«بيت الزبير» ينتدي حول الشعر والفن والتصوف الأسبوع المقبل

مزاج الأربعاء ١٣/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٦:٠٩ ص
«بيت الزبير» ينتدي حول الشعر والفن والتصوف الأسبوع المقبل

مسقط -

تنظم مؤسسة بيت الزبير عبر مختبر الشعر التابع لها مساء يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين الموافق 18 و19 من هذا الشهر معرضاً وندوة فكرية تتبع العلاقة بين الشعر والفنون التشكيلية والفضاءات الروحية التي طبعت العديد من التجارب الإبداعية في الذاكرة العُمانية، ويسعى هذا المشروع للوقوف على التشابك المعرفي، واستنطاق المفاهيم الجمالية التي تجمع الفن التشكيلي مع الشعر والتصوف، وتحاول تجلية أنساق التأثر والتأثير التبادلية بين الكتابة واللون، وتستبطن التلاقي والتنافر أفقياً ورأسياً بين هذه المجالات والموضوعات.

وعلى مدى عام كامل نظّمت مؤسسة بيت الزبير زيارات ميدانية لفنانين تشكيليين عُمانيين قاموا بزيارة الأماكن التي عاشت في تفاصيلها الأسماء الإبداعية وقاموا باستلهام هذه التجارب وقراءة نتاجها ومن ثم تحويله للوحات فنية قارئة للملامح الفكرية والرؤية الوجودية التي ميّزت هذه التجارب في بحثٍ عن المنطقة المتداخلة بين الشعر والفنون التشكيلية والقيم الوجودية الفكرية المبثوثة في الإرث الأدبي الفكري الذي خلّفته هذه الأسماء.

وسيتضمّن المعرض أعمالاً فنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين العُمانيين وهم: فيصل جلال المير البلوشي، نادية جمعة عبدالرحمن البلوشية، محمد سعيد مبارك الراشدي، علي هلال حميد المعمري، أسماء كليب، فهد سالم ناصر المعمري، مريم العمرية، أميرة أحمد علي الشحية، وسامي السيابي.
وفي اليوم التالي مساء الثلاثاء الموافق 19 من ديسمبر تنظم المؤسسة ندوة ثقافية تحمل عنوان «تداخل المنظومات المعرفية: الشعر، الفنون التشكيلية، والتصوف» وسيشارك فيها كل من المفكر والشاعر البروفيسور شربل داغر من الجمهورية اللبنانية، وهو بروفسور له ما يزيد عن خمسين إصداراً في الفلسفة والنقد والشعر والترجمة، حيث سيقدّم ورقة عن التجربة الروحية في الفن التشكيلي بالوطن العربي، كما سيشارك رئيس تحرير مجلة التفاهم د.عبدالرحمن السالمي، بورقة تحمل عنوان «انطباعات حول الفن الإسلامي في عُمان.. التأثير والأبعاد»، ود.عبدالوهاب عبدالمحسن، الفنان التشكيلي الحاصل على دكتوراه في الفلسفة والذي سيقدّم ورقة بعنوان «غواية السطح الأبيض»، والأستاذ عبدالله الحجري، وهو باحث في التصوف عن «الشعرية الصوفية بين الخيال والحقيقة في التجربة العُمانية».
ويرى المدير العام لمؤسسة بيت الزبير د.محمد الشحي: «إن هذا المشروع بحث عن المساحات المعرفية النوعية التي لم تتعرّض للاستقراء والتتبع على الأقل في السياق الثقافي المحلي، ومحاولة للبحث عن مساحات فنية تشكيلية تجريبية مغايرة، وستخرج أعمال الندوة مع الأعمال الفنية للفنانين المشاركين في كتاب توثيقي ليكون مربعاً أول للمسارات البحثية اللاحقة والجهود المعرفية التي تنوي سبر التداخل بين الأدبي والروحي والفني وما ينتج عن هذا التداخل من مناطق معرفية جديرة بالتأمل والاستنطاق».
بدوره يقول الشاعر والمشرف العام على مختبر الشعر سماء عيسى عن هذا المشروع: «تتويجاً لمجهودات فنية وثقافية، شملت تجارب أساسية في الشعر الصوفي العُماني، بغية إحياء ذكراها وذكرى مبدعيها، وذلك عبر ربط هذه التجارب المتميّزة بالفنون البصرية الحديثة، خاصة الفن التشكيلي والخط الإسلامي، قام مختبر الشعر ببيت الزبير، برعاية هذه التجربة على مدى العام الجاري، مرتبطاً ذلك بندوة دعي للمشاركة فيها عدد من الباحثين المتميّزين، ممن تتبعوا وبعمق التجربة الروحية في الفن التشكيلي العربي والإسلامي، فضلاً عن تقديم صورة مضيئة عن الإبداع الروحي العُماني تشكيلياً عبر العصور». يذكر أن هذه الفعالية هي واحدة من عدة فعاليات نظمها مختبر الشعر ببيت الزبير كان آخرها تدشين كتاب «ثلاثون سدرة تحرس الجبل» الذي يتضمن نصوصاً شعرية لكتّاب عُمانيين باللغتين العربية والألمانية، كما أن المختبر يستعد لإقامة عدة فعاليات قادمة تستهدف شرائح عدة من المجتمع.