تشكيلي «من الأرض إلى السماء» في «بيت الغشام»

مسقط -
احتضن متحف بيت الغشام بولاية وادي المعاول خلال الفترة 5 - 6 ديسمبر الجاري، معرض الفن التشكيلي «من الأرض إلى السماء»، الذي جاء في ختام ورشة فنية نفّذها الفنان الألماني بهاء الدين خلال الفترة 2 - 4 ديسمبر، بمشاركة عدد من الفنانين وهواة الرسم العُمانيين، وذلك تزامناً مع احتفالية المتحف بالعيد الوطني السابع والأربعين ومرور عام على افتتاحه.

اشتمل المعرض الذي افتتحه وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية سعادة سعود بن سالم البلوشي على عدد من اللوحات الجدارية التي رسمها الفنان التشكيلي بهاء الدين والتي عرضها في كبرى المدن الألمانية كفن تجريدي يركز على الفهم الأعمق للحياة والكون من حولنا، بالإضافة إلى رسومات الفنانين والهواة المشاركين في الورشة.
وإلى جانب ذلك قام سعادة راعي الحفل بالتجوّل في أروقة المتحف والاطلاع على المقتنيات التاريخية والأثرية التي يحتويها.
وفي هذا السياق عبّر الفنان بهاء الدين عن فكرة المعرض قائلاً: ثمة أبعاد دينية وفلسفية تنطوي عليها الفكرة، إلى جانب الأبعاد الفنية والجمالية، لذلك دائماً ما أختار أماكن مثل المكتبات والأماكن العتيقة التي تتميّز بالارتفاع والعلو ما يرمز إلى البعد الفني للرؤية الجوهرية التي يرمي إليها العمل (من الأرض للسماء)، وهو أيضاً ينطوي على خطاب عميق يتجه نحو الكينونة الإنسانية، إذ إن الإنسان في سعيه وحياته وسيره دائماً ما يقف على رجليه ويتطلع بحواسه ومشاعره نحو الأعلى، إلى السماء وإلى (الماوراء الغيبي) الذي هو جوهر الإيمان.
وأضاف بهاء الدين: إلى جانب ذلك فأنا ألتمس في هذا العمل الروابط الفنية والحضارية التي تربط المعمار العُماني بمفردات الحضارة الإنسانية في أبعادها الأوسع، وكذلك المعمار الحضاري الحديث في مختلف بلدان العالم، من خلال تجانس وتجاور عميق بين ما هو حداثي وما هو تاريخي قديم في هذا المعمار الحضاري العُماني البديع، وهذا ما سعيت إلى تجسيده عبر اللون ومفردات التشكيل على فضاء اللوحة الفنية. كما عبّر الفنان بهاء الدين عن إعجابه بمثابرة الشباب العُمانيين الذين حرصوا على حضور ورشة العمل الفني على مدى يومين متتاليين، مشيداً بمستوى المواهب التي لمسها، مؤكداً على الحوار المباشر الذي يتخلل الورش الفنية، ما يسهم في تلاقح الرؤى والأفكار ويعمّق المعرفة لدى الفنان.
واختتم الفنان بهاء الدين حديثه منوّها بالمناخ الاجتماعي والبيئي في عُمان وثرائــه وتنوّعـــه، ما يسهم في صياغة أفكار فنية وأعمال إبداعية ذات خصوصية فريدة وملامح تأخذ أبعادها من روافد هذه البيئة الخصبة.