إجازتي في بلادي أحلى

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٦/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٣ ص
إجازتي في بلادي أحلى

ناصر العموري

هو شعار اتخذته لنفسي قبيل بدء الإجازة الأخيرة والتي كانت طويلة بعدد أيامها وجميلة بجوها الشتوي الذي يسود السلطنة حالياً، بأن أقضي الإجازة في بلادي أتمتع بشواطئها البكر ووديانها الخلابة وجبالها الشم وبساتينها الغنَّاء ورمالها الذهبية البديعة. بلادنا جميلة فلنجعلها أجمل من خلال تنشيط الحركة السياحية بها، وزيارة ما لم نزره فيها، ولم لا نشجع كذلك أبناءنا منذ الصغر ونعودهم على أن السياحة في بلادهم أجمل وأحلى عوضاً عن حزم الحقائب والترحال.

شاءت الأقدار أن أكون شاهد عيان لحوار نقاشي جرى في أحد المجموعات «الجروبات» المنضم إليها والتي تحوي أعضاء لهم من الثقافة والاطلاع ما لهم وكان صلب الحوار حول من هو مؤيد للسياحة الداخلية في أرجاء السلطنة بتنوعاتها السياحية كافة، ومن هو مؤيد لقضاء الإجازة في إحدى دول الجوار، وجاء الحديث هنا حول المقومات السياحية ومدي توافر الخدمات فيها، أضف إلى ذلك تعدد الخيارات الترفيهية والتسويقية مروراً بالمسافة المقطوعة وتجشم المسافر عناء السفر ناهيك عن التأخير على الحدود رغم كثرة المنافذ الحدودية نظراً للازدحام الشديد.

وبحق، كان النقاش ثرياً بين الطرفين فجرى التطرق من خلاله إلى ضعف الخدمات في بعض المناطق السياحية في السلطنة والتي يرتادها السياح وبكثافة خصوصاً من المواطنين، وربما يقول قائل وزارة السياحة غير مقصرة في هذا الجانب وتعمل ما عليها، ولكن ينبغي عليها أن تكثف الجهود وتعلن حالة الطوارئ لاسيما أيام الإجازة الطويلة، وعمل فرقة متابعة من قبل وزارة السياحة لتغطية وعلاج أي نقص أو قصور قد يحصل، والكل يعلم أن رجع الصدى سواء أكان سلبياً أم إيجابياً يجري الآن وفي دقائق معدودة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا مطلب أن تهتم وزارة السياحة بما ينشر من ملاحظات وانتقادات من قبل المرتادين للمواقع السياحية سواء كانوا سياحاً مواطنين أو أجانب والاستفادة منها في علاج ما يمكن علاجه، وتحسين الخدمات للأفضل والأجود.
كما تطرق المتحاورون إلى قلة الخيارات الترفيهية في السلطنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر عدم توافر أماكن ترفيه تنشد سياحة أفضل مثل حديقة الحيوانات والحدائق المائية وأخرى مما لا تعد ولا تحصى، وكذلك تعدد الخيارات التسويقية في الدول المجاورة والمحدودة في بلدنا. نعم، ربما سمعنا عن بعض المشاريع السياحية ذات النمط التسويقي والترفيهي القادمة والتي منها ما هو في طور الإنشاء حالياً، ومنها ما هو في طور الدراسة والتخطيط، ومن هذا المنبر أدعو رجال الأعمال العمانيين للاستثمار في بلدهم فهي أولى من غيرها وهى تظل برهاناً وضمانة حقيقية لوطنيتهم.

باختصار، أنا أرى أن السياحية في بلادي أجمل وأحلى وإن كانت ثمة مبالغ أصرفها فبلادي بها أحق، وإن كان هناك بعض القصور الواضح حالياً فسيتلاشى تدريجياً، فالكمال لله وحده شريطة أن نرى الجديد والحديث دائماً من قبل وزارة السياحة، وأن تعطي السياحة الداخلية النصيب الأوفر والاهتمام الأكبر من حيث تطوير الخدمات وتأهيل جودتها بما ينعكس بالإيجاب والرضا على المرتادين للسياحة الداخلية.

(خارج النص) حتى لا نذهب بعيداً عن السياحة؛ عجبي ممن يرتاد الشواطئ والوديان والصحاري والحدائق والمتنزهات ويجدها لوحة بديعة زاهية، فيلطخ هذه اللوحة البديعة الزاهية بالأوساخ والقاذورات التي يتركها خلفه! بلدكم وما تحويه من مواقع سياحية هي كنزكم ومنزلكم الكبير فلتحرصوا على نظافته ففيه انعكاس لحبكم لوطنكم.