قريات الشامخة بحصونها والغنية بتنوعها

مزاج الاثنين ١١/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٩ ص
قريات

الشامخة بحصونها والغنية بتنوعها

مسقط - خالد عرابي

تقع ولاية قريات على الساحل الممتد من مسقط في الشمال إلى الجنوب، وتوازي طريقاً جبلياً فريداً، فهي جنوب شرق العاصمة مسقط، التي تبعد عنها حوالي 100 كيلومتر، وتحدها من الشمال، بينما يجاورها في الجنوب الشرقي صور، وفي الجنوب الغربي دماء والطائيين، أما من الغرب فالعامرات. وتجمع قريات سياحياً ما بين التنوع الجبلي والطبيعة الخلابة والشواطئ والمزارع وغيرها.. رشحها لنا هذا الأسبوع الخبير السياحي، طارق الخولي الذي قال عنها بأنها واحدة من المحطات السياحية المفضّلة لدى الكثيرين في السلطنة وذلك لأسباب عديدة منها ما تزخر به من تنوّع طبيعي ومعالم مختلفة، كما أنها الأقرب إلى العاصمة مسقط، مما يجعلها الأسهل والوجهة الأكثر جذباً للمواطنين والمقيمين في مسقط والمناطق المجاورة، ومن أبرز معالمها قلعتها الشامخة وكهف مجلس الجن وهوية نجم، وتُعرف الولاية بأنها موطن للمزارع التي تستقطب المواطنين والوافدين خاصة في إجازات نهاية الأسبوع، وذلك إلى جانب الشواطئ النظيفة، ومن تلك الشواطئ: رأس الشجر، وضباب. كما تُعرف الولاية بانتشار المساجد التي يُقال بأن عددها يصل إلى حوالي أكثر من 140 مسجداً، والأودية التي تزيد عن 50 وادياً، والأفلاج التي تزيد عن 170 فلجاً.

الحصون

تشتهر الولاية بالحصون حيث يوجد بها ثلاثة من أبرز الحصون وهي: حصن قريات الذي يمتد عمره إلى أكثر من 200 سنة. وحصن الساحل، وحصن داغ، وتم تجديده في عهد السلطان تيمور بن فيصل، والذي بُنيت في عهده أيضاً َثلاث قلاع بالولاية أهمها: قلعة البرج الملاصقة لحصن قريات، وخرموه التي تقع في قرية الجنين، وقلعة الصيرة التي تقع على الساحل. كما تشتهر الولاية حديثاً بمعلم مهم وهو سد وادي ضيقة الذي بُني على هذه الوادي المهم، والذي يعتبر امتداداً لبعض الأودية الممتدة من ولاية دماء والطائيين وحتى المصب في قريات، ويشكّل هذا الوادي مع السد متنزهاً طبيعياً فريداً، وموقع جذب سياحي، خاصة مع ارتفاعه الشاهق والمميّز ومنظره البديع، وكونه يعدّ من الأودية التي يسهل الوصول إليها نتيجة سهولة الطريق، وبالقرب من هذا الموقع توجد تلة صخرية صغيرة تمثل محط الزيارة إلى هذا الوادي كونها تشرف على جزء كبير من مجراه ويؤدي وادي ضيقة إلى منطقة المزارع.

وأشار الخولي إلى أنه من المعالم البارزة في الولاية أيضاً، كهف مجلس الجن، ويقع بالقرب من هضبة سلمى، القريبة من قرية فنس، ولذلك سُمي بـ«كهف سلمى» كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى المنطقة التي يقع فيها، ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية، كما يعتبر واحداً من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية هناك، إذ يقال بأنه ثالث أكبر الكهوف في العالم، وأنه يمكن أن يستوعب بداخله 10 طائرات كبيرة، كما قدّر بعض الخبراء سعة الكهف لـ12 طائرة بوينج 747، وطول الكهف يصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 متراً وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف حوالي 120 متراً، ويتطلب الوصول إلى قمة الكهف جهداً حيث يتوجب قطع مسافة 1300 متر من الدروب الجبلية الوعرة في حوالي خمس ساعات تقريباً أو عن طريق الطائرات العمودية لتفادي تلك الدروب الوعرة المؤدية إلى الكهف والتي تتناثر فيها الحجارة المدببة والهضاب المتموجة كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال. وقدّر بعض الجيولوجيين عمر الكهف بخمسين مليون سنة. كما أكد الخولي على أن هناك معلَماً آخر من معالم الولاية وهو «هوية نجم» التي تعدّ من المعالم البارزة بالولاية وبها متنزه هوية نجم، الواقع في قرية ضباب، والموازي للطريق الجديد الممتد من مسقط إلى صور، ويُقال بأن هناك أسطورة وراء هذه التسمية «هوية نجم» حيث يُقال بأنه سقط منذ أعوام بعيدة نيزك في تلك المنطقة فصنع تلك الحفرة العميقة المليئة بالمياه في أسفل الحفرة وهي الآن محاطة بجدار ويوجد بها سلم من الأسمنت لأسفل الحفرة، ويمكن للزوار النزول عبر هذا الدرج إلى المياه ويقوم البعض بالسباحة فيها رغم إننا لا ندعو إلى ذلك. ولفت النظر إلى معلَم آخر من معالم الولاية وهو وادي العربيين، وتتميّز قرية وادي العربيين بغزارة المياه حيث توجد بالوادي البرك المائية العميقة ومجاري المياه الغزيرة، ويتكوّن وادي العربيين من عدة قرى واقعة على ضفتيه وهي: البطحاء، حيل القواسم، السيح، والصليفي، وتشتهر هذه القرى بزراعة النخيل وأشجار الموز والمانجو ودائماً ما تكون موطناً لجذب الزوار للجلوس أسفلها والتخييم.