حول العالم على دراجة "سيكل"

7 أيام الخميس ٠٧/ديسمبر/٢٠١٧ ٢٢:٤٥ م
حول العالم على دراجة "سيكل"

مسقط- خالد عرابي
كثيرا ما سمعنا عن مغامرين من حول العالم يأتون إلى بلداننا العربية، منهم من يأتي في سيارة أو في شاحنة وقد رأينا حتى من أتى في سيارة إسعاف بعد أن عمل على تحويلها إلى "كرفان"، ومنهم من يأتي على دراجة نارية أو حتى هوائية.. ولكن اليوم نأتي لكم بقصة مختلفة إنها من هنا من عندنا إلى قلب استراليا، وهي لعماني يدور حول العالم ليس بسيارة أو دراجة نارية، ولكن على دراجة هوائية "سيكل".. بطل هذه المغامرة هو ابن ولاية إذكي سليمان بن صالح بن سالم المعولي البالغ من العمر "44 عاما".. "7 أيام" تواصلت معه ليحدثنا عن تلك المغامرة فماذا قال عنها؟

في البداية أكد المعولي على أن تلك الرحلة ليست الأولى بالنسبة له، فهو يعشق هذا النوع من المغامرات منذ فترة طويلة، وأن تلك المغامرة لعبور استراليا على دراجة هوائية "سيكل" تأتي تواصلا لرحلاته السابقة حول العالم على دراجته الهوائية فاستراليا بالنسبة له هي الدولة الثالثة والعشرون، وقد اختارها لما تتميز به هذه القارة من تنوع في الطبيعة والحيوانات النادرة الموجودة بها، بالإضافة إلى الإطلاع على عادات وثقافة وتاريخ شعبها.

وأشار قائلا: بداية رحلاتي كانت في العام 2014 برحلات محلية داخل السلطنة بين المحافظات ثم تدرجت فيها بعمل رحلة إقليمية لدول الخليج العربي وبعدها أتت فكرة الطواف حول العالم والتي اتمنى أن أحققها إذا أراد الله رب العالمين.

وأضاف المعولي قائلا: بدأت هذه الرحلة -أي إلى استراليا- انطلاقا من مطار مسقط الدولي جوا في يوم الـ 14 من نوفمبر، ووصلت إلى مطار بريزبن باستراليا في اليوم التالي وقد مثل ذلك بالنسبة لي نقطة انطلاق هذه الرحلة التي ستمتد -إن شاء الله- لمدة ٥٠ يوما ولمسافة 3500 كم تقريباً، فمن بريزبن اتجهت إلى سيدني، وقد قطعت حتى الآن مسافة 1103 كيلومترات، ثم بعد ذلك ساتوجه إلى العاصمة كانبرا، ثم ساتجه جنوباً إلى أدليد ثم العودة إلى ملبورن التي ستكون نقطة النهاية للرحلة، والتي يتوقع أن أصل إليها بأذن الله في 31 ديسمبر الجاري، حيث أسير بمعدل يومي ما بين 90: 100 كلم، والحمد لله كل الأمور حسب المخطط لها إلى الآن.

وأشار المعولي إلى أنه اختار هذا المسار لأنه من خلال بحثه المسبق وإطلاعه وجد أنه مسار يتميز بالتنوع الطبيعي مابين الشواطئ الرملية والصخرية والغابات والأراضي المزروعة في شمال استراليا والمعالم الحديثة العصرية في الشرق والسهول الغابية والصحراء والتشكيلات الصخرية في الجنوب.

وعن أهداف رحلته قال: تعودنا أن نرى في بلداننا الكثير من المغامرين، وكنت أرى انبهار البعض بهم، والسؤال الدائم التردد: كيف لهم أن يقوموا بمثل هذه المغامرات؟ وكأننا لسنا بقادرين على فعل مثل هذا الأمر، فأردت أن أظهر للبعض المقدرة على خوض هذا النوع من المغامرات رغم الصعوبة والمخاطر وقساوة ما قد يمر به الشخص من مناخ طبيعي متقلب بين برد وحرارة وأمطار وضباب وغيره.

ومن أهدافي الأخرى -بالإضافة لما ذكرت سابقاً- الرحلة بحد ذاتها وإشباع شغفي بالمغامرة من خلال التخييم والسير في الطبيعة تحت كل الأحوال الجوية والاعتماد على النفس بالتنقل وإعداد الطعام بنفسي. أما الهدف الأهم من كل ذلك فهو رفع علم السلطنة ونيل شرف تمثيلها بهذا النوع من المغامرات بمختلف بلدان العالم.

وعن الإعداد للرحلة قال: كان التخطيط لها كأي رحلة سابقة من خلال الإطلاع على معلومات عن البلد المستهدف وأخذ فكرة كاملة عنه كمعرفة ما يتميز به من معالم والطقس والعملة المتداولة وأهم القوانين والمحظورات، أما الجانب البدني فهو التمرين بالدراجة بصورة متواصلة بالإضافة إلى القيام برحلة داخل السلطنة لمدة 6 أيام. وبالإضافة للدراجة تحتاج مثل هذه الرحلات إلى عدة التخييم والنوم والطبخ وبطاريات تخزين لشحن الأجهزة الإلكترونية والكاميرات وبعض من الملابس والمواد الغذائية ومياه الشرب، وكل هذا يتم حمله داخل حقائب معلقة بالدراجة يصل وزنها كاملة إلى 50 كجم.

وعن المصاعب التي واجهته خلال الفترة السابقة قال: كانت صعوبة النوم في الأيام الست الأولى، وذلك لاختلاف التوقيت حيث تسبقنا استراليا بـ 7 ساعات كاملة، وكذلك الأمطار التي كانت تتسبب في تأخيري وتوقفي عن مواصلة الرحلة لساعات في بعض الأحيان، كما أنني اضطررت في بعض الأيام -بسبب الظروف المناخية- لعدم المسير لفترات طويلة تصل إلى يوم كامل.

وعن المواقف الطريفة التي واجهته قال: إن أحد الاستراليين -وفِي اعتقادي هو رجل دين- جاء إلي وأنا أقوم بتركيب الخيمة لقضاء الليل وأخذ يحدثني عن المسيحية، وظل يتحدث كثيراً ثم بعدها قلت له لم أفهم أغلب كلامك فسألني عن لغتي، وعندما عرف أني اتحدث العربية ذهب إلى سيارته وأحضر لي منشورا من عدة صفحات عن المسيحية باللغة العربية فأخذته منه وشكرته. ومن خلال جولته بالدراجة تعمق المعولي في المجتمع ولذا كان السؤال حول انطباعه عن الشعب الاسترالي، فقال: إن الشعب ودود جداً ومبتسم ويحب المساعدة.

أما عن المواقف الخطرة التي واجهها فقال المعولي: كان دخول باكستان من حدودها مع إيران ومن أقليم بلوشستان تحديداً من أخطر الرحلات حيث لم استطع التجول فيها بحرية، فقد كان تنقلي فيها منقولاً مع دراجاتي بسيارات الشرطة الباكستانية وتحت الحراسة لانعدام الأمن، حتى وصولي إلى مدينة كويتا. وكذلك من المواقف الصعبة الأخرى احتجازي والتحقيق معي لمدة 7 ساعات في الحدود الهندية- النيبالية للاشتباه في أني أريد الدخول بطريقة غير شرعية لنيبال. بالإضافة إلى حادث السير الذي تعرضت له في العاصمة القطرية الدوحة في رحلة سابقة والذي أثر بشكل كبير على الدراجة.

واختتم سليمان المعولي حديثه قائلا: اتوجه بالشكر لكل من دعمني وساندني وأخص بالذكر رعاة هذه الرحلة: فريق البصرة الرياضي بولاية إزكي وفريق الداخلية للمغامرات والطيران الشراعي بولاية نزوى.