السيارة المصرية «الصغيرة» الأولى طور الإنتاج الآن

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٧/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٥:٣٦ ص
السيارة المصرية «الصغيرة» الأولى طور الإنتاج الآن

مي رستم

على الرغم من عدم حصوله على شهادة جامعية في هندسة السيارات، يقدم أحمد الفقي اسمه كأول منتج للسيارات المحلية في مصر.

عندما يتعلق الأمر بالسيارات، ليس هناك شيء اسمه اختيار سيارة «محلية» في مصر؛ فالطرق في ذلك البلد مزدحمة بمختلف أنواع السيارات القادمة من جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة وألمانيا إلى اليابان الصين.لكن السيارات المحلية ليست موجودة أصلاً.على الرغم من ذلك، ربما تتغير الأحوال قريباً، فعلى بعد كيلومترات قليلة من إحدى عجائب الدنيا السبع - أهرامات الجيزة - يعمل أحمد سعيد الفقي و40 من أعضاء فريقه المجتهد على شيء قد يدخلهم التاريخ.لقد قام الفريق بتصنيع أول سيارة صغيرة محلية في مصر. وعلى الرغم من أن الفقي لم يتلقْ أي نوع من التدريب الرسمي، ولم يقم بدراسة هندسة السيارات، بينما درس القانون والشريعة في جامعة الأزهر، كان مشروعه التجاري الأول هو التجارة في توك توك الريكاشة، تلك العربة الصغيرة التي اكتسب منها الخبرة التي لديه اليوم. يقول الفقي: «على غرار غالبية المصريين، لم أحصل على وظيفة تناسب شهادتي الجامعية. كانت محاولتي الأولى مشروع الوكيل، المتخصص في النقل الخفيف، وبيع الدراجات النارية، والدراجات الثلاثية، والتوك توك». لاحظت أن الطلب على التوك توك يزداد كثيرًا، حيث تستورد مصر قرابة 6 مليون توك توك سنويًا. «حينها راودتني الفكرة. شعرت بالرغبة في إنتاج توك توك محلي الصُنع، بشكل مُوحَّد، وأكثر أماناً، وأقل تكلفة، وبأيادٍ مصرية».السيارة تعمل بشكل رائع وبعد ثمانية عشر شهراً من البحث المُكثَّف، توصَّل الفقي أخيراً إلى صناعة أول سيارة محلية مصرية هذا العام.

يوضح الفقي: «ظللت أراقب وأحلل الأعطال التي تحدث للتوك توك والدراجات الثلاثية، ومن ثم قمت بإنتاج نموذج أولي. بعد بضعة أشهر، وجدت بعض الأشياء التي بحاجة إلى تغييرها أو تحسينها، لذلك قمت بإنتاج نموذج جديد ومُحسَّن».
«عندما صممنا النموذج الخامس، وبعد اختبار السيارة بأنفسنا في شوارع القاهرة لمدة 6 أشهر، توصلنا إلى النموذج النهائي، وشعرنا بالسعادة لذلك». لكن رغم وجود تشابه بينه وبين النماذج الصينية، يقول الفقي أن «السيارة الصغيرة المصرية» أفضل بكثير، ويؤكد: «السيارة المزودة بأربع عجلات هي أكثر ثباتاً، ويمكنها حمل ضعف عدد ركاب التوك توك العادي، كما أن المحرك الذي يعمل بنظام الحقن المباشر «إيكو» يوفر في استهلاك الوقود».

يشعر الفقي الآن بسعادة غامرة بفضل المركبة التي صنعها، ويتطلع إلى توسعة نطاق المشروع. يقول الفقي: «هناك طلب كبير على السيارات التي نقوم بصناعتها، ونبذل قصارى جهدنا لتلبية ذلك الطلب. ومع ذلك، هدفنا هو مضاعفة الإنتاج، ونعمل في الوقت الحالي على إضافة خط إنتاج جديد يساعدنا على زيادة الإنتاجية». حتى الآن، هناك أكثر من 40 سيارة قمنا ببيعها إلى القطاع الخاص في مصر، إلى جانب 5 سيارات بيعت في الإمارات العربية المتحدة. وقد تواصل أحد الزبائن مع الفقي لتصنيع سيارة في موزمبيق، لكن الفقي رفض دون أن يوضح السبب.

المعوقات
على الرغم من أن السيارة لاقت إشادة كبيرة، حيث تتزايد الطلبات لتشمل 22 بلداً في جميع أنحاء أفريقيا، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. فبينما يحاول الفقي شق طريقه نحو أحلامه، لم يتمكن بعد من الحصول على التراخيص اللازمة لبيع السيارات الصغيرة في مصر، مع إنه اتبع كافة الإجراءات اللازمة، ويضيف الفقي: «لا نزال ننتظر موافقة الجهات الحكومية المختصة لترخيص المركبة الصغيرة كسيارة، وليست كدراجة ثلاثية».

«دون الحصول على الموافقات، لن نتمكن من قيادة السيارة سوى في الطرق الخاصة في المنتجعات أو المجمعات السكنية، وهذا ما لا نريده».

اقتربنا كثيراً
متسلحاً بالأمل، يعترف الفقي بأنه لا يمكنه توقع مستقبل السيارة الصغيرة، لأن الأمر بالنسبة إليه يفوق كافة التوقعات، ولكن إن سارت الأمور بخير، هناك خطط كثيرة لتنفيذها.

«نفعل كل ما بوسعنا للحصول على التصاريح اللازمة. في الوقت الحالي، نعمل على تطوير نموذج جديد لسيارة بضائع يمكنها حمل طن من البضائع».
«وما هو أفضل من ذلك، هو أننا سنسعى في النهاية إلى تطوير سيارات تعمل بالماء».