«بيئة» تتجه لاستخدام «النفايات» في تحلية المياه

بلادنا الخميس ١٤/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠١ ص
«بيئة» تتجه لاستخدام «النفايات» في تحلية المياه

مسقط- خالد عرابي

تسعى السلطنة إلى تعظيم الاستفادة من مواردها المختلفة بكل السبل، ويأتي واحد من المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها هو الاستفادة من النفايات والمخلفات في توليد الطاقة واستخدامها في تحلية مياه البحر، ويأتى عظم هذا المشروع من خلال ما سيعود به من نتائج، إذ تقول الدراسات أنه عند اكتماله سينتج حوالي 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وهو يمثل حوالي 45%إلى 48 %من الطاقة الإجمالية لجميع محطات تحلية المياه في السلطنة، كما أنه سيتعامل مع حوالي 2100 طن من النفايات البلدية يوميا، وهي ما تمثل حوالي 40%من كمية النفايات البلدية اليومية في السلطنة.. الشيخ محمد بن سليمان الحارثي، نائب الرئيس التنفيذي للتطوير الإستراتيجي بشركة «بيئة» كشف لـ «الشبيبة» عن تفاصيل هذا المشروع.

في البداية أكد الحارثي على أن الدراسات التفصيلية حول مشروع الاستفادة الفعلية من النفايات في تحويلها إلى طاقة يستفاد منها في تحلية مياه البحر قد اكتملت، مشيرا إلى أنه مشروع وطني ضخم نتحدث من خلاله عن استخدام 2100 طن من النفايات البلدية يوميا، وهي ما تمثل حوالي 40%من مجمل كمية النفايات اليومية في سلطنة عمان، وذلك لإنتاج حوالي 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وهو حوالي 45%إلى 48%من الطاقة الإجمالية لجميع محطات تحلية المياه في السلطنة. وحاليا نعمل مع الهيئات المختلفة لطرحه كمناقصة تنافسية للقطاع الخاص العام القادم إن شاء الله.

وأشار الحارثي إلى أن إنتاج الطاقة من النفايات ليس بشيء جديد عالميا وهو مطبق في أوربا ودول مختلفة من العالم، ولكن جديد تماما في المنطقة بشكل عام، وقد فكرنا في شركة «بيئة «في الاستفادة بطرق مختلفة من هذه الطاقة، فقد نظرنا إلى البخار لاستخدامه استخدامات صناعية، ونظرنا إلى استخدام الحرارة للتدفئة، ونظرنا للكهرباء وكلها كانت غير مجدية، ولذلك وبعد دراسة وجدنا أن أفضل السبل في الاستفادة من هذه الطاقة المنتجة، هي أن ندخلها ونستخدمها في تحلية مياه البحر من خلال إنشاء محطة لتحلية المياه، وهي فكرة نعمل عليها منذ فترة وعملنا عليها بدراسات تفصيلية، وقد أثبتت أن هذه العملية ستكون مجدية بالنسبة للسلطنة بشكل كبير، فلنا أن نتخيل أنها ستقوم بإنتاج 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا وأنها تتعامل مع 2100 طن من نفايات البلدية يوميا، ومعظم هذه النفايات التي ستستخدم في هذا المشروع سيأتي جزء منها من مسقط ومنطقة شمال وجنوب الباطنة وما حولها، حيث يتوقع أن يقام المشروع في منطقة جنوب الباطنة ما بين بركاء والمصنعة، وذلك وفقا للدراسات التي تمت، وبسبب العملية اللوجستية.
وعن عملية التحويل وكيفية استخدام النفايات كطاقة لتحلية مياه البحر، قال الحارثي: هي عملية معالجة حرارية للنفايات وهي أن تأخذ النفايات وتعالجها بطرق تكنولوجية مختلفة، وواحدة منها الحرق المباشر، أي تحرق النفايات فتنتج الحرارة التي تمرر من خلالها المياه لينتج البخار، والبخار بالضغط العالي يمر في توربينات يتم من خلالها إنتاج الطاقة التي بدورها تستخدم في تحلية المياه.
وعن تمويل المشروع قال الحارثي: سيطرح كاملا للاستثمار للقطاع الخاص عن طريق مشاريع أو نظام «BOOT» والتي تعني قيام الشركات ببناء المشروع على نفقتها، مع الاستفادة من عوائده وفوائده لعدد من السنوات، ومن ثم فبعد انتهاء المدة المتفق عليها تعود فوائده للدولة كاملة، وأكد أن المجال مفتوح أمام الشركات سواء محليا أو خارجيا ولكن هذا يحتاج إلى خبرات ومن ثم فقد يكون شراكات ما بين شركات محلية وعالمية، ونأمل أن يتم طرح المشروع في الربع الثاني او الثالث من العام المقبل، وعند طرح المناقصات سيظهر ذلك من خلال من يتقدمون لها.
مشيرا إلى أن الدراسات تقول بأن التكلفة المتوقعة لهذا المشروع تتراوح ما بين 600 إلى 700 مليون دولار للمشروع المتكامل لإنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر مع بعضها البعض، كما أنه يتوقع أنه حتى يتم تنفيذه نهائيا ويكون جاهز للإنتاج يحتاج إلى أربع سنوات. وأكد أن الدراسات التفصيلية اكتملت وباقي فقط وضع كراسات الشروط ومن ثم الطرح.
وأكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة «بيئة» على أن السلطنة تتوجه للاقتصاد الدائري، الذي يمثل أهمية كبيرة بما فيه من الاستفادة من النفايات كموارد والتقليل من استخدام الطاقة الأحفورية والتحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة وتعظيم الفائدة من خلال إعادة التدوير ومن خلال إعادة الاستخدام ومشاريع إنتاج الطاقة من النفايات، وإنتاج الغاز الحيوي ومشاريع الاستفادة واستعادة القيمة من النفايات. مشيرا إلى أن هناك مشاريع لإقامة مرافق لفرز النفايات والاستفادة من النفايات المختلفة مثل الزجاج والبلاستيك والأوراق والمعادن وغيرها من خلال إعادة فرز النفايات والاستفادة منها في التدوير.
ومؤكدا على أن إستراتيجية شركة «بيئة» والتي تأتي في إطار إستراتيجية للسلطنة تدعو إلى تحويل النفايات عن المرادم بنسبة 60%في العام 2020 بمعنى أنه يتبقى فقط نسبة 40%تنتهي في المرادم الهندسية، وبنسة 80%مع العام 2030، وعندما نعيد تحويلها معناها الاستفادة منها في مكان أو آخر.

موضحا أنه من خلال تلك الإستراتيجية ستحل المرادم الهندسية محل المطامر التقليدية، حيث أنه حتى الآن لدينا أكثر من 300 مطمر وهي طرق تقليدية غير مناسبة للبيئة ولأن النفايات بها مواد خطرة وسموم تضر التربة والمياه الجوفية، ومن ثم فالمرادم الهندسية تعالج ذلك والعصارة الناتجة عن التحلل وبها البطانة التي تحمي التربة والمياه الجوفية وبها عملية لسحب وشفط العصارة ومعالجتها وبها عملية هندسية مدروسة، وحتى عملية الردم بحيث تكبس النفايات وتمنع الروائح، وسيكون لدينا 11 مردما في أنحاء السلطنة بمعدل مردم واحد لكل محافظة، لنستغني عن المطامر، منها 8 مرادم هندسية تعمل بكامل طاقتها الآن، وهناك 2 جاهزان وسيدخلان الخدمة قريبا، بينما باقي تحت الإنشاء مردم هندسي واحد.