مسؤولون ومختصون: «مشاريع التنمية» تعزز النسيج الاجتماعي

بلادنا الخميس ٢٣/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
مسؤولون ومختصون:


«مشاريع التنمية» 

تعزز النسيج الاجتماعي

مسقط - سعيد الهاشمي

تشهد السلطنة منجزات تنموية شملت مختلف مجالات الحياة، وما تحقق من مشاريع خلال الـ47 عاماً لا تخطئها الأعين، فقد غطت المشاريع التنموية ربوع السلطنة من أقصاها إلى أقصاها رغم صعوبة التضاريس والأنماط البيئية القاسية.

مسؤولون ومختصون أكدوا لـ«الشبيبة» علـــى شموليـــة المشاريع التنموية في ربوع السلطنة الأمر الذي انعكس إيجابياً على تقوية النسيج الاجتماعي ودعم الاقتصاد الوطني.
نائب رئيس مجلس الدولة المكرم الشيخ د. الخطاب بن غالب الهنائي قال: إن ذكريات الوطـــن مقترنــة في الأذهان بما نتج عنها من نقلـــة نوعية غيرت وجه الحياة في السلطنة، ونقلت البلاد إلى رحاب الحداثة مع التمسك بالأصالة والموروث التليد للشعب العُماني الضارب في أعماق التاريخ والحضارة.
وأضاف الهنائي: إن المتأمل في الإنجازات يجد أنها شملت جميع المجالات، وعم خيرها جميع أنحاء الوطن الغالي، وهي إنجازات تستعصي على الحصر لتعددها وتنوع مجالاتها لفائدة وخدمة الإنسان العُماني باعتباره أساس التنمية وهدفها وغايتها، ويتضح حجم المنجز على صعيد بناء الإنسان من خلال ما وصل إليه المواطن العُماني من مستوى تعليمي وتأهيلي رفيع في ظل توفر المؤسسات التعليمية والتأهيلية في جميع المستويات، وكذلك الحال في مجال الرعاية الصحية وارتفاع المستوى المعيشي للمواطن.
وأشار نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن من الإنجازات المهمة التي تحققت خلال الـ47 عاما، بناء دولة القانون والمؤسسات وتوطيد أركانها مما كفل استقرار السلطنة وعزز مكانتها وسط أسرتها الدولية.
وأكد المكرم الهنائي أن ما شهدته بلادنا من تنمية شاملة أمر يدعو للفخر والاعتزاز، وحافز للمحافظة على هذه المكتسبات التنموية، منوها بشكل خاص بما تحقق في مجال الطرق، حيث تتمتع السلطنة حاليا بشبكة متكاملة من الطرق مما يسهل التواصل بين أجـــزاء الوطن ويعزز ترابطها ويسهم فـــي ربط المناطـــق الريفية بالمراكز الحضرية الأمر الذي ينعكس إيجابا على تقوية النسيج الاجتماعي ويدعم الاقتصاد الوطني.
من جانبه أكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة المكرم د.سعيد بن مبارك الحرمي على شمولية المشاريع التنموية في السلطنة وقال: «المشاريع التنموية وصلت القرية قبل المدينة»، مما يدل على أنها وصلت إلى كل ربوع السلطنة ولم تقصر على المدن الكبرى فقط، موضحاً أن السلطنة ذات تضاريس صعبة، وبالتالي فإن تكلفة المشاريع التنموية عالية جدا، وبالرغم من ذلك فقد شقت الطرق ووصلت جميع الخدمات الأساسية إلى جميع مناطق السلطنة، حتى في قمم الجبال.
وأشار الحرمي إلى أن المستثمرين دائما ما ينظرون إلى توفر الخدمات كالطرق والموانئ والكهرباء وغيرها على أنها عوامل جذب لاستثماراتهم، فبلا شك أنها تجذب الاستثمار المحلي والخارجي وهي محرك الرئيسي للاقتصاد.
وقال عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق سعادة ناصر بن راشد العبري: تتسم ولاية الرستاق باحتوائها على مناطق جبلية ذات تضاريس صعبة، وعلى الرغم من ذلك فإن الطرق تربط بين مناطقها، وكذلك تتوفر فيها المشاريع التنموية المتنوعة كالكهرباء والمياه والمدارس والمراكز الصحية وغيرها.
وتحدث العبري عن طريق «وادي السحتن» الذي افتتح مؤخرا والذي يربط بين عدة محافظات ويخدم أكثر من 30 قرية وبلغت تكلفته الإجمالية 31 مليونا و990 ألفا و898 ريالا عمانيا، وبطول (30) كيلومترا وقال: نعمنا بافتتاح طريق وادي السحتن وهو طريق معبد بمواصفات عالمية يشق طريقه بين الجبال المنحدرة رغم وعورة الوادي، وقد كان الأهالي يعانون قبل وجوده بسبب تطاير الأتربة مما أثر على صحتهم، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى مناطقهم، لذلك نزح الكثير منهم إلى مركز الولاية وإلى محافظات أخرى هربا من صعوبة التضاريس ووعورة الطريق، وبعد افتتاحه رجع الكثير منهم إلى قريته مما أسهم في تقوية النسيج الاجتماعي، كما أن المنطقة أصبحت مزاراً سياحياً لما فيها من مقومات جاذبه للزوار، وإجمالاً انتعشت الحركة التجارة في المنطقة وأصبح الوصول إلى قرى الوادي سهلاً ومريحاً.
وأضاف العبري: إن هناك العديد من الطرق المعبدة قد شقت في الولاية رغم صعوبة التضاريس فيها منها طريق وادي بني غافر فهو يمتد في سفوح الجبال وله مداخل للقرى، وكذلك طريق وادي بني هني والذي تم مؤخرا عمل جسر يربط بين ضفتيه بمواصفات عالمية مما سهل حياة الناس هناك. وطالب عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق في ختام حديثه بإكمال وادي بني عوف ليربط بين محافظة جنوب الباطنة ومحافظة الداخلية.
أما الكاتب والباحث في التنمية والأمن الاجتماعي والمواطنة د. رجب بن علي العويسي فقال: تحققت على أرض السلطنة مشاريع تنموية، تستهدف الإنسان، أمنه واستقراره، وتحقيق فرص العيش الكريم له، ولعل ما اتجهت إليه من تعزيز الاستثمارات وبناء المدن والمناطق الصناعية، وتعزيز كفاءة الموانئ البحرية والمطارات، والمدن اللوجستية، في ظل ما انتهجته الحكومة عبر خططها الخمسية المختلفة من سياسات تنموية تنطلق من الاهتمام بالبنية الأساسية المساهمة في الدفع بعجلة التنمية والتطوير إلى الأمام وتعزيز البنية الاقتصادية الوطنية، بالشكل الذي يدعم مسار التنويع الاقتصادي.
وكان وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي قد أكد في تصريح سابق لوسائل الإعلام على أن شبكة الطرق بالسلطنة شهدت نموا ملموسا، حيث تعمل وزارة النقل والاتصالات على تنفيذ وصيانة الطرق الرئيسية والثانوية التابعة لها وتحديث هذه الشبكة من خلال إنشاء ورفع كفاءة الطرق بازدواجيتها وإنشاء الجسور العلوية مع إعطاء السلامة المرورية الأهمية الكبرى أثناء تصميم وتنفيذ الطرق.
وأضاف النعيمي: كما تعمل الوزارة على ربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطني ويسهل التواصل بين الحواضر والأرياف.