إدارة مجموعات واتساب

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٧/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٥:٤٦ ص
إدارة مجموعات واتساب

علي بن راشد المطاعني

ali.matani2@gmail.com

كلما أطالع التحذيرات في المجموعة من المشرفين إلى الأعضاء فيها- عندما يتخطون القواعد التي تأسست على أساسها هذه المجموعات الواتسابية وقد يتطلب ذلك إشهار البطاقة الحمراء، أو الصفراء لقاء طرح موضوعات ليس لها علاقة بما تهتم به هذه المجموعة أو ذاك- تذكرت رؤساء التحرير في الوسائل الإعلامية الجماهيرية أثناء ممارستهم لعملهم بمنع نشر بعض المقالات أو الاعتراضات على الموضوعات الخارجة عن التقاليد والأعراف، وعدم ملاءمة بعض مساهمات القراء والشعراء ليس في الموضوعات السياسية فقط، وإنما هناك تجاوزات دينية ومذهبية أو عرقية يتعمد البعض تمريرها عبر صحيفة متزنة لشيء في نفس يعقوب أو نشر ما يخدش الحياء العام كالصور غير اللائقة والمقاطع غير الملائمة للبث.

ومما يثلج الصدر أن نرى هذا الوعي المتقد من المشرفين على وسائط التواصل الاجتماعي وفي إطار الحرص على الالتزام بالسياسة التحريرية الخاصة بكل مجموعة.

بلا شك أن الإشراف على المجموعات ورئاسة تحريرها ليست بالعملية البسيطة التي يخالها البعض خاصة في المجموعات الجادة والتي تحتضن النخب من المجتمع ومستويات من أبناء الوطن من مثقفين ومسؤولين ومفكرين وإعلاميين طبعا، فمسؤولية مدير المجموعة ومعاونيه من المشرفين لا تقل عن مسؤوليات هيئات التحرير في وسائل الإعلام الجماهيرية سواء الصحف أو المجلات أو الإذاعات.
فطرح الموضوعات للمناقشة واحتدام الجدل في بعض القضايا المحلية والإقليمية والدولية يثير تلاسنات غير طبيعية وتعارضا في التوجهات يخرج البعض عن المألوف لكي يكيف النقاش وفق ميـــولـه وانحـــيازه لجهة أو لدولة، لذا تجــد مدير المجموعة يتدخل في الوقت المناسب ويعترض على توجيه النقاش إلى مســـارات غير إيجابية خارج سياسة المجموعة.
بعض رؤساء التحرير الواتسابيين يقف بحزم من بعض المهاترات السياسية التي تثار بحكم ما يسود المنطقة العربية والخليجية، وبالتالي يلعب دورا محوريا في عكس سياسة البلاد وبلورة توجهاتها حتى على مستوى المجموعة الذي يضم حوالي 256 عضوا فقط، فهذا الدور يماثل كما يبدو دو رئيس تحرير مؤسسة إعلامية تخاطب مئات آلاف من القراء، وهنا مقاربة إيجابية لمستوى الوعي الذي وصل إليه أفراد المجتمع.
بعض الجروبات تلعب دورا محوريا في مناقشة جادة لما يجري على الساحة المحلية ويثري البعض المجموعات بأفكار وآراء قلمـــا تجدهـــا في الواقــع أو قـــد تســـتغرق وقتا لكي تسمع بها بمحـض الصــدفة.
كل ذلك وغيره يعكس مدى أهمية الإشراف سواء في المجموعات أو غيرها من الوسائل الإعلامية الجماهيرية أو الافتراضية في عالم يموج بالمتغيرات المتسارعة، وبالتأكيد ينبغي فلترة ما يرد في إطار المعنى القائل بأن الحرية لا تعني إطلاق السهام بنحو عشوائي.
هناك من رؤســاء المجموعات لا يمارس دوره في مراقبة ما يبث من موضــوعــات ومقاطع وصور وغيرها، فهذه المجموعات وبهذا النحو تغدو أشـــبه بالصحف الصفراء، كما تسمى في الإعـلام.
نأمل أن نتفهم دور مسؤولي المجموعــات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهـم في إدارة هــذه المؤسسات الإعلاميــة الصــغيــرة شــكلا والكبيــرة في تأثيرها.