يحدث في اليمن: أستاذ جامعي يتحول إلى خباز

الحدث الاثنين ١١/ديسمبر/٢٠١٧ ١٩:٥٠ م
يحدث في اليمن: أستاذ جامعي يتحول إلى خباز

الشبيبة- إبراهيم مجاهد

لجأ العميد دكتور، عبد اللطيف العُسالي، أستاذ علم الاجتماع وعلم النفس الجنائي، بأكاديمية الشرطة، إلى العمل في مخبز بالعاصمة اليمنية صنعاء، بعد أن تقطعت به السبل كغيره من الأكاديميين اليمنيين، بسبب توقف مرتبات موظفي القطاع الحكومي في اليمن منذ أكثر من سنة.
يرى العميد العُسالي في حديث خاص لـ "الشبيبة" إن من رحم هذا المخبز الذي يعمل فيه تولد اليمن، كون صموده في ظل هذه الظروف وتمكنه من التغلب على تحديات العيش والضغوط الاقتصادية، خاصة وأنه يشعر بأن المجتمع الدولي قد خذل اليمنيين.
بصوت متحشرج بغصة ألم كبيرة على ما وصلت إليه اليمن، يتلو أبيات شعر كتبها من رحم هذه المعاناة، ويؤكد أنه آن الأوان لن تضع الحرب أوزارها ويعيش الشعب اليمني بسلام وكرامة.
يبيع الخبز ولا يوجد من يطعمه..
بكل أريحية يقول الأكاديمي اليمني العُسالي أنه يشعر بفخر واعتزاز مما يقوم به حيث يرى أن عمله في المخبز يجسد لوحة نضالية لصمود الشعب اليمني. كما يحلم الدكتور العُسالي أن يولد من رحم هذه المعاناة يمن جديد يحمل بذور المستقبل والحرية والعيش الكريم، والسلام والإخاء.
الدكتور العُسالي كان محظوظاً حينما كان يمتلك سيارة وأرض حلم كثيراً أن يبني فيها مسكن لأسرته، ولكنه اضطر لبيعها كي يتمكن من فتح هذا المخبز ليبيع الخبز للجوعى بأسعار زهيدة وبخسارة، اضطرته لبيع سيارته التي كان يتواصل بها، فيما بعد ويسدد الديون التي تراكمت عليه بسبب تخفيضه لأسعار الخبز للمواطنين الجوعى، فهو ينطلق في عمله من باب إيجاد خدمة إنسانية يساعد من خلالها كثير من الجوعى الذين لا يجدون رغيف خبز، وليس ربحية كما يفعل الكثير في هكذا ظروف.
هذه ليست هي المرة الأولى التي يلجأ فيها أكاديمي للعمل في بعض المهن التقليدية البسيطة لتوفير لقمة العيش، في زمن الحرب، حيث سبقه عدد آخر لجاءوا لأعمال مماثلة بعد أن توقفت مرتباتهم، وتقطعت بهم السبل.