«عُمانتل» ومرحلة استثمارية جديدة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/نوفمبر/٢٠١٧ ١٣:٢٧ م
«عُمانتل» ومرحلة استثمارية جديدة

تعد الشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» مؤسسة حكومية وطنية رائدة في قطاع الاتصالات، فالشركة، قامت على مدار السنوات الفائتة بجهود كبيرة وبالعديد من الخطوات الإيجابية في تعزيز دور قطاع الاتصالات في خدمة المجتمع كقطاع مهم ورافد للاقتصاد الوطني، فحققت بذلك العديد من الإنجازات ليس فقط على مستوى الاتصالات وتطوير الشبكات وعمليات الشركة في مختلف محافظات السلطنة وإنما على مستوى المسؤولية الاجتماعية أيضا.

فكان للشركة دور بارز في هذا الجانب تمثل في دعم العديد من المبادرات الناجحة التي تخدم المجتمع، وطوال السنوات الفائتة من عمر هذه الشركة العريقة كانت لي الفرصة متابعة العديد من هذه الخطوات والإنجازات وأعمال الشركة ولعل من أهمها من وجهة نظري حرص الإدارة التنفيذية على تعزيز شبكة الاتصالات بشكل مستمر ومواكبة جميع المستجدات والتطورات العالمية من حيث طرح الخدمات والعروض الجديدة واهتمام الشركة بتوصيل خدمات الاتصالات إلى جميع المواقع والتجمعات السكنية في جميع أنحاء السلطنة حتى ولو في بعض الأحيان لا توجد جدوى تجارية أو اقتصادية، ولكن كمسؤولية اجتماعية وكشركة عمانية رائدة كان هذا الاهتمام من أولويات الشركة لمعرفتها بأهمية توفير الخدمة لجميع الأفراد والمؤسسات وبحيث يكون قطاع الاتصالات جزءا أساسيا في التنمية المستدامة فقد استفادة الحكومة من عمانتل كشركة وطنية استثمارية.

إن إعلان عمانتل مؤخراً عن استحواذ الشركة على حصة مسيطرة في زين الكويتية تبلغ 22% من أسهم الشركة تعد مرحلة وخطوة جديدة مهمة تقوم بها الشركة في مسيرتها وهي نقلة نوعية قد تحقق للشركة العديد من الأهداف ليس فقط على مستوى الاستثمار الطويل المدى والذي هو من الأهداف الرئيسية للشركة في تعزيز أرباحها المستقبلية، وإنما أيضا الاستفادة من الخبرة والعلاقات الدولية التي تتمتع بها زين الكويتية والتي تعد من أكبر الشركات المتخصصة في قطاع الاتصالات على مستوى المنطقة، وبالتالي هناك العديد من المكاسب التي قد تحققها عمانتل من هذا الاستحواذ والاستفادة من وجود زين في العديد من الأسواق الإقليمية.
هذا بلاشك سيعطي دفعة قوية لعمانتل وسيفتح لها آفاقاً جديدة بعض مباشرة وغير مباشرة وهذا النهج الذي قامت به الشركة هو نهج إيجابي تقوم به العديد من الشركات في الوقت الحالي، ليس في قطاع الاتصالات فقط وإنما في مختلف القطاعات بهدف إنشاء مؤسسات وشركات تتشكل كمجموعة لتأسيس شركات عملاقة تستطيع الدخول والمنافسة في مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية، خاصة وأن هذا القطاع يشهد نمو كبير ومستقبل في ظل زيادة أعداد السكان على مستوى العالم وأيضا على نمو القطاع الذي أصبح أحد أهم القطاعات الأساسية والمحرك المباشر لمختلف القطاعات والمشاريع التنموية المستدامة، كما يشكل استحواذ عمانتل على هذه النسبة الجيدة من شركة زين أن الشركة تعمل وفق نهج سليم يتمثل في معرفة الفرصة التجارية الموجودة في المنطقة واستثمارها بالشكل الصحيح الذي يضمن تحقيق قيمة مضافة لأصول الشركة، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية تعود بالمنفعة على الشركة في زيادة أرباحها ومداخيلها المالية.
هذه الخطوة أو النهج الذي قامت به عمانتل يشكل فعلا مرحلة جديدة في مسيرة الشركة وقد يكون إنجاز جديد يحسب لهذه الشركة ومدى قدرتها في تقيم الفرص التجارية الموجودة، ولكن علينا انتظار النتائج الأولية لهذه الصفقة والتي سيتم التعرف عليها خلال الفترة المقبلة، ولكن في كل الأحوال وبشكل مبدئي يعد هذا الاستحواذ خطوة ونقلة مهمة للشركة وتجربة جديدة قد تفتح آفاقا جديدة للاستثمار مستقبلا وأيضا قد تساهم في إعطاء الضوء الأخضر للشركات الحكومية الأخرى في استثمار الفرص التجارية في المنطقة والدخول في شراكات جديدة تعود بالمنفعة وتحقق نتائج إيجابية في أداء ونمو هذه الشركات، لذلك إذا كانت بعض الشركات لديها الإمكانيات المادية ولديها خطط التوسع عليها التعرف على الفرص الموجودة واستثمارها لأن هذه الشركات بشكل عام هي شركات وطنية ومسؤولة أن تحقق أرباح سنوية وأن تخطط لزيادة هذه الأرباح سنويا، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التوسع الخارجي والاستثمار وتقيم الفرص المتاحة، فالاعتماد فقط على السوق العماني أو الاستثمار الداخلي، ومهما كان مهما وإيجابيا فإنه لن يحقق الطموح المنشود أو تحقيق زيادة في نسبة الأرباح السنوية التي تطمح بها الشركات، لذلك نقول إن النهج الذي قامت به عمانتل في قطاع الاتصالات سيساهم في فتح المجال للشركات الأخرى ويشجع للاستثمار في قطاعات أخرى، وفي أسواق إقليمية مختلفة تحقق نتائج إيجابية على جميع المستويات.

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com