بريشــة النحــوي الثوب عُماني والزينة فرنسية

مزاج الأحد ١٧/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٥:٢٧ ص
بريشــة النحــوي

الثوب عُماني والزينة فرنسية

مسقط – لورا نصره

«عرس فرنسي أمام قصر العلم»، وعرضة للخيل تحت برج إيفل!. ربما يكون تحقيق ذلك صعباً بعض الشيء في الواقع، لكن في الفن يغدو كل شيء ممكناً، وبضربة فرشاة مع مزيج من الألوان المفرحة نجح الفنان التشكيلي يوسف النحوي بنقلنا إلى عوالم ساحرة تشهد على تمازج رائع للثقافتين الشرقية بثوبها العُماني والغربيــة بزينتها الفرنسية.

أعمال النحوي جاءت ضمن مشاركته في معرض «الألوان تغني» الذي افتتح مؤخراً في المركز العُماني الفرنسي برعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد ويحتوي على ست عشرة لوحة ويشارك فيه إلى جانب النحوي كل من الفنانين ريا المنجية وصالح العلوي وميادة ريحــان، ويســتمر حتى نهاية الشهر الجاري.
وحول أهمية وفكرة المعرض يقول التشكيلي يوسف النحوي: «مشاركتي في معرض «الألوان تغني» هي مشاركة فريدة من نوعها، أنظــر إليها باعتبارها امتداداً لمعرض ســـابق جمعنا نحن الفنانون الأربعة معا في النمسـا في العام 2008، واليــوم نحــن نقــدم فكرة جديدة من خلال هذا المعـرض الذي يضم 16 عملاً بواقع 4 أعمال لكل فنان، وهي فكرة تطــرح لأول مرة بهذه الطريقة فاللون يتحــدث ويغني لحنا يتمثل في الخطوط والاتجاهات وفي حركة الفرشاة.
ويضيف: «عمان الجميلة وباريس برائحة العود» هي خلاصة ما تقدمه أعمالي.. برأيي هي خلطة ساحرة يمكن للفنان أن يقدمها لتبهج كل من يراها وتكون بمثابة جسر تنتقل من خلاله الثقافات وتتمازج.
يحمل العمل الفني الأول للنحوي اسم «فرحة العيد» وهو عبارة عن ميكس ميديا، أما العمل الثاني والذي أطلق عليه اسم «نغم « فيتحدث عن تبادل الثقافات من خلال «عرس فرنسي أقيم أمام قصر العلم، وتتميز اللوحة بالنوتات الموســيقية التي تبرز الفرح والسعادة في عمان الجميلة وبها زخارف إسلامية ويرى النحوي أن العمل يقدم مثالاً واضحاً عن دمج الثقافة الإســلامية العمانية مع الثقافة الغربية الفرنسية.
وفي لوحة «برج إيفل» نرى عرضة للجمال تقام تحت برج إيفل احتفالا بقدوم العيد، ونرى في اللوحة الرابعة زجاجة عطر فرنسية راقية تحمل في داخلها مطرح ووردة الســلطان وتتزين بمقطع من الشعر لواحد من أشهر شعراء فرنسا.

حصيلة عام من النجاح

يعد معرض «الألوان تغني» بمثابة مسك ختام لعام كان حافلاً بالإنجازات بالنسبة ليوسف النحوي حيث شهد هذا العام مشاركات عدة له من أبرزها كما يقول كانت مشاركته في بينالي أنقرة الفني في تركيا بدعوة شخصية له من إدارة المهرجان للمشاركة بمجموعة أعمال، وكذلك المشاركة في الورش المختلفة، ويعتبر هذا المهرجان حلقة وصل بين مختلف فناني العالم وهو يجمع أكثر من فن من الفنون الأخرى كالموسيقى والمسرح تحت سقف واحد. وكانت مشاركته في هذا المهرجان من خلال مجموعة من اللوحات التي تعكس الإرث التاريخي للسلطنة من خلال العادات والتقاليد والقيم العمانية الأصلية.
إلى جانب ذلك يرى النحوي أن العام 2017 حفل أيضا بمجموعة من الأعمال الهامة ومنها عمل «العَلم والعِلم»الذي يجمع فيه بين برج الجامعـــة وقصر العلم وأسماه «العلم والعلم» وعمل فني آخر للشيخ خليفة بالتعاون مع السفارة الإماراتية وبعض الفنانين الإماراتيين.
أما خطته الفنية للعام المقبل 2018 فتضم الكثير وفقاً للنحوي ويقول: «الفنان بطبعه التواق للتجدد والتنوع لا يمكنه التوقف عن ضخ الأفكار.. ولذلك أعد بأن العام الجديد سيحمل الكثير من الخطوات الفنية المدروسة ومنها عمل فني ضخم 5 متر لشخصية عربية لن أفصح بالمزيد عنه الآن، وسيجمعني أيضا معرض فني مشترك مع الفنان صالح العلوي، وسنقدم معاً أعمالاً تخص السلطان وسنترك التفاصيل للوقت المناسب، لكن كل ما أتمناه هو أن نستمر بإرضاء ذائقة الجمهور بأجمل الأعمال.
يحمل يوسف النحوي شهادة البكالوريوس في الفنون التشكيلية من الهند، وهو عضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وعضــو في جمعية الفنانين الأوروبيين في ألمانيا. له مشاركات في العديد من المعارض المحلية والخارجية كما أنه حاز على جوائز كثيرة ونجح بتســجيل اســمه في موســوعة جينيس من خلال أكبر لوحة رخامية في العالم لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.