خليجي 23 والمسؤولية الإعلامية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٧/ديسمبر/٢٠١٧ ١٢:٥٣ م
خليجي 23 والمسؤولية الإعلامية

بعد ثلاث سنوات تواترت وتنوعت وتعددت فيها الأخبار والأقوال ها هو الحدث الخليجي الكروي الأهم في المنطقة يعود إلى الواجهة حيث النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج ستقام في الكويت ابتداءً من الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري في لقاء رياضي كروي خليجي جديد نرجو أن يخرج بالصورة الطيبة ويحقق أهدافه المرجوة..

هذه المرة تأتي كأس الخليج ومنطقتنا العزيزة تمر بالكثير من المنغصات التي تعلمونها والتي دخل إليها بعض أهل الرياضة والإعلام الرياضي وأصبح الحال متقلباً والكلام كثيراً والأكثر منه يأتي علناً بدون أية اعتبارات.. نعلم جميعاً بأن كأس الخليج بطولة إعلامية من الدرجة الأولى يلعب فيها الإعلام بمختلف وسائله دوراً كبيراً في صناعة تفاصيلها وأحداثها الرئيسية داخل الملعب وخارجه.. وفي النسخ الماضية من هذه البطولة المحببة إلينا حضرت التقاطعات الإعلامية بين القنوات الإذاعية والتلفزيونية وكذلك الصحافة المكتوبة وكانت هناك الكثير من المصادمات التي صنعت أحياناً الإثارة القاسية التي خرجت عن النص والمهنية لكنها عدّت على خير وأصبحت حديثاً من الماضي.. لم تكن بطولة كأس الخليج حدثاً عادياً في منطقتنا وهي التي تعتبر إرثاً رياضياً وثقافياً لكل من يعرفها ويتابعها ويتعايش مع أحداثها ولم تكن كأس الخليج في معناها الحقيقي الثابت بطولة للخلاف والفرقة بل بالعكس كانت حاضنة للمحبة ومُحققة للكثير من النجاحات.. لا نريد أن نتحدث كثيراً عن كأس الخليج وأفضالها على كرة القدم الخليجية لكنه الواقع الجميل الذي يتكرر والذي يجب أن ننقله للأجيال التي لم تعرف عن البطولة سوى هدير المدرّجات والإثارة الإعلامية والفوز باللقب.. تعود كأس الخليج إلى ملاعب الكويت العزيزة للمرة الرابعة وتعود معها المنافسة والذكريات الجميلة ومع هذه العودة وفي هذه الظروف المتناقضة والصعبة التي يشعر بها الجميع وجب على الإعلام الرياضي الخليجي بمختلف انتماءاته أن يكون قائداً حكيماً وعلى قدر عال من المسؤولية تجاه المهنة وتجاه المتابعين والأكثر من ذلك تجاه هذا الخليج العامر الذي يجمعنا.. وعليه أن ينأى بنفسه عن أي شيء بخلاف المنافسة التي تشهدها البطولة وأن يكون شريكاً إيجابياً وعاملاً فعالاً وقوياً في نجاحها إكراماً للمهنة التي نتشرّف بالانتماء إليها ومن ثم إكراماً للحدث الجميل الذي نعشقه ولروح المحبة التي تربطنا وإكراماً للكويت دار الصداقة والسلام التي تجمعنا.. اليوم على الإعلام الرياضي الخليجي -ونحن جزء منه- أن يقدّم بطولة خليجية رياضية ذات رسالة إعلامية هدفها لمّ الشمل الخليجي وتأكيد القول بأننا سنبقى إخوة أوفياء لبعضنا البعض بعيداً عن السياسة وأهلها وبعيداً عن أية صراعات مفتعلة وتراكمات سابقة... إعلامنا الرياضي الخليجي في خليجي 23 تترقبه وتناظره كل الأعين وهو مطالب بأن يتحمّل المسؤولية للخروج ببطولة كروية ناجحة من حيث التنافس الكروي الجميل تسمو فيها روح المحبة والمودة والأخوّة التي عهدناها ونعرفها عن أهل الخليج بصفة عامة وتسمو فيها كذلك الروح الرياضية التي عهدناها في بطولات كأس الخليج بصفة خاصة.