذكر عمان إلا ويذكر معها الإنسان العماني ذو الخلق الكريم الطيب الذي يتعامل مع الإنسان كإنسان، ولا يفرق بين هذا وذاك وإنما يتعامل مع الكل تعامل الأخ لأخيه وتعامل المحب لمن يحب.

وأردف الصقلاوي قائلا: إذن فهذا المستوى من الإنسانية عند الإنسان العماني الذي تحقق في جهوده وفي عقله وفي سلوكه وشخصيته كان صنيع فعل جاد ومجتهد ووعي كبير قدمه له صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، ليس ذلك فحسب بل إن السلطان قابوس قدم نفسه كمثل ونموذج لهذا الشعب العماني لكي يرى ماذا ينبغي أن تكون عليه الشخصية العمانية.

وأشار الصقلاوي إلى أن جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- حرص حرصا شديدا -ولازال يحرص- على تمسك الشعب العماني بالإيجابي من الأخلاق، والاستفادة من الإيجابيات من كل الثقافات التي يتواصل معها وبالتالي تصنع هذا الفارق في شخصيته وحضوره وتقدمه وتمدنه، ومن هنا تأتي صورة النهضة العمانية التي ليست فقط في المباني التي بنيت، ولا الشوراع التي مدت، ولا المرافق التي تم تشييدها على أرض الواقع فحسب، ولكن في صورة الحضارة العمانية المعاصرة أيضا والمتمثلة في هذا الإنسان المعاصر الذي أصبح إنسانا له شخصيته وله حضوره العالمي، ويشار إليه ولا يوصف إلا بإنسان متحضر وإنسان سلام.

منظومة القيم الحيّة
أما رئيس مركز "قِيَم" "الدكتور صالح بن محمد الفهدي" فقال: لا شك في أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قد تربعََّ عرش الحكم وهو يُدرك حقيقةً واضحةً للعيانِ، وكان صريحاً في إظهارها لشعبه، وهي وعيه بعدم وفرة الموارد المادية المُعينة على النهضة، لكنه يُدرك -رغم ذلك- وفرة عوامل أعظم تتضح في مقولة جلالته: "كنا فقراء في كل شيء، لكن كنا أقوياء في أصالتنا وعقيدتنا وفي عزمنا وإصرارنا على النجاح رغم كل العراقيل والعقبات التي كانت تعترضنا" (الخطاب السامي في العيد الوطني العاشر 18/11/1980م).. هذه العبارة توضح بجلاء أن الرِّهان في البناءِ والتعمير والتطوير كان على منظومة القيم الحيّة التي هي أثمنُ ما يملكه الشعب العماني، وهي ذخيرةٌ أثبتت فاعليتها لدى الشعوب الأُخرى كاليابانيين والألمان.

وأضاف الدكتور الفهدي قائلا: كان اهتمام جلالته بالوحدة كقيمة وطنية عليا هو اهتمامٌ مركّزٌ وسديد، لأنه ينطلق من وعي عالي النظرة بأنه لا تنمية لوطن، ولا عزّة له إن لم ينصهر أفرادهُ في بوتقةٍ واحدةٍ تقدم المصلحة العليا للوطن، وتنبذ كل مصلحةٍ دونها، وهكذا تحقق المراد العظيم، إلا أن تحققه لم يكن ليرى النور في الواقع دون قيمٍ أُخرى تعضده كقيمة التسامح والعفو، وهما قيمتان طُبِّقتا على الصعيد القبلي والمذهبي والسياسي، فكان لهما أثرٌ بعيد في قيادة البلاد وتدبير شأنها، وتوازياً مع هذه القيم الداخلية الرفيعة كانت قيمة السلام مع الخارج تلك القيمة التي آتت أُكلها في الجوانب السياسية والتنموية. وما هذه القيم إلا بعض القيم التي شكّلت ركائز سياسة جلالته -حفظه الله ورعاه- في قيادة البلاد نحو آفاق من التطوير والتقدم.

محطة سنوية
أما استاذة الهندسة بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس "الدكتورة صباح بنت أحمد عبدالوهاب السليمان" فقالت: إن احتفالنا بالعيد الوطني هو ليس فقط فرحة وبهجة وسعادة تعيشها عمان في هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا، وإنما هو محطة سنوية لنا نحن العمانيين لنرى مسيرة بناء ونهضة وطن ومنجزاتها على مدى السنوات الـ 47 الفائتة التي شمخت في البلاد على يد مؤسس نهضة عمان جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه-.
نقف في هذا اليوم معا بيد واحدة نرسم لوحة تجسد مشاعر الوفاء والامتنان والولاء للوطن وللقائد المفدى ممزوجة بالدعاء لصاحب الجلالة حفظه الله بأن يمن عليه الله عز وجل بوافر الصحة والعمر المديد. في هذا اليوم نتذكر ونغرد بمنجزات عهد النهضة الزاهرة التي أسفرت عن رقي عمان الحضاري وتحقيق التنمية الشاملة في المجالات والقطاعات المختلفة التي لامست حياتنا خاصة في قطاع العلم والتعليم والجامعات والجودة والبحث العلمي والابتكار مما جعل عمان في مصاف الدول المتقدمة.

وأضافت د. صباح: إن هذه الإنجازات البارزة والنقلة النوعية التي تحققت في زمن قياسي قصير تحت قيادة جلالته الحكيمة هي شاهد عظيم على بناء عمان القوية الراسخة الأركان لتصبح من الدول التي ننعم بها اليوم بالرخاء والعزة والفخر، ولتتبوأ المكانة الرفيعة التي تحظى بها عمان دوليا حاليا لجهودها في إحلال السلام وتعزيز الأمن ونشر ثقافة الحوار؛ لذلك يشرفنا أن نجدد العهد بالسير خلف القيادة الحكيمة لقائدنا المفدى مؤكدين روح التلاحم من أجل تحقيق المزيد من التقدم والازدهار والرفعة لهذا الوطن المعطاء.

في هذا اليوم المجيد الذي يستدعي من الجميع مزيدا من العطاء من أجل الإسهام في رفعة الوطن نقول: الله يحفظك يا بلاد السلام والراحة والأمان يا عمان، داعين المولى جلت قدرته أن يحفظ لنا قائدنا المفدى وهو يرفل بلباس الصحة والعافية والعمر المديد.